تقارير: ثاني أكسيد الكربون يصل لأعلى مستوى في تاريخ البشرية
١٢ مايو ٢٠٢٢
أفادت تقارير حديثة أن شهر أبريل/نيسان من هذا العام قد شهد ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض بأكثر من 420 جزءًا في المليون، وهو أعلى مستوى تم تسجيله على الإطلاق في تاريخ البشرية.
إعلان
أفاد تقرير لمعهد سكريبس لعلوم المحيطات في جامعة كاليفورنيا بارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض بأكثر من 420 جزءًا في المليون - وهو أعلى مستوى تم تسجيله على الإطلاق في تاريخ البشرية.
وبحسب علماء المناخ فإن الأرقام هي مؤشر مذهل على كيفية تغيير النشاط البشري لكوكب الأرض جذريًا، وأن البشر لا يبذلون ما يكفي من الجهود لمعالجة تأثيرات أنشطتهم الصناعية والبيئية.
وعلى الرغم من وجوده بشكل طبيعي في مستويات مختلفة في الغلاف الجوي للأرض، إلا أن تركيز هذا الغاز المسبب للاحتباس الحراري يتزايد منذ عهد الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر حيث يتم إطلاقه من خلال الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات.
ويستخدم مرصد "ماونا لوا" في هاواي كمرجع عالمي لقياس تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بسبب ارتفاعه الشاهق وموقعه البعيد.
ويقوم العلماء بإجراء قياسات لتركيز ثاني أكسيد الكربون في المرصد منذ عام 1958 - عندما كانت مستويات ثاني أكسيد الكربون أقل من 320 جزءا في المليون - مما يجعل تسجيل مستويات تركيز الغاز هي أطول عملية قياس غير منقطع لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، بحسب ما نشر موقع صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وتعتبر هذه البيانات الجديدة أولية في الوقت الحالي، لكنها تتبع اتجاهًا واضحًا بدأ يتكشف خلال العقود الأخيرة، إذ أنه على أساس سنوي، ارتفع مستوى ثاني أكسيد الكربون المسجل في مرصد "ماونا لوا" بشكل مطرد.
وقال بيتر تانس، العالم البارز في مختبر رصد وتشخيص المناخ التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، لموقع اكيسوسAxios إنه "من المحتمل أن يسجل شهر مايو/أيار قيماً أعلى من ذلك".
وأضاف الخبير المتخصص في المناخ: "نحتاج حقًا إلى التركيز على تقليل الانبعاثات، خاصة وأننا لم نحقق نجاحًا كبيرًا على مستوى العالم لأن معدل زيادة ثاني أكسيد الكربون لا يزال مرتفعاً."
وبحسب باحثين، فقد كانت المرة الأخيرة التي ارتفعت فيها مستويات ثاني أكسيد الكربون العالمية فوق حاجز 400 جزء في المليون منذ حوالي 4 ملايين سنة، وهي فترة كان فيها العالم أكثر سخونة بنحو 3 درجات مئوية (5.4 درجة فهرنهايت) وكانت مستويات سطح البحر أعلى بكثير مما هي عليه اليوم.
عماد حسن
ألبوم صور...ارتفاع حرارة الأرض يهدد بانقراض الحياة البحرية
تتزايد مخاوف العلماء من تاثيرات ارتفاع حرارة كوكب الأرض والتغير المناخي. واليوم يحذر علماء من احتمال تعرض الأرض لكارثة انقراض هائلة على مستوى الحياة البحرية. فكيف يمكن أن يحدث ذلك؟
صورة من: XL Catlin Seaview Survey
تأثيرات كارثية
يوماً بعد يوم، تتزايد مخاوف العلماء من التأثيرات الكارثية لارتفاع حرارة كوكب الأرض والتغير المناخي. ومؤخراً، حذرت دراسة جديدة نشرت بعض خلاصتها صحيفة الغارديان البريطانية من أن الاحتباس الحراري قد يتسبب في حدوث تغيير جذري في محيطات العالم لدرجة قد تهدد بانقراض جماعي للأنواع البحرية ليصبح الانقراض الأكبر من نوعه في تاريخ كوكب الأرض. الصورة يظهر الحاجز المرجاني العظيم في استراليا.
صورة من: picture alliance / Stringer/dpa
انخفاض الثراء البيولوجي.. البداية!
يتسبب تسارع تغير المناخ في إحداث تأثير "عميق" على النظم البيئية للمحيطات " قد يؤدي إلى تزايد مخاطر الانقراض. يقول العلماء إن الأمر قد يبدأ في الحدوث مع انخفاض الثراء البيولوجي والتنوع البحري وهو ما لم يحدث في تاريخ الأرض منذ عشرات الملايين من السنين.
