تقارير: توني بلير قد يقود "السلطة الانتقالية الدولية" في غزة
عبده جميل المخلافي أ ف ب/رويترز
٢٦ سبتمبر ٢٠٢٥
ذكرت تقارير إعلامية أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير قد يكون له دور قيادي في "السلطة الانتقالية الدولية" لقطاع غزة في إطار خطط أمريكية لإنهاء الحرب. لكن من أين ستسمد هذه السلطة مشروعيتها؟ وكم ستكون مدتها؟
رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير أن بلير، الذي أدى دور وسيط للسلام في الشرق الأوسط بين عامَي 2007 و2015، قد يكون قد يقود" السلطة الانتقالية الدولية" في غزة وفق خطة ترامب لإنهاء الحرب في القطاع (أرشيف)صورة من: Daniel Leal/dpa/AFP/picture alliance
إعلان
ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير يسعى لتولي دور بارز في إدارة شؤون غزة بعد الحرب بموجب خطة سلام تعمل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تطويرها.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وصحيفة "ذي إيكونومست" أن بلير قد يقود "السلطة الانتقالية الدولية" لقطاع غزة بدعم من الأمم المتحدة ودول الخليج العربية.
وأشارت صحيفة "فايننشال تايمز" من جهتها إلى أن بلير، الذي أدى دور وسيط للسلام في الشرق الأوسط بين عامَي 2007 و2015، طلب أن يكون عضوا في مجلسها الرقابي.
وفي شباط/فبراير، أثار ترامب موجة من الغضب عندما طرح فكرة تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" من خلال تهجير السكان الفلسطينيين ووضع القطاع تحت السيطرة الأمريكية.
مدة السلطة الانتقالية ومقرها
ورفض معهد "ذي توني بلير إنستيتيوت فور غلوبل تشينج"، التعليق لوكالة فرانس برس على هذه التقارير.
اجتماع ترامب مع قادة عرب ومسلمين.. أي جديد بشأن غزة؟
24:16
This browser does not support the video element.
وأكدت مصادر مقربة من رئيس الوزراء الاسبق توني بلير أنه يعمل على مشروع يهدف إلى إنهاء الحرب. وأشارت إلى أنه لن يدعم أي اقتراح بتهجير دائم لسكان غزة، وأن أي هيئة انتقالية ستعيد السلطة في نهاية المطاف إلى السلطة الفلسطينية التي تتّخذ في رام الله مقرا.
وأوضحت "ذي إيكونومست" في تقريرها أن الهيئة التي ستعرف باسم "السلطة الانتقالية الدولية في غزة" ستسعى للحصول على تفويض من الأمم المتحدة لتكون "السلطة السياسية والقانونية العليا" لمدة خمس سنوات، قبل تسليم السلطة إلى الفلسطينيين.
وبحسب "بي بي سي"، سيكون مركزها بداية في مصر قرب الحدود الجنوبية لغزة قبل أن ينقل إليها بمجرد أن تسمح بذلك الظروف الأمنية.
يذكر أن بلير أشرك في العام 2003، المملكة المتحدة في غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة، وهو قرار واجه انتقادات في بلاده. وقد خلصت لجنة تحقيق مستقلة عام 2016 إلى أنه بالغ عمدا في التهديد الذي يشكله نظام الرئيس صدام حسين. وأعتذر بلير بعد ذلك وقال " أنا أتحمل كامل المسؤولية وأعبر عن ألمي وأسفي وأقدم اعتذاراتي".
تحرير: ف.ي
العراق: بلير يعتذر عن وقوع "أخطاء" ويدافع عن قرار الحرب
بعد صدور تقرير لجنة التحقيق البريطانية بشأن غزو العراق سنة 2003، اعتذر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، معترفا بحدوث "أخطاء في التخطيط والعملية"، لكنه دافع عن الحرب معتبرا أنها جعلت العالم "أفضل وأكثر أمانا".
صورة من: picture-alliance/dpa
وجه جون شيلكوت رئيس لجنة التحقيق انتقادات قاسية لتوني بلير، معتبرا أن حرب العراق عام 2003 شُنت قبل استنفاد كل الحلول السلمية. وسرعان ما جاء رد بلير الذي بدا عليه التأثر قائلا: "كان القرار الأكثر صعوبة الذي اتخذته، وقمت بذلك بحسن نية"، مضيفا "أنا أتحمل كامل المسؤولية وأعبر عن ألمي وأسفي وأقدم اعتذاراتي".
صورة من: Reuters/S. Rousseau
اتُهم بلير الذي ترأس الحكومة بين عامي 1997 و2007 بتضليل الشعب البريطاني بتأكيده وجود أسلحة للدمار الشامل في العراق، الأمر الذي لم يتم التثبت منه أبدا. وهو ما كشفه تقرير لجنة تشيلكوت، الذي أثار غضبا شعبيا، حيث خرجت مظاهرات حاشدة ردد فيها المتظاهرون شعارات مثل "لقد كذب بلير، آلاف الأشخاص قد قتلوا" و"توني بلير مجرم حرب".
صورة من: Getty Images/P. Macdiarmid
أبرز التقرير كيف أن توني بلير كتب إلى الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن في تموز / يوليو 2002 - أي قبل الغزو بتسعة شهور - قائلا "أنا معك مهما حدث".
صورة من: Win McNamee/Getty Images
شارك نحو 45 ألف جندي بريطاني في الحرب بين عامي 2003 و2009، لقي 179 جنديا منهم حتفه. من جهتها أعربت عائلات الجنود البريطانيين القتلى عن غضبها بعد نشر التقرير وتوعدت بملاحقة بلير قضائيا.
صورة من: AP
"السياسة البريطانية حيال العراق بنيت على أسس استخباراتية وتقييمات خاطئة"، من بين العبارات التي وردت في التقرير. فبحلول سبتمبر/أيلول 2004 مثلا، سحب جهاز (إس.آي.إس) تقارير استخباراتية استخدمها زعماء بريطانيون وأمريكيون لتبرير الغزو. وشمل ذلك مزاعم لحكومة توني بلير بأن بوسع صدام نشر أسلحة دمار شامل خلال 45 دقيقة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Dennis
تسبب غزو العراق بمقتل نحو 150 ألف عراقي، وفي إشاعة الفوضى في البلاد. فمنذ ذلك الحين، تعيش بلاد الرافدين حالة انفلات أمني غير مسبوق، مع احتدم النزاع الطائفي كما تدهورت الأوضاع السياسية والاقتصادية.
صورة من: AP
خلقت العراق، حسب بعض المراقبين، المناخ الملائم لنمو الحركات الجهادية ومن بينها تنظيم "داعش". وفي هذا الصدد كتبت صحيفة "ذي غارديان": "الذين يعيشون في ظل النظام القاتل للدولة الإسلامية أو لنظام بشار الأسد يحق لهم القول أن الاجتياح الذي حدث قبل 13 عاما هو الذي فتح أبواب الجحيم"، بيد أن بلير نفى ذلك.