تقارير: برلين تسعى لتشديد الرقابة على تمويل المساجد
٢٨ ديسمبر ٢٠١٨
كشفت تقارير إعلامية أن برلين طلبت من دول خليجية إبلاغها مسبقا بالمساعدات والتبرعات التي تُقدم للمساجد في ألمانيا، وبأن الاستخبارات تراقب الأمر عن كثب. من ناحيته يعتزم المجلس المركزي للمسلمين مناقشة ضريبة المسجد المقترحة.
إعلان
ذكرت وسائل إعلام ألمانية أن الحكومة الألمانية تريد التحكم في مصادر التمويل الخليجي للجمعيات والمساجد ذات التوجه المتطرف. وحسبما نقلت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" اليوم الجمعة (28 ديسمبر/ كانون الأول 2018) فإن وزارة الخارجية الألمانية طلبت من المملكة العربية السعودية والكويت وقطر ودول أخرى إبلاغها مسبقا بالتبرعات أو المنح الحكومية التي تعتزم تقديمها إلى المؤسسات الدينية في ألمانيا.
ووفقا لمعلومات الصحيفة وكذلك معلومات محطتي "ان دي آر" و "دبليو دي آر" العامتين فإن هيئة "حماية الدستور" (الاستخبارات الداخلية في ألمانيا)، وكذلك وكالة الاستخبارات الألمانية "BND" ستشاركان في التحقق من هوية المرسل والمتلقي لتلك المنح والتبرعات.
وأرجعت وسائل الإعلام المذكورة تلك الخطوة، المعمول بها منذ الربيع، إلى وجود تقرير سري أعدته مجموعة عمل في "مركز التصدي للإرهاب" في برلين.
وحسب التقارير الإعلامية آنفة الذكر قررت مجموعة عمل يطلق عليها "الأبعاد العابرة للحدود" في خريف عام 2015، رداً على أزمة اللاجئين تشديد مراقبة الأنشطة الدعوية السلفية الممولة من دول الخليج العربية. وطبقا لهذه التقارير فإن السعودية خصوصا أنفقت المليارات لتشجيع انتشار التفسير الأصولي للإسلام.
وتخشى الحكومة الألمانية من مخاطر توظيف الأموال القادمة من الخليج في التأثير على اللاجئين في ألمانيا، وتوجيههم نحو التطرف.
وكان وزير الداخلية الألمانية هورست زيهوفر قد أعلن في "مؤتمر الإسلام الألماني" في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أنه يجب إنهاء "النفوذ الأجنبي" على المساجد والجمعيات الإسلامية في ألمانيا.
وخلال عطلة عيد الميلاد، طُرحت فكرة "ضريبة المساجد"، يدفعها المسلمون في ألمانيا، على غرار "ضريبة الكنائس". وقد أعرب العديد من السياسيين، بما في ذلك سياسيون من حزبي الاتحاد المسيحي وكذلك من حزب الخضر المعارض عن تأييدهم على مثل هذه الخطوة.
مناقشة ضريبة المساجد
ومن جهته يعتزم المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا مناقشة تمويل المساجد عبر تطبيق "ضريبة المساجد" خلال انعقاد مؤتمر الإسلام المقبل. وقال رئيس المجلس أيمن مزيك في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية الصادرة اليوم الجمعة: "يتعين مناقشة هذا الموضوع هناك بخبرة وتعقل".
وذكر مزيك أنه يتعين أن تكون المساجد، التي تعاني حاليا في الغالب من نقص التمويل، قادرة على تعيين أئمة متعقلين ومُدربين هنا ويتحدثون اللغة الألمانية، مشيرا إلى أنه يمكن تنفيذ ذلك أيضا عبر إنشاء مؤسسة للمساجد قائمة على التبرعات وبدعم تنظيمي من الدولة.
ويتم حاليا تمويل الكثير من الاتحادات الإسلامية والمساجد في ألمانيا من دول الخليج أو من تركيا، ما يجعلها عرضة للاتهام بالترويج لقيم مثيرة للشك على المستوى السياسي ودعم تكوين مجتمعات موازية.
وعلى خلاف الكنائس، لا تحصّل الدولة الألمانية ضرائب من أجل المساجد. ويقتصر حصول المساجد على أموال من الدولة في حالات تمويل مشروعات معينة، مثل دعم اندماج اللاجئين المسلمين في المجتمع أو إبعاد الشباب السلفي عن التيار المتطرف.
ص.ش/ع.ج.م (ك ن ا/ د ب أ)
أشهر عشرة مساجد في ألمانيا
تتميز ألمانيا بتنوع الأديان والثقافات، ويساعد الدستور على هذا التنوع لأنه يضمن حرية العبادة. وهذا الحق الدستوري ساعد ملايين المسلمين على الاندماج في بلدهم الجديد وبناء دور عبادة لهم. أهم مساجد المسلمين في صور.
