تقارير إعلامية: حزب المؤتمر يؤكد مقتل صالح خارج صنعاء
٤ ديسمبر ٢٠١٧
فيما لم يرد تأكيد رسمي حول مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، نقلت قناة العربية عن من وصفتهم بـ "مصادر في حزب المؤتمر" تأكيدهم ذلك. وزارة الداخلية التابعة للحوثيين كانت قد أعلنت مقتله مع عدد من مساعديه.
إعلان
نقلت قناة العربية التي يملكها رجال أعمال سعوديون اليوم الاثنين (الرابع من ديسمبر/ كانون الأول 2017) عن مصادر في حزب المؤتمر الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح قولها إنه قتل. وأضافت المصادر للقناة أن صالح قتل خلال الاشتباكات مع جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء دون مزيد من التفاصيل.
ونقلت وكالة رويترز عن "مسؤولين في حزب المؤتمر" قولهم إن صالح قتل خارج صنعاء فيما قالت مصادر في جماعة الحوثي إنه قتل هجوم بالقذائف الصاروخية والرصاص على سيارته. وقالت مصادر حزب المؤتمر إن صالح قتل جنوبي صنعاء مع ياسر العواضي الأمين العام المساعد للحزب، فيما كشفت مصادر بجماعة الحوثي إن مقاتلين أوقفوا سيارته بقذيفة صاروخية ثم أطلقوا عليه النار فقتلوه.
وكان المتمردون الحوثيون قد أعلنوا مقتل صالح، الذي انهار تحالفهم معه منذ أيام، ما أدى إلى حرب مفتوحة بين الطرفين، وخصوصا في العاصمة صنعاء. وأعلنت وزارة الداخلية التابعة للحوثيين في بيان نشره موقع وكالة "سبأ" المتحدثة باسمهم مقتل من وصفته بـ "زعيم الخيانة وعدد من عناصره"، ذلك في إشارة إلى صالح.
وأظهر شريط فيديو حصل عليه مراسل لفرانس برس من مسؤولين حوثيين جثة يبدو أنها تعود لصالح، مصابة بالرأس، ومحمولة على بطانية حمراء. كما ظهرت آثار دماء على قميص القتيل. وتمكن مصور وكالة فرانس برس من الاقتراب من مكان إقامة الرئيس السابق في حي حدة في جنوب صنعاء إلا أنه لم يتمكن من الدخول وأفاد أن المنزل أصيب بأضرار اثر المعارك.
وحكم صالح اليمن طيلة 33 عاما أحكم خلالها قبضته على السلطة وناصب الحوثيين العداء، وشن حروبا ضدهم، قبل تنحيه في شباط/فبراير 2012 بعد 11 شهرا من الاحتجاجات ضد نظامه. وفي 2014، تحالف صالح معهم، لاستعادة السيطرة على صنعاء قبل انهيار هذا التحالف قبل أيام.
وتفجر الاستياء المتصاعد بين صالح والحوثيين على خلفيات مالية وتقاسم السلطة والنفوذ وشبهات بإتمام صفقات سرية بينه وبين الرياض، لا سيما في اليومين الآخيرين حين أعلن الرئيس السابق استعداده لـ "طي الصفحة" مع السعودية.
أ.ح/و.ب (أ ف ب، رويترز)
ويتواصل انقسام اليمن.. حلفاء الأمس أعداء اليوم!
بينما يتعرض تحالف صالح- الحوثيين لأزمة تقوض الخلافات كذلك المعسكر الذي تدعمه الرياض، بقيادة هادي، بعد إنشاء سلطة موازية له في عدن بقيادة عيدروس الزبيدي، لتشتعل من جديد دعوات إلى الانفصال في أوساط الحراك الجنوبي.
صورة من: Reuters
من العاصمة السعودية الرياض، رفضت حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي "رفضا قاطعا" تشكيل سلطة موازية في جنوب اليمن المستقل سابقا. وكان مسؤولون يمنيون قد شكلوا الخميس (11 مايو/أيار 2017) سلطة موازية تدير جنوب البلاد برئاسة عيدروس الزبيدي، بعدما باتوا معارضين للرئيس هادي، الذي يقيم في الرياض منذ أكثر من عامين بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
وعلى غرار ما فعله الحوثيون في صنعاء شكل عيدروس الزبيدي في عدن مجلسا من 26 عضوا، بينهم خمسة محافظين ووزيران في حكومة هادي. والغريب أيضا أن الحوثيين رفضوا المجلس الجديد، ووصفه الناطق باسمهم محمد عبد السلام بأنه "تهديد للوحدة اليمنية" وجزء من "مخطط استعماري".
صورة من: Reuters/F. Salman
وكان هادي قد أقال الزبيدي في 27 نيسان/ أبريل مع وزير الدولة هاني بن بريك، وهو شخصية أخرى في الحراك الجنوبي، المجموعة الانفصالية التي تدعو إلى استقلال الجنوب أو إقامة حكم فدرالي فيه. وأشعلت الإقالات ردود فعل غاضبة في جنوب اليمن حيث خرج آلاف المتظاهرين في الرابع من أيار/ مايو إلى شوارع عدن تنديدا بهادي وتأييدا للزبيدي.
صورة من: Reuters/F. Salman
أنصار الحوثيين ومؤيدو الرئيس السابق على عبد الله صالح في مظاهرة في العاصمة صنعاء في آواخر مارس/ آذار بمناسبة مرور عامين على التدخل العسكرى من جانب التحالف الذي تقوده السعودية، لكن يبدو أن هؤلاء انقسموا الآن أيضا والسبب هو صالح.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Huwais
الرئيس السابق، دخل منذ عام 2014 في تحالف مع الحوثيين، بعدما انقلبوا على هادي. غير أن معسكر صالح شن حملة على الحوثيين بعدما دعا عبد الملك الحوثي في آذار/ مارس إلى محاربة من وصفهم بـ"الطابور الخامس" وهو ما فسره مراقبون بأنه إشارة إلى أنصار صالح. ومن ناحيته، قال الصحفي المؤيد لصالح، محمد أنعم، إن "صالح لا يستطيع فك ارتباطه مع الحوثيين، وستكون مغامرة خطيرة عليه إذا فعل ذلك، لأنهم مسيطرون على الأوضاع".
صورة من: picture alliance/epa/Y. Arhab
صالح أعاد في مايو/ أيار 2017 إطلاق دعوته للحوار مع السعوديين قائلا "سنحاور أصحاب الشأن، المملكة العربية السعودية" في الرياض أو منطقة خميس مشيط الحدودية أو حتى في مسقط. فيما أبدت المملكة ارتياحها لابتعاد صالح عن الحوثيين المدعومين من إيران، وهو ما ألمح إليه ولي ولي العهد السعودي بقوله "صالح تحت سيطرة وحراسة الحوثيين (...) وإذا خرج من صنعاء إلى منطقة أخرى فسيكون موقفه مختلفا".
صورة من: Reuters/Mohamed al-Sayaghi
ووسط التحالفات والانقسامات يبقى اليمن وأهله وخصوصا الأطفال أكبر خاسر في بلد كان يطمح إلى الديمقراطية عندما خرج شبابه في مظاهرات ضد حكم صالح عام 2011، واليوم أصبح اليمن مهددا بعدم البقاء ككتلة واحدة. إعداد: صلاح شرارة