صورة من: Gabriel Guzman/Calypso Productions/picture alliance
الوقود الأحفوري.. القاتل الصامت
ترتفع درجة حرارة مياه البحر في العالم بشكل مطرد بسبب حرق الوقود الأحفوري، وانبعاثات النشاطات الصناعية بينما تنخفض مستويات الأكسجين في المحيط وتتزايد حموضة المياه بسبب امتصاص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Esiri
استنفاد الأكسجين من المسطحات المائية
مع ارتفاع حرارة المحيطات تنخفض نسب الأكسجين بشكل يؤثر على قدرة الكائنات البحرية على التنفس. تضاعف حجم مياه المسطحات المائية المستنفدة من الأكسجين بقدر يصل إلى 4 مرات منذ ستينات القرن العشرين. لم تعد كائنات كالمحار وبلح البحر والجمبري قادرة على تكوين أصداف بشكل صحيح بسبب ارتفاع حموضة المياه، كما اختنقت الأسماك في عشرات الأماكن. هذا يعني أن الكوكب يمكن أن يصل لمرحلة "انقراض جماعي" للكائنات البحرية.
صورة من: Billy H.C. Kwok/Getty Images
انقراض جماعي كارثي.. قد يتكرر!
تقول الدراسة المنشورة في مجلة ساينس Science إن ضغوط ارتفاع حرارة البحار والمحيطات وفقدان الأكسجين تذكر بحدث الانقراض الجماعي الذي حدث منذ حوالي 250 مليون عام. أدت هذه الكارثة، المعروفة باسم "الموت الكبير"، إلى زوال ما يصل إلى 96٪ من الحيوانات البحرية من على كوكب الأرض.
صورة من: Stephanie Abramowicz, courtesy of the Natural History Museum of Los Angeles County
مستويات انقراض كارثية متوقعة
يشير البحث الجديد إلى أنه قد يتم الوصول إلى مستويات انقراض كارثية إذا أطلق العالم غازات الدفيئة بشكل غير مقيد، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب بأكثر من 4 درجات مئوية من متوسط درجة الحرارة التي كانت عليها الأرض في أوقات ما قبل الصناعة وذلك بحلول نهاية القرن الحالي. من شأن ذلك أن يؤدي إلى انقراض أنواع حية قد تعيد تشكيل الحياة في المحيط لعدة قرون أخرى.
صورة من: Tomasz Mikielewicz/Panther Media/picture alliance
الخطر يقترب بسرعة
لكن حتى في أفضل السيناريوهات، لا يزال العالم على وشك فقدان جزء كبير من الحياة البحرية. فعندما ترتفع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين بأعلى مما كانت عليه قبل عصر الصناعة، وهو ما يُتوقع أن يحدث حتى في ظل التعهدات المناخية الحالية من قبل حكومات العالم، سيتم القضاء على حوالي 4 ٪ من إجمالي نحو مليوني نوع من الكائنات البحرية في البحار والمحيطات.
صورة من: W.Poelzer/WILDLIFE/picture alliance
الكائنات القطبية أكثر عرضة للخطر
وفقًا للدراسة، تعتبر الأسماك والثدييات البحرية التي تعيش في المناطق القطبية أكثر عرضة للخطر، لأنها لن تكون قادرة على الهجرة إلى المناخات الأكثر برودة، على عكس الأنواع الاستوائية، ولن تجد تلك الكائنات مكان تذهب إليه.
صورة من: AP
أخطار أخرى
يؤدي خطر تغير المناخ إلى تعاظم الأخطار الرئيسية الأخرى التي تواجهها الحياة المائية، مثل الصيد الجائر والتلوث. وجدت الدراسة أن ما بين 10٪ و 15٪ من الأنواع البحرية معرضة بالفعل لخطر الانقراض بسبب هذه التهديدات المختلفة بحسب بيانات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
صورة من: NAVESH CHITRAKAR/REUTERS
ما نفعله اليوم.. يحدد شكل مستقبلنا
يقول العلماء إن مستقبل الحياة في المحيطات يعتمد بقوة على ما نقرر فعله مع غازات الدفيئة اليوم. وبناء على ذلك سيتحدد شكل المحيطات في المستقبل: إما مساحات مائية شاسعة شبه خالية من أي حياة أو محيطات تحتفظ بما بها من كائنات بحرية. يعتمد ذلك على نجاحنا في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
إعداد: عماد حسن