تقارير: طالبان تحول وزارة المرأة إلى وزارة "الأمر بالمعروف"
١٧ سبتمبر ٢٠٢١
ذكرت تقارير إعلامية أن عمالا في العاصمة الأفغانية كابول غيًروا اللافتات الخاصة بوزارة المرأة ووضعوا مكانها لافتات لـ"وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، فيما قالت موظفات سابقات بالوزارة إنهن مُنعن من دخول المبنى.
إعلان
أفادت تقارير اليوم الجمعة (17 أغسطس/أيلول 2021) بأن حركة طالبان ألغت وزارة شؤون المرأة واستبدلتها بوزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في خطوة تذكر بتشددها خلال فترة حكمها الأولى قبل أكثر من عشرين عاما.
ورصدت وكالة الأنباء الفرنسية عمالا يضعون لافتة تحمل عبارة "وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" على مبنى وزارة شؤون المرأة بالعاصمة. فيما قالت وكالة رويترز إنه وبحسب صور وشهود من رويترز، فقد غُطيت لافتة مبنى وزارة المرأة بلافتة أخرى باللغتين الدارية والعربية مكتوب عليها "وزارة الصلاة والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
وظهرت عدة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة تظهر موظفين بالوزارة يتظاهرون أمام المبنى احتجاجا على خسارتهم وظائفهم وفق ما قالوا. وقالت ناشطة عبر موقع تويتر ساخطة "لا أحد يسمع نساءنا"، بينما تساءل ناشط آخر "ما الذي يمكن أن ننتظره أيضا من هؤلاء".
وقالت موظفات، في مقاطع فيديو صُورت خارج المبنى واطلعت عليها رويترز، إنهن يحاولن الذهاب إلى العمل منذ عدة أسابيع لكن كان يُطلب منهن العودة إلى المنازل. وقالت إحدى هؤلاء النساء إن بوابات المبنى أُغلقت في نهاية المطاف أمس الخميس.
ولم يرد أي مسؤول في طالبان على طلبي وكالتي فرانس برس ورويترز للتعليق على التقارير المتعلقة بتغيير لوحة وزارة المرأة.
يذكر أن قائمة المناصب الوزارية في الحكومة التي أعلنتها حركة طالبان قد تضمنت منصب القائم بأعمال وزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولم تتضمن أي إشارة إلى عنصر نسائي بين الوزراء، لكن الحركة لم تؤكد أنها حلت الوزارة. وقال زعيم كبير في طالبان في وقت سابق من هذا الأسبوع إنه لن يُسمح للنساء بالعمل في الوزارات مع الرجال.
وعندما حكمت الحركة المتشددة البلاد في الفترة من 1996 إلى 2001، لم تكن تسمح للفتيات بالالتحاق بالمدارس وكانت تمنع النساء من العمل والتعليم. وخلال تلك الفترة كانت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي عُرفت باسم شرطة الأخلاق، تفرض تفسير الحركة المتشدد للشريعة الذي يتضمن قواعد صارمة للملبس وعمليات إعدام وجلد علنية.
ورغم تأكيدها أنها ستحكم بشكل أكثر اعتدالا مقارنة بفترة حكمها البلاد بين عامي 1996-2001، لم تسمح طالبان لمعظم النساء بالعودة إلى العمل وفرضت قواعد حول لباسهنّ في الجامعات.
واليوم أعلنت وزارة التعليم في بيان إعادة فتح المدارس وقالت "كل الأساتذة الرجال والطلبة يجب أن يعودوا الى مؤسساتهم" بدون أي ذكر عن التلميذات البنات أو المعلمات.
ع.ج.م/ص. ش( أ ف ب، رويترز)
رأسا على عقب.. الحياة في ظل حكم حركة طالبان
بعيدا عن الأجواء الدرامية التي صاحبت سقوط كابول وسيطرة طالبان على زمام الأمور، عادت الحياة إلى أفغانستان. بيد أنها لم تعد كسابق عهدها إذ تغيرت شتى مظاهر الحياة اليومية خاصة بالنسبة للمرأة في البلد الذي مزقته الحرب.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
عالم ذكوري محض.. لا للنساء
تظهر الصور والمقاطع المصورة نشاطا صاخبا في الشوارع الأفغانية كما هو الحال في هذا المطعم بمدينة هرات غرب البلاد حيث تم الترحيب بعودة رواد المطعم من جديد. بيد أن اللافت أن الأمر اختلف كثيرا عن ما كان عليه قبل سيطرة طالبان إذ اقتصر الزبائن فقط على الرجال الذين اضطروا إلى ارتداء الأزياء التقليدية مثل "الكورتا" وهي سترة طويلة بطول الركبة. وغابت النساء عن المشهد داخل المطعم بل وفي أرجاء المدن الأفغانية.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
فصل الذكور عن الإناث
بهذه الستارة، تم فصل الطلاب الذكور عن الطالبات الإناث داخل هذه الجامعة الخاصة في العاصمة كابول. وعقب سيطرة طالبان على البلاد، أصبح الفصل بين الجنسين إلزاميا في هذه الجامعة ويتوقع أن يمتد الأمر إلى مواقع أخرى. وفي ذلك، قال وزير التعليم العالي في حكومة طالبان عبد الباقي حقاني إن "التعليم المختلط يتعارض مع مبادئ الإسلام والقيم والعادات والتقاليد الأفغانية".