صورة من: picture alliance / dpa
مسجد مدينة كولونيا
لا يزال هذا المسجد قيد الإنشاء، وسيصبح أكبر مساجد ألمانيا بمساحة تبلغ 16500 متر مربع ويتسع لأكثر من 1200 شخص. اتحاد الجمعيات الإسلامية التركية في ألمانيا (DITIB)، وهو أكبر جمعية إسلامية مسجلة رسمياً، قرر بناءه ليكون المسجد الرئيسي للاتحاد في ألمانيا. مساحة المسجد الكبيرة واحتواؤه على منارتين كبيرتين ارتفاعهما أكثر من 50 متراً أثار ردود أفعال مختلفة في ألمانيا، معظمها رحب ببنائه في حين رفضه آخرون.
صورة من: DW/S. Dege
مسجد فيلمرسدورف للطائفة الأحمدية
يقع أقدم جامع في ألمانيا في منطقة فيلمرسدورف بمدينة برلين، ويعتبر مقر العبادة الرئيسي للطائفة الأحمدية. انتهى بناء المسجد سنة 1928 ويحتوي على منارتين عاليتين يصل ارتفاعهما إلى ما يقارب 32 متراً وويبلغ قطر قبته عشرة أمتار.
صورة من: picture-alliance/akg-images/Jost Schilgen
مسجد فضل عمر
يقع هذا المسجد في مدينة هامبورغ وشيدته الطائفة الأحمدية سنة 1957، وهو بالتالي يعتبر أول مسجد يبنى في ألمانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وهو ثاني أقدم مساجد البلاد. ولفترة من الزمان، بقي هذا المسجد مكان العبادة الوحيد لكل المسلمين في منطقة هامبورغ وضواحيها، ولهذا استخدمته الطائفة الأحمدية كمكان للتواصل بين المذاهب الإسلامية المختلفة.
صورة من: cc-by- Daudata
المسجد الأحمر
يقع في حدائق قصر شفيتسنغين في ولاية بادن– فورتمبيرغ جنوب غرب ألمانيا. أراد كارل تيودور، أمير منطقة فالز– بافاريا، بناء حديقة كبيرة في أواخر القرن الثامن عشر تحتوي على رموز للتسامح والتعايش الديني، فقرر بناء هذا المبنى على شكل مسجد إسلامي بمنارتين كبيرتين ليرمز إلى الإسلام. استخدم المبنى عدة مرات كمسجد للصلاة كان آخرها في القرن الماضي. يعتبر المبنى من الرموز المعمارية المهمة في بادن– فورتمبيرغ.
صورة من: picture-alliance/dpa
مسجد "المعماري سنان" في موزباخ
قام اتحاد الجمعيات الإسلامية التركية في ألمانيا (DITIB) بتشييد هذا المسجد، وتسميته نسبة إلى سنان، أشهر المهندسين المعماريين في الإمبراطورية العثمانية. يقع هذا المسجد على الضفة الغربية من نهر الإلتس في مدينة موزباخ بولاية بافاريا، على مساحة 875 متراً مربعاً. الطابع المعماري للمسجد مستقى من الطراز المعماري للمنطقة القريبة من سلسلة جبال الألب. تم افتتاح هذا المسجد سنة 1993.
صورة من: cc-by-AlterVista
مسجد المركز في دوسبورغ
يعتبر هذا المسجد أحد أكبر المساجد في ألمانيا ويتسع لأكثر من 1200 مصلٍ. يحتوي المسجد على منارة يبلغ ارتفاعها 34 متراً وتم تشييده سنة 2008.
صورة من: Getty Images
مسجد سيتليك في برلين
تحتوي مدينة برلين وحدها على أكثر من 80 مسجداً وعشرات المصليات. ويعتبر مسجد سيتليك (مسجد الشهداء بالعربية) للجالية التركية، الذي تبلغ مساحته نحو 800 متر مربع، هو أكبر مساجد العاصمة الألمانية وثاني أكبر مسجد في ألمانيا ويقع بالقرب من مقبرة الأتراك بالمدينة، التي تحمل نفس الاسم. ويتسع المسجد لأكثر من 1500 شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa
مسجد عمر في برلين
هذا المسجد هو ثاني أكبر مسجد في برلين ويقع في ضاحية كرويتسبيرغ. اكتمل بناء المسجد سنة 2008 ويتسع لأكثر من ألف مصلٍ.
صورة من: Getty Images
مسجد الإمام علي في هامبورغ
وهو مسجد المركز الإسلامي في مدينة هامبورغ شمال ألمانيا. المركز الإسلامي في هامبورغ هو أقدم مؤسسة إسلامية في أوروبا، ويعتبر المسجد مركزاً للطائفة الشيعية في ألمانيا. وقد شيد في ستينيات القرن الماضي ويتسع لأكثر من ألف شخص.
صورة من: Getty Images
مسجد الفاتح في إيسن
قام اتحاد الجمعيات الإسلامية التركية في ألمانيا (DITIB) في مدينة إيسن غرب البلاد بتشييد هذا المسجد ليكون مركزاً إسلامياً للجالية التركية الكبيرة في المدينة. يتميز المسجد بطرازه المعماري الجميل وبمنارته العالية التي تتجاوز 30 متراً.