تقارير إعلامية: الجيش الأمريكي يدرس إمكانية شن هجمة انتقامية في ليبيا
٣ أكتوبر ٢٠١٢ كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الجيش الأمريكي يبحث شن هجوم انتقامي في ليبيا في أعقاب الهجوم الدموي الذي استهدف القنصلية الأمريكية بمدينة بنغازي شرقي البلاد والذي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي وآخرين. وذكرت الصحيفة في عددها أمس الثلاثاء (02 أكتوبر/ تشرين الأول) أن وحدات خاصة من الجيش الأمريكي تجمع معلومات حول إمكانية شن هجوم يستهدف منفذي الهجوم على القنصلية، والذي أسفر عن مقتل أربعة دبلوماسيين أمريكيين في 11 أيلول/ سبتمبر الماضي. ووفقاً لتقرير الصحيفة يستهدف الهجوم المحتمل للوحدات الخاصة اعتقال رهائن أو اغتيال المشتبه بهم. وما زالت الاستعدادات في مرحلة متقدمة جداً، حيث ذكرت الصحيفة استناداً إلى مسؤول حكومي لم تسمه أنه لم يتم حتى الآن اتخاذ أي قرار بشأن تلك العملية.
يُذكر أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعهد عقب الهجوم على القنصلية بمحاسبة المسؤولين عنه. وتعتقد الاستخبارات الأمريكية أن منفذي الهجوم "إرهابيون" لهم صلات محتملة بتنظيم القاعدة. وأضافت الصحيفة أن أوباما لديه خيارات متعددة لتنفيذ عملية انتقامية محتملة في ليبيا، بينها هجوم تنفذه طائرات بدون طيار أو الاستعانة بوحدات خاصة مثلما حدث في عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان العام الماضي، أو تنفيذ عمليات مشتركة مع وحدات ليبية.
ووفقاً لتقرير الصحيفة، ينطوي كل خيار على مخاطر عسكرية وسياسية كبيرة. من ناحية أخرى، اتهم نواب في الكونغرس الأمريكي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أمس الثلاثاء برفض الإدارة الأمريكية طلبات متعددة لتعزيز حماية مبنى القنصلية في بنغازي، وبعدم الالتفات إلى سلسلة من التهديدات التي سبقت الهجوم على القنصلية في 11 أيلول/ سبتمبر الماضي. ومن المقرر أن يعقد الكونغرس جلسة استماع رسمية حول هذا الأمر الأسبوع المقبل. ولم تعلق الخارجية الأمريكية حتى الآن على الاتهامات، ولكن متحدثة باسم الوزارة قالت: "إننا نجمع حالياً كافة المعلومات التي يمكننا الرد بها".
اشتباكات في بني وليد
على صعيد آخر، أفاد مسؤولون محليون الثلاثاء أن شخصاً قتل وأُصيب خمسة بجروح في اشتباكات بالقرب من بني وليد، أحد آخر معاقل الموالين لنظام معمر القذافي السابق، في شمال غرب في ليبيا. وقال مسعود الوعير، المتحدث باسم مدينة بني وليد، "قتل أحد سكان بني وليد في اشتباك مع مجموعات مسلحة من مصراتة". وأضاف أن المواجهات استمرت ثلاث ساعات مساء الثلاثاء وتركزت في وادي مردون على بعد 10 كلم شرق بني وليد، من حيث تمر طريق تؤدي إلى مصراتة.
وأكد سالم الوعير، المسؤول عن أبرز مجموعة مسلحة في بني وليد سقوط "شهيد" في المعارك التي كان الهدف منها صد المهاجمين الذين نجحوا صباح الثلاثاء في الوصول إلى مشارف المدينة. وأضاف "الوضع الآن تحت السيطرة".
من جانبها ذكرت وكالة أنباء "التضامن" المختصة بالشؤون الليبية اليوم الأربعاء على موقعها الإلكتروني إن هناك اشتباكات متقطعة بالأسلحة الثقيلة، دون خسائر بشرية في صفوف قوات درع ليبيا. وأضافت أنه تم فتح ممر آمن للعائلات للخروج من المدينة، لافتة إلى أنه حتى الآن لم تدخل قوات درع ليبيا المدينة.
المقريف يعتذر عن "زلة لسان"
قدم رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام محمد المقريف اعتذاراً لليبيين عما وصفه بـ"زلة اللسان" في تصريحات صحفية بشأن الشكل الذي ستكون عليه ليبيا الجديدة. وكان المقريف قال في مقابلة مع صحيفة "الحياة" اللندنية إنه يريد أن تصبح بلاده "دولة دستورية ديمقراطية مدنية علمانية". ونقلت وكالة الأنباء الليبية (وال) عن المقريف القول في كلمة له أمس على قناة ليبيا الوطنية: "أرى لازماً علي أن أوضح ملابسات ومقاصد ما صدر عني من آراء عبر الصحافة أُخرجت عن سياقها وذهبت بها الظنون كل مذهب تقول إن ليبيا ستكون دولة علمانية". وأضاف: "لا أملك الحق في تقرير مثل هذا الأمر الدستوري كما لا أملك النيابة عن الليبيين في تقريره".
وأكد المقريف في كلمته أن الدين الإسلامي منهج الحياة في ليبيا وأن الشعب الليبي شعب مسلم سني لن يرضى بأي مخالفة لأصول إيمانه وثوابت دينه وأحكام شرعه، كما شدد على أن الواقع الليبي لا مكان فيه لمصطلح العلمانية ولا لمصطلح التيوقراطية.
وكان المقريف أوضح للصحيفة أن رغبته في أن تكون بلاده مدنية علمانية مشروط بألا يتصادم ذلك مع الشريعة الإسلامية. وأوضح لها أن فصل الدين عن الدولة يكون "بألا تتحكم هيئة دينية في قرارات المؤتمر الوطني أو الحكومة".
ع.غ/ ش.ع (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)