صورة من: AAMIR QURESHI AFP via Getty Images
الأفغانيات وفقدان الحرية
أفغانيات في طريقهن إلى أحد مساجد هرات. وبالنظر إلى الملابس، يبدو أن حرية المرأة الأفغانية التي كسبتها بشق الأنفس خلال العشرين عاما الماضية باتت الآن في مهب الريح. فقد حظرت طالبان ممارسة الأفغانيات للرياضة وهو ما أشار إليه أحمد الله واسيك - نائب رئيس اللجنة الثقافية لحكومة طالبان- بقوله إن "لن يسمح للنساء في أفغانستان بلعب الكريكيت والألعاب الرياضية الأخرى التي يمكن أن تظهر فيها أجسادهن".
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
نقاط تفتيش في عموم البلاد
انتشرت نقاط التفتيش الأمنية في عموم البلاد حيث يتمركز مقاتلو طالبان وباتت القاسم المشترك في شوارع أفغانستان. ورغم محاولات عناصر طالبان المدججين بالسلاح في ترهيب الأفغان، إلا أن السكان يسعون إلى التأقلم مع التغيرات الكبيرة التي طرأت على البلاد وأبرزها أن الملابس الغربية باتت نادرة جدا وأصبحت مشاهد الجنود المدججين بالسلاح الأكثر شيوعا.
صورة من: Haroon Sabawoon/AA/picture alliance
في انتظار العمل
ينتظر العمال في أفغانستان كثيرا على قارعة الطرق للحصول على عمل وكسب قوت يومهم. وقبل سيطرة طالبان، كانت أفغانستان تعاني من وضع اقتصادي مترد. وبعد سيطرة الحركة بات الاقتصاد الأفغاني على شفا الانهيار مع ارتفاع معدلات البطالة بشكل حاد. ويبلغ معدل الفقر في الوقت الحالي 72 بالمائة فيما يتوقع أن يصل إلى 98 بالمائة.
صورة من: Bernat Armangue/dpa/picture alliance
استمرار نضال الأفغانيات رغم قمع طالبان
ورغم تعرض أفغانيات للقمع على يد طالبان، إلا أن العديد منهن يواصلن النضال للمطالبة بحقوق المرأة في التعليم والعمل والمساواة. وقد حذر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من رد عنيف متزايد من قبل طالبان لقمع الاحتجاجات السلمية، مضيفا أن عناصر طالبان استخدموا الذخيرة الحية والهراوات والسياط لقمع المتظاهرين ما أسفر عن مقتل 4 متظاهرين فيما تم الاعتداء على الكثيرين منهم.
صورة من: REUTERS
مؤيدو طالبان
تقول هؤلاء الأفغانيات إنهن سعداء بعودة حكم طالبان إذ قمن بمسيرات في شوارع البلاد للتعبير عن الرضا التام بطريقة إدارة الحركة لأفغانستان. واللافت أن عناصر أمنية رسمية كانت ترافق هؤلاء الأفغانيات اللاتي اعتبرن أن من هرب من البلاد لا يمثلن المرأة الأفغانية وأكدن أن طريقة طالبان في تطبيق الشريعة الإسلامية لا تعرض حياتهن للخطر.
صورة من: AAMIR QURESHI/AFP/Getty Images
تحيز لمسيرات مؤيدة لطالبان
وقد تم دعوة الصحافيين لتغطية المظاهرات المؤيدة لطالبان في تناقض تام مع الاحتجاجات المناوئة للحركة إذ تم ترهيب الصحافيين الذين يقومون بتغطية هذه الاحتجاجات وتم الاعتداء على العديد منهم. كل هذه الصور تدل على أن مظاهر الحياة قد تغيرت تماما في أفغانستان خاصة للنساء. كلوديا دن سونيا أنجليكا دين/ م.ع