تقارير: تزايد حالات الترحيل غير القانوني للاجئين من ألمانيا
١٧ أغسطس ٢٠١٨
أكدت مجلة دير شبيغل أن السطات الألمانية أجرت عدة عمليات ترحيل غير قانونية لعدد من طالبي اللجوء في ألمانيا. واستندت الوزارة إلى معطيات حكومية قدمتها وزارة الداخلية أكدت هذا الامر بناء على سؤال وجهته نائبة من حزب الخضر.
إعلان
كشفت مجلة دير شبيغل الجمعة (17 آب/ أغسطس 2018) أن السلطات الألمانية قامت بخمس عمليات ترحيل "غير قانونية" منذ بداية هذا العام بالإضافة إلى عمليتي ترحيل أخرى يتم النظر فيها، ولم يُتخذ قرار بشأنهما بعد. واستندت المجلة في تقريرها المنشور على رد وزارة الداخلية الاتحادية على سؤال وردها من النائبة من حزب الخضر مارغاريته باوزه، حيث أقرت الوزارة أنه لم يتم القيام بالإجراءات الإدارية الضرورية اللازمة مع هذه الحالات.
ووضح بيان الوزارة بأن آخر هذه الحالات التي حدثت كان ترحيل أحد اللاجئين إلى أفغانستان في 8 آب/ أغسطس الجاري. وأقرت الوزارة بأن عدد هذه الترحيلات في 2017 كان حالتين فقط، في حين لم تتوفر بيانات للأعوام 2015 و20016.
وبينت المجلة الألمانية أن عدداً من الذين تم ترحيلهم لهذا العام ينحدرون من نيجيريا وأفغانستان والمغرب وزيمبابوي وكوسوفو وتونس والصين. ووفقاً للبيانات فإن خمس من أصل سبع حالات ترحيل أثارت جدلاً، وقامت الوزارة بإقرار عودة فورية لهؤلاء المرحلين، حيث عاد ثلاثة من أصل خمسة بالفعل إلى ألمانيا، في حين أنه في حالتين فقط لم يتم اتخاذ قرار بعد من أجل إعادة هؤلاء الأشخاص.
وبالرغم من أن السلطات الأمنية لا تكشف عادة عن أسماء المرحلين أو أسماء من عادوا، إلا أن المجلة الألمانية حاولت اكتشاف أسمائهم من خلال ربط هذه المعلومات ببيانات صحفية سابقة. حيث رجحت المجلة أن يكون من ضمن الحالات التي تم الاعلان عنها الإسلامي التونسي سامي ا. والذي قضت المحكمة الإدارية العليا بولاية شمال الراين- ويستفاليا غربي ألمانيا بإلزام مدينة بوخوم بإعادته إلى ألمانيا، بعد أن كان قد تم ترحيله إلى بلده تونس منتصف شهر تموز/ يوليو الماضي.
بالإضافة إلى سامي ا. نظرت الحكومة الألمانية أيضاً في حالة طالب لجوء من أقلية الأويغور، تم تسفيره إلى الصين قبل البت في طلب لجوئه. وكانت الحكومة الألمانية قد أُحيطت علما بترحيل الشاب (23 عاماً) بعد أيام قليلة من ترحيله بالفعل إلى العاصمة الصينية بكين. وتم ترحيل الشاب في الثالث من نيسان/ أبريل الماضي رغم أن طلب لجوئه لم يكن قد تم البت فيه بعد.
وتدعي البلدية التي يتبع لها الشاب في مدينة ميونخ أنها لم تتلق بياناً من المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين "بامف" بشأن طلب لاحق تقدم به الشاب. وبحسب رد الداخلية، فإن "بامف" يعتزم مساعدة هيئة شؤون الأجانب في إعادة الشاب إلى ألمانيا. وأضافت الوزارة أن الحكومة الاتحادية تدعم هذه الخطوة.
ورفض أول طلب لجوء قدمه الشاب الأويغوري في 2016، حيث أشارت تقديرات الهيئة إلى أنه غادر الصين بشكل قانوني وبجواز سفر ساري المفعول، مما يفيد بأنه لم يتعرض للاضطهاد.
بيد أن الشاب برر طلب اللجوء إلى ألمانيا بأن السلطات الصينية اتهمته بالمشاركة في اضطرابات مناوئة لحكومة بكين في 2009 واتهمته بالقتل. وكان من المقرر الاستماع إلى طلبه اللاحق باللجوء في نفس اليوم الذي تم ترحيله فيه.
من الأشخاص الآخرين الذين ترجح مجلة دير شبيغل أن تكون ضمن الحالات المعلن عنها، الشاب نسيب الله س.، والذي كان يعيش في ألمانيا منذ 2015، وكان قد تم ترحيله ضمن مجموعة ضمت 69 شخصاً في أوائل تموز/ يوليو الماضي على متن طائرة طيران عارض من ميونيخ إلى أفغانستان.
وتبين بعد ذلك أنه لم يكن ينبغي ترحيله، نظراً لأن الشاب كان قد تقدم بشكوى أمام محكمة غرايفسفالد الإدارية ضد رفض طلب لجوئه، وأنه كان يجب أن يدلي بأقواله أمام المحكمة.
يُشار إلى أنه في عام 2017 تم ترحيل ما مجموعه 96666 شخصاً. وفي الفترة الممتدة من يناير/ كانون الثاني حتى يونيو/ حزيران 2018، كان هناك12261 عملية ترحيل، كما هو موضح في ردود الحكومة الاتحادية على طلبات من المجموعة اليسارية.
وبالنسبة لعمليات الترحيل فإن الولايات هي المسؤولة بالدرجة الأولى على اتخاذ القرار بشأنها، بالرغم من أن الشرطة الاتحادية تصاحب المرحلين داخل الطائرة إلى خارج ألمانيا.
ع.أ.ج / ع غ (DW)
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
في خريف عام 2015، فتحت ألمانيا أبوابها للآلاف من اللاجئين. وكان تفهم الألمان لمآسي هؤلاء ملفتا جداً. إلا أن أحداثاً عديدة قلبت ثقافة الترحيب إلى مطالب بالترحيل. بالصور: محطات من السياسة الألمانية تجاه اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
بداية الموجة
في 25 آب/ أغسطس 2015، علقت ألمانيا تنفيذ اتفاق دبلن تجاه اللاجئين السوريين. وينص الاتفاق على إعادة اللاجئين إلى بلد دخلوه في الاتحاد الأوروبي. وبعدها بأيام قالت المستشارة ميركل إن التغلب على موجة اللجوء؛ "مهمة وطنية كبيرة"، كما أصرت على أن "ألمانيا ستنجح في هذه المهمة". وخشيةً من مأساة تحل بآلاف اللاجئين، قررت ميركل إلى جانب النمسا استقبال اللاجئين، وكان ذلك في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2015.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
استقبال وترحيب
مثلت ""ثقافة الترحيب" عنصراً مهماً في استقبال اللاجئين في خريف 2015. وقد حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من جانب المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم. ففي ميونيخ مثلاً، تم إنشاء مطاعم مؤقتة للاجئين المنتظرين تسجيل أسماءهم لدى الشرطة، ونقلهم إلى مراكز الإيواء.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
أزمة السكن
عدد كبير من اللاجئين قصد ألمانيا بعد قرار ميركل عام 2015. الأرقام المتزايدة للاجئين شكلت تحديا كبيراً للألمان. وبدأت مدن ألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين. ويعتبر هذا المعطى واحداً من المؤشرات الأخرى التي فرضت على ألمانيا دخول تحدٍ جديدٍ، بسبب اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
بداية أحداث قلبت الموازين
كانت أحداث كولونيا، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة 2016/2015 بداية فاصلة لتغير مزاج الألمان تجاه اللاجئين. حيث شهدت تلك الليلة عملية تحرش جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل. تلقت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش والسرقة وفتحت الشرطة أكثر من 1500 تحقيق لكن السلطات لم تنجح في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، الذين كانت ملامحهم شرق أوسطية وشمال إفريقية، طبقا لشهود.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Böhm
مطالب بالترحيل
أعمال التحرش الجنسي في كولونيا، ليلة رأس السنة، تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا بداية من عام 2016، وقد دفعت كثيرين للمطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت آخرين يطالبون بتفادي تجريم فئة معينة في المجتمع. وكانت حركة "بغيدا" أهم الأطراف، التي دعت إلى وقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة الشعبوية بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
تحديد سقف لعدد اللاجئين
على خلفية اعتداءات كولونيا ليلة رأس السنة، وجد زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ آنذاك هورست زيهوفر في الواقعة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا. لكن ميركل كانت قد رفضت الأمر في مؤتمر حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (البافاري) في ميونيخ.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
هجمات متفرقة ينفذها لاجئون
وقام بعض اللاجئين بأعمال عنف و"إرهاب" جعلت مؤيدين كُثراً يسحبون دعمهم لسياسة الترحيب. ومن أبرز هذه الاعتداءات، ما حصل بمدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا. فقد فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً. كما أصاب طالب لجوء آخر (2016) خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورتسبورغ.
صورة من: Reuters/M. Rehle
هجمات معادية للاجئين
وفي المقابل قام أشخاص بالاعتداء على مجموعة من مراكز إيواء اللاجئين مثل إضرام الحريق في مركز فيرتهايم. كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبالهم. هذه التصرفات دفعت المستشارة ميركل للقول إنه لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Engmann
عملية دهس وراءها داعش!
في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016 اهتزت برلين لفاجعة الدهس بشاحنة، التي أدت لمقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين. هذا العمل الإرهابي قام به لاجئ في ألمانيا، فقد وُجهت التهمة لأنيس العامري، وهو تونسي الجنسية، كان يبلغ حينها 24 عاماً، باختطاف شاحنة بولندية ضخمة، ودهس بها تجمعاً بشرياً بأحد أسواق أعياد الميلاد في قلب برلين، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية. وقد أعلنت "داعش" فيما بعد تبنيها للاعتداء.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
سياسة ميركل في مرمى الانتقادات
تصاعد الأزمات، وتفاقم المشاكل جعل شعبية المستشارة ميركل تقل، فقد اتهمها منتقدوها بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. وفي سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Getty Images/J. Simon
هل ستستقبل ألمانيا لاجئين جدد؟
أعلنت المفوضية الأوروبية لشؤون اللاجئين موافقة الحكومة الألمانية على استقبال 10 آلاف لاجئ ضمن برنامج "إعادة التوطين" التابع للاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يحاول وزير الداخلية الألمانية الإسراع بفتح مراكز جديدة للاجئين تتولى استقبال اللاجئ والبت في قراره ثم ترحيله في حالة رفض طلبه. بالإضافة إلى توجهه نحو التشدد حيال لمّ شمل عائلات اللاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية. إعداد: مريم مرغيش