أفادت تقارير إسرائيلية اليوم الثلاثاء بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتزم إعلان تجميد البناء في المستوطنات لفترة أخرى تستمر ثلاثة أشهر لإفساح المجال أمام استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن صحيفة "معاريف" أن نتنياهو يعكف منذ أسابيع على إعداد خطة سياسية بهذا الخصوص ليعرضها على الرئيس الأمريكي باراك أوباما الشهر المقبل. وقالت الصحيفة إنه حسب هذه الخطة سيكون تجميد البناء خلال فترة الأشهر الثلاثة "كاملاً" على غرار ما قالت الصحيفة إن إسرائيل قامت به خلال فترة التجميد التي انتهت الشهر الماضي، مضيفة أن الحكومة ستعلن بعد ذلك فترة تجميد أخرى تستمر تسعة أشهر تجري خلالها أعمال بناء محدودة لأغراض النمو الطبيعي "فقط" في المستوطنات.

وقالت مصادر مقربة من رئيس الوزراء إن نتنياهو يعتزم خوض مسيرة سياسية حقيقية واتخاذ قرارات صعبة وذلك بعد تمرير مشروع ميزانية الدولة خلال الأسابيع القريبة القادمة.

من جانبه نفى ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يكون نتنياهو قد اتخذ أي قرار في مسألة تجميد البناء، مؤكداً في الوقت نفسه أن الاتصالات مع الإدارة الأمريكية مستمرة حول السبل الكفيلة بتحريك المفاوضات.

"خطوات أحادية منذ 30 عام"

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد اتهم الاثنين إسرائيل بالقيام بخطوات أحادية الجانب مخالفة لاتفاقيات السلام بين الجانبين منذ ثلاثين عاماً. ورفض عباس، في كلمة له خلال جولة ميدانية بمصنع للحجر في بيت لحم بالضفة الغربية، تحذيرات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسلطة الفلسطينية بعدم التوجه إلى مجلس الأمن الدولي للحصول على اعتراف بحدود الدولة الفلسطينية. وقال عباس إن إسرائيل انتهكت اتفاقا مع الفلسطينيين وقع عام 1995 يقضي بعدم جواز قيام أي طرف بأعمال أحادية من شأنه الإجحاف بنتائج مفاوضات الوضع النهائي للسلام بين الجانبين. وأضاف أن الاستيطان وعمليات الاجتياح والحواجز "وكل ما يجري على الأرض الفلسطينية" تعبر بوضوح عن الأعمال الأحادية الإسرائيلية منذ سنوات كما أن إسرائيل لم تنفذ أيا من التزامات خطة خارطة الطريق التي أطلقتها الإدارة الأمريكية في عام 2003.

تحذيرات نتنياهو

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد حث الفلسطينيين نهاية الأسبوع الماضي على عدم اتخاذ خطوات من جانب واحد نحو إقامة الدولة قائلاً إن إسرائيل تعمل مع واشنطن عن كثب للتوصل إلى سبل لاستئناف محادثات السلام. وقال "نتوقع من الفلسطينيين تنفيذ التزامهم بإجراء المحادثات المباشرة". مضيفا أن "أي محاولة للتحايل عليها بالذهاب إلى هيئات دولية غير واقعية ولن تؤدي إلى تقدم العملية الدبلوماسية الحقيقية."

وتوقفت محادثات السلام التي كانت بدأت في واشنطن في الثاني من سبتمبر/ أيلول بسبب مطالب الفلسطينيين بتجميد النشاط الاستيطاني الإسرائيلي على الأراضي التي يريدونها لإقامة دولتهم ورفض نتنياهو تمديد تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة.

وأثارت الأزمة تكهنات بأن الفلسطينيين قد يتخلون عن المفاوضات مع إسرائيل ويبدأون حملة دبلوماسية للحصول على اعتراف الأمم المتحدة أو هيئات دولية أخرى بدولة فلسطينية.

وفي الأسبوع الماضي قال المتحدث باسم السلطة الفلسطينية غسان الخطيب إنه إذا فشلت جهود السلام مع إسرائيل فإنه يجب ألا تصبح تطلعات الفلسطينيين إلى إقامة دولة رهينة للموافقة الإسرائيلية.

(ي ب / د ب ا / رويترز)

مراجعة: عماد مبارك غانم