تقارير: إسرائيل تتسلم قائمة جديدة لرهائن سيتم إطلاق سراحهم
٢٩ نوفمبر ٢٠٢٣
رحب وزراء خارجية مجموعة السبع بإطلاق سراح بعض الرهائن من قطاع غزة، مطالبين في الوقت نفسه بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، فيما أعلنت برلين أن ألمانية كانت ضمن 12 رهينة تم الإفراج عنهم يوم أمس.
إعلان
تسلمت إسرائيل قائمة أخرى من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة الأربعاء، وفقا لما ذكرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نقلا عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ولم يتضح بعد عدد الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم لكن التقرير قال إنه تم إبلاغ أسر الرهائن المعنيين. وستكون هذه سادس مجموعة من رهائن غزة يتم الإفراج عنهم منذ بدء وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل يوم الجمعة. وحتى الآن، تم إطلاق سراح أكثر من 81 رهينة. وفي المقابل، أطلق سراح 180 فلسطينيا من السجن. يذكر أن حركة حماس ، هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
ومن بين عشرات الرهائن الذين أطلق سراحهم، كان 11 منهم يحملون الجنسيتين الألمانية والإسرائيلية. وخلال هجمات السابع من أكتوبر غير المسبوقة، قتل مقاتلو حماس نحو 1200 شخص في المجتمعات الحدودية الإسرائيلية القريبة من غزة كما اختطفوا نحو 240 شخصا. وردت إسرائيل بشن أعنف قصف على قطاع غزة المكتظ بالسكان حتى الآن وبدأت أيضا هجوما بريا على المنطقة الساحلية.
ومنذ بداية الحرب، قتل حوالي 15 ألف شخص في غزة وأصيب أكثر من 36 ألفا، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس في القطاع. ولا يمكن حاليا التحقق من الأرقام بشكل مستقل.
على صعيد متصل، قال وزراء خارجية مجموعة السبع في بيان مشترك إنهم يؤيدون تمديد الهدنة الحالية وهدنا مستقبلية في غزة إذ لزم الأمر لزيادة المساعدات وتسهيل إطلاق سراح جميع الرهائن.
وجاء في البيان المشترك "يجب بذل كل جهد ممكن لضمان (وصول) الدعم الإنساني للمدنيين، بما في ذلك الغذاء والماء والوقود والإمدادات الطبية. نحن نؤيد تمديد هذه الهدنة وهدنا مستقبلية حسب الحاجة لإتاحة زيادة المساعدة وتسهيل إطلاق سراح المدنيين".
ورحب بيان مجموعة السبع أيضا بالإفراج عن بعض الرهائن الذين احتجزتهم حماس وقالت مجموعة السبع في البيان "نحن، مجموعة السبع، نحث على إطلاق سراح جميع الرهائن فورا ودون قيد أو شرط".
وشددت المجموعة على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وشعبها" لكنها أكدت أيضا على أهمية "حماية المدنيين والامتثال للقانون الدولي". وعبرت كذلك عن التزامها بإقامة دولة فلسطينية في إطار حل الدولتين.
وأفاد مصور وكالة فرانس برس بأنّ نساء عدّة رافقهن مقاتلون فلسطينيون ملثّمون من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، تمّ تسليمهن إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في رفح، في جنوب القطاع قرب الحدود مع مصر.
والرهائن الـ12 المفرج عنهم هم عشر إسرائيليات وتايلانديان، بحسب إسرائيل وقطر، و"سيتمّ نقلهم الى مستشفيات إسرائيلية حيث سيلتقون عائلاتهم مجدّداً"، وفق ما أعلن الجيش الذي أكد وصولهم إلى إسرائيل.
في المقابل أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية إطلاق سراح 30 من السجناء الفلسطينيين، هم نساء وشبّان تقلّ أعمارهم عن 19 عاماً.
وقبل ساعات قليلة من انتهاء مدّة الهدنة الأساسية التي دخلت حيّز التنفيذ في 24 تشرين الثاني/نوفمبر، أعلنت قطر والولايات المتحدة الاتفاق علىتمديدها ليومين إضافيين حتى الساعة السابعة من صباح الخميس (الخامسة ت غ)، ما من شأنه السماح بالافراج عن نحو 20 رهينة و60 معتقلاً فلسطينيا إضافياً، بحسب الدوحة.
وقبيل تمديد الهدنة، وافق مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على لائحة "من 50 سجينة" للإفراج عنهن بينهن الناشطة الفلسطينية الشابة عهد التميمي التي اعتقلت مطلع تشرين الثاني/نوفمبر. وتعتبر التميمي في العالم العربي رمزا للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي،لكن إسرائيل تعتبرها محرضة. وعندما كانت في عمر السادسة عشر، حكم عليها بالسجن لمدة ثمانية أشهر في عام 2018، بعدما صفعت جنديا إسرائيليا على وجهه أمام الكاميرات.
وأعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أنّ ألمانية هي ضمن الرهائن الـ12 الذين تمّ الإفراج عنهم الثلاثاء.
وكتبت بيربوك على منصة اكس "أخيرا، انتهت أسابيع من القلق بالنسبة إلى عائلات أخرى: اليوم أيضا، تم الإفراج عن 12 رهينة بينهم ألمانية. أشعر بالارتياح لهم جميعا"، معتبرة أن كل عملية إفراج تذكر أيضا بـ"استمرار أسوأ الكوابيس بالنسبة إلى كثيرين".
ا.ف/ ح.ز (أ.ف.ب، د.ب.أ)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance