تقارير: البحرية الأمريكية تصادر صواريخ إيرانية متجهة لليمن
٤ ديسمبر ٢٠١٩
أعلن مسؤولون أمريكيون أن سفينة عسكرية تابعة للبحرية الأمريكية صادرت "شحنة كبيرة" لأجزاء مما يشتبه أنها صواريخ إيرانية متجهة للحوثيين باليمن، في أول مرة يتم فيها احتجاز مكونات متطورة من هذا النوع في طريقها للحرب هناك.
إعلان
قال مسؤولون أمريكيون الأربعاء (الرابع من كانون الأول/ ديسمبر 2019) إن بارجة تابعة للبحرية الأمريكية صادرت الأسبوع الماضي أجزاء من صواريخ يعتقد بأنها تعود لإيران في خليج عمان، وذلك بينما تضغط إدارة الرئيس دونالد ترامب على طهران للحد من أنشطتها الإقليمية.
وذكرت وكالة رويترز أن المسؤولين، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، قالوا إن مدمرة الصواريخ الموجهة فورست شيرمان احتجزت قاربا صغيرا الأسبوع الماضي قبل أن تعتليه مفرزة من خفر السواحل وتعثر على أجزاء الصواريخ. وأضاف المسؤولون أن طاقم القارب الصغير نقل إلى خفر السواحل اليمني وأن أجزاء الصواريخ في حيازة الولايات المتحدة حاليا.
وقالت صحيفة واشنطن بوست في موقعها على الإنترنت إنه تم ضبط القارب الصغير من قبل البحرية الأمريكية وفريق خفر السواحل الأمريكي يوم الأربعاء الماضي في شمال بحر العرب، وقد تم اكتشاف صلة إيران بالأسلحة.
وبحسب الصحيفة قال مسؤولون أمريكيون إن هذا الحادث يوضح استمرار تهريب الأسلحة بشكل غير قانوني إلى المتمردين الحوثيين، ويأتي ذلك في الوقت الذي يجتمع فيه وزير الخارجية مايك بومبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البرتغال، حيث تعتبر إيران موضوعا رئيسيا لمحادثاتهما.
وتتهم الولايات المتحدة، إيران بتهريب الأسلحة بشكل غير قانوني إلى الحوثيين الذين يقاتلون الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، بحسب الصحيفة.
ص.ش/أ.ح (د ب أ، رويترز)
الحوثيون - من هم وماذا يريدون؟
بدأ الحوثيون كحركة تطالب بالحقوق وتظاهروا نصرة للديمقراطية مع اليمنيين ضد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ثم استولوا على العاصمة صنعاء ويخوضون حربا مع الحكومة والتحالف العربي بقيادة السعودية. فما هو هدف الحوثيين؟
صورة من: Getty Images/AFP/G. Noman
انبثقوا من صعدة
الحوثيون، هم جماعة سياسية - دينية (شيعية) مسلحة يطلق على تنظيمهم السياسي والعسكري "حركة أنصار الله". يرتبط اسمهم بمؤسس الحركة حسين الحوثي الذي قتلته القوات اليمنية في عام 2004. تأسست الحركة عام 1992 واتخذت من منطقة صعدة شمال اليمن مركزا لها. خاضت الحركة مواجهات مسلحة على مدى سنوات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح راح ضحيتها الآلاف.
صورة من: Gamal Noman/AFP/Getty Images
المذهب الزيدي
ينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي الشيعي القريب من المذاهب السنية. يعيش أغلب الزيديين في شمال اليمن، أي في معقلهم؛ محافظة صعدة قرب السعودية. لكن الحوثيين زحفوا اليوم إلى مناطق جنوب اليمن. وقد مثل سقوط حكم صالح عام 2012 فرصة ثمينة للحوثيين لتعزيز موقعهم ونفوذهم في اليمن، حتى أنهم بسطوا سيطرتهم عام 2014 على العاصمة صنعاء.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
مطالب اجتماعية وسياسية
حين اندلعت الثورة في اليمن عام 2011، شارك الحوثيون بقوة في الانتفاضة الشعبية وتبنوا مطالب الشعب اليمني، مما جعلهم يظهرون كحركة ديمقراطية مناهضة للديكتاتورية. بيَن الحوثيون منذ البداية أن غرضهم هو الدفاع عن حقوق أبناء منطقة صعدة، ليشمل تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية، وتحول إلى مطالبة بإشراك المكون الحوثي في أجهزة الدولة.
صورة من: DW
اسم على مسمى
يعتبر حسين بدر الدين الحوثي الزعيم الأول للحركة. وقد ارتبط ابن رجل دين زيدي بارز، في بداية مسيرته السياسية بحزب سياسي صغير كان يعرف باسم "الحق". فاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 و1997. بعد مقتله في عام 2004 تولى شقيقه عبد الملك الحوثي قيادة الحركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
الحروب الست
خاض الحوثيين صراعا مسلحا مع حكومة صالح. كما حضروا في الحروب الست التي دارت بين عامي 2004 و2010 في الشمال اليمني. غير أن الحوثيين تحالفوا فيما يعد مع قوات صالح في الحرب الدائرة ضد التحالف الذي تقوده السعودية دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي اتخذ من الرياض مقرا له بعد هروبه من صنعاء.
صورة من: Reuters/Abdullah
الأسلحة والذخائر!
يعتقد أن الحوثيين يمتلكون ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر. ويظن أن إيران المزود الرئيس للحوثيين بالأسلحة. ويرى بعض المراقبين أن الحوثيين استولوا على أسلحة كثيرة من الجيش اليمني وعملوا على تطويرها. وترجح الفرضية الأخرى تعاطف تجار السلاح، الذين قد يمدونهم بالأسلحة والمدخرات نظرا للارتباط القبلي بهم (زيديين) أو انتقاما من الجيش الذي حل بمنطقتهم.
صورة من: Reuters/Houthi War Media
انتقادات
توجه للحوثيين انتقادات كثيرة، أبرزها: استغلال الأطفال وتجنيدهم. ولا يرى الحوثيون حرجا في تجنيد مراهقين، وذلك بمباركة من القبائل المناصرة لهم. ولا تستثننى قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من تهمة تجنيد الأطفال أيضا (في الصورة مراهقون مناصرون للرئيس اليمني).
صورة من: Getty Images/N.Hassan
ماذا يريدون بالضبط؟
بعد فشل محادثات جنيف للسلام يوم السبت الثامن من سبتمبر/ أيلول 2018، وتغيب وفد الحوثيين بذريعة عدم حصولهم على ضمانات لعودتهم إلى صنعاء. يتساءل عديدون عن الهدف الذي تسعى إليه الحركة، خاصة أمام تنامي عدد ضحايا الحرب في اليمن نتيجة الصراع المستمر بين الحوثيين والحكومة اليمنية. إعداد: مريم مرغيش