كشفت تقارير صحفية في ألمانيا أن الكثير من مراكز إيواء اللاجئين في البلاد نصف خاوية. وأعلنت عدة ولايات ألمانية أن عدد اللاجئين الوافدين على ألمانيا تراجع في الأسابيع الأخيرة.
إعلان
ذكرت صحيفة "فيلت آم زونتاغ" الألمانية الصادرة اليوم الأحد (20 آذار/مارس) استنادا إلى استقصاء أجرته في الولايات الألمانية الـ16 أن نسبة الاستغلال في جزء من مؤسسات الاستقبال الأولى ومراكز الطوارئ في شرق البلاد وصلت إلى 20% فقط.
وأعلنت وزارة الداخلية في ولاية سكسونيا السفلى أن " التدفق اليومي لطالبي اللجوء انخفض خلال الأسابيع الأخيرة بصورة ملحوظة"، وقالت الصحيفة إن تصريحات مشابهة صدرت عن وزارات الداخلية في الكثير من الولايات الأخرى.
وأظهر تقرير الصحيفة أن ولاية تورينغن شرقي البلاد كانت صاحبة أقل نسبة استغلال في مساكن اللاجئين حيث وصلت إلى 18.6% تلتها سكسونيا (شرقي البلاد أيضا) بنحو 20%.
ووصلت نسبة الاستغلال في مساكن اللاجئين في ولاية براندنبورغ (شرقي البلاد أيضا) إلى 44%، بينما كادت أن تصل هذه النسبة إلى 100% في مدن برلين وهامبورغ وبريمن حتى إن هذه النسبة تجاوزت الـ100% في بعض المساكن.
وقالت الصحيفة إن السبب المحتمل وراء تراجع نسبة التغطية في مساكن اللاجئين بشرق البلاد يتمثل في "هدوء الوضع في العقارات" والذي أتاح تسريع عملية توزيع اللاجئين على البلديات بالإضافة إلى تراجع أعداد اللاجئين الوافدين بسبب إغلاق طريق البلقان.
م.أ.م/ ع.ج.م(د ب أ)
من حلب إلى بريمرهافن - متحف يعرض قصة فرار أسرة سورية
أصبحت قصص هروب اللاجئين السوررين من وطنهم إلى ألمانيا، على غرار قصة أسرة كوتو من حلب، جزءا من قصص الفرار واللجوء والهجرة التي يعرضها متحف "منزل المهاجرين" في مدينة بريمرهافن الألمانية. اخترنا بعضا من محطاتها في صور.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
صورة تذكارية من عام 2006 لعائلة كوتو: الأب خليل والأم حميدة والأطفال منان ودولوفان وأياس ونيرفانا. لا أحد منهم كان يتوقع ما ستشهده سوريا بعد سنوات فقط من ذلك التاريخ من حرب أهلية ودمار وقصص هروب ولجوء كلها معاناة وحزن.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
اتخاذ القرار بالفرار
عندما اندلعت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 كان خليل كوتو، وهو مهندس كهربائي، يدير فرعا لوزارة الطاقة السورية في موطنه الأصلي في مدينة عفرين، شمال غرب سوريا. ومع اشتداد الأزمة في بلاده فقد خليل عمله، كما شحَّ الماء والغذاء. وفي أبريل/نيسان من عام 2014 أصبح الوضع خطيرا جدا إلى درجة أن عائلة كوتو وجدت نفسها مجبرة على الفرار – في البداية إلى تركيا حيث تعيش أم خليل.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
وفي تركيا باءت محاولات خليل بإيجاد عمل يوفر منه قوت أسرته بالفشل، عندها قررت العائلة في يوليو/تموز عام 2014 السفر إلى ألمانيا، بتأثير أيضا من شقيق خليل الذي كان حينها يعيش في لندن. لكن الأسرة أجبرت على قضاء الأشهر الست التي تلت قرارها بالرحيل من تركيا في أحد مراكز اللاجئين في بلغاريا. ومن هناك أخذ معه خليل هذه الملعقة كتذكار.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
وفي دورتموند، غربي ألمانيا، كانت المحطة قبل الأخيرة في رحلة الفرار الطويلة والشاقة لعائلة كوتو، حيث قدمت هناك طلبها في اللجوء قبل أن يتم توجيهها إلى ولاية بريمن، شمالي ألمانيا. وفور وصوله إلى المدينة الساحلية حصل خليل على هدية من امرأة هي عبارة عن بنطلون من الجينز، وهو أول قطعة ملابس يحصل عليها في ألمانيا. وأخيرا وفي مدينة بريمرهافن تم إيواء الأسرة السورية في أحد المراكز المخصصة للاجئين.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
مستقبل يكتنفه الغموض
أصبحت عائلة كوتو تعيش في بريماهافن منذ خريف عام 2014. الأطفال التحقوا بمدارس، فيما يتعلم خليل وزوجته اللغة الألمانية وكله أمل في العثور قريبا على عمل. ورغم معاناتها، إلا أن عائلة كوتو تحب أن تتحدث عن ذكرياتها في وطنها سوريا. أياس مثلا، الطفل الأصغر في العائلة، جلب معه هويته الخاصة برياض الأطفال الذي كان يتردد عليه في حلب كتذكار. بيد أن لا أحد يعرف ما إذا كانت رحلتهم قد انتهت في ألمانيا...