تقارير متضاربة بين موسكو وكييف حول حالة المعارك بأوكرانيا
١٤ يونيو ٢٠٢٣
قال الجيش الأوكراني إنه يواصل التقدم على أصعدة مختلفة في دونيستك فيما أكد الرئيس الروسي أن الجيش الأوكراني تكبد خسائر ضخمة وذلك وسط قلق متصاعد من زيادة المخاطر المحيطة بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية.
إعلان
ظهرت تقارير متضاربة عن حالة الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث قالت كييف إنها حققت مكاسب وقالت موسكو إن أوكرانيا تكبدت خسائر كارثية خلال هجومها المضاد.
تضارب في الأنباء
فمن ناحيته، قال الجيش الأوكراني إنه تقدم حتى 250 متراً في مناطق مختلفة من منطقة دونيتسك شرقا، حسبما قالت نائبة وزير الدفاع هانا ماليار على تطبيق تليغرام. وأضافت أنه بالقرب من مدينة بيرديانسك الساحلية جنوبا، حرر الجيش مساحة إجمالية تبلغ حوالي 3 كيلومترات مربعة.
وقال الجيش الأوكراني ومسؤولون محليون في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء (14 يونيو/حزيران 2023) إن صواريخ روسية أصابت مبان مدنية في ميناء أوديسا الأوكراني المطل على البحر الأسود ومنطقة دونيتسك شرق البلاد خلال الليل مما أسفر عن مقتل ستة على الأقل.
وقالت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية إن روسيا أطلقت أربعة صواريخ كروز على أوديسا. وذكر الجيش في وقت سابق أن صاروخين دمرا قبل أن يصلا إلى أهدافهما.
وقالت القيادة الجنوبية عبر تطبيق تيليغرام "نتيجة معركة جوية وسلسلة تفجيرات، تضرر مركز أعمال ومؤسسة تعليمية ومجمع سكني ومؤسسات للأغذية ومتاجر في وسط المدينة". وأضاف الجيش أن القتلى الثلاثة في أوديسا كانوا يعملون في مستودع لسلسلة متاجر بيع بالتجزئة عندما أصابه صاروخ أشعل فيه النيران مشيرا إلى أن سبعة آخرين أصيبوا هناك.
وقال الجيش "تمشيط الأنقاض مستمر... من الوارد أن يكون هناك من هم تحتها".
روسيا تتحدث عن خسائر أوكرانية ضخمة
وفي الوقت نفسه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الخسائر الأوكرانية كانت أعلى 10 مرات من الجانب الروسي.
ولم يتسن التحقق من تصريحات الطرفين المتحاربين بشكل مستقل. ومع ذلك، علق خبراء دوليون على النجاحات المحلية في الهجوم المضاد لأوكرانيا.
مخاوف بشأن محطة زابوريجيا النووية
وحذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، من زيادة المخاطر المحيطة بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية، الخاضعة للسيطرة الروسية منذ أكثر من عام، بسبب القتال الذي يحدث "على مسافة قريبة جداً" منها. وقال جروسي إن هذا يزيد من احتمال إصابة المحطة.
وكان جروسي، الذي التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء، في طريقه إلى زابوريجيا لتقييم حالة إمدادات المياه لنظام التبريد في محطة القوى النووية في أعقاب انهيار سد الأسبوع الماضي في جنوب أوكرانيا.
أوكرانيا: روسيا تواصل قصف المدنيين
وقال بافلو كيريلينكو حاكم منطقة دونيتسك شرق البلاد إن القوات الروسية قتلت ثلاثة مدنيين في ضربة صاروخية أخرى. وأضاف أن شخصين قتلا في كراماتورسك وقتل ثالث في كوستيانتينيفكا، فيما قالت القوات الجوية الأوكرانية إنها دمرت ثلاثة صواريخ وتسع طائرات مسيرة خلال الليل.
كما ارتفع عدد ضحايا الفيضانات، بعد أسبوع من تدمير سد كاخوفكا في جنوب أوكرانيا، مما أدى إلى تدفق كميات هائلة من المياه من الخزان المجاور وإغراق العديد من الأماكن، بما في ذلك عاصمة المقاطعة خيرسون.
وبما أن الأماكن المحتلة تضررت بشكل خاص من الفيضانات، يخشى أن يكون هناك في الواقع عدد أكبر بكثير من الضحايا. وعلى وجه الخصوص، لا يمكن التحقق من المعلومات المقدمة من الجانب الروسي بشكل مستقل في كثير من الأحيان.
وقال زيلينسكي في خطابه المسائي إن 11 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب 30 بعد غارة جوية روسية على حي سكني في مدينة كريفي ريه الصناعية في جنوب أوكرانيا.
وذكر سيرهي ليساك، الحاكم العسكري لمنطقة دنيبروبتروفسك، إن "هجوماً صاروخياً هائلاً" ضرب كريفي ريه، مسقط رأس زيلينسكي. وتمكنت الدفاعات الجوية من صد ثلاثة صواريخ كروز، لكن صواريخ أخرى أصابت مواقع مدنية.
وفي وقت سابق، أبلغ رئيس الإدارة العسكرية المحلية أولكسندر فيلكول عن غارة على مبنى من خمسة طوابق وكتب أن هناك أشخاصا ما زالوا على الأرجح مدفونين تحت الأنقاض. وقالت السلطات المحلية إن كييف واجهت وابلا من صواريخ كروز، مضيفة أن الدفاعات الجوية للمدينة اعترضت جميع الصواريخ القادمة. كما وردت تقارير عن هجمات بطائرات مسيرة على مدينة خاركيف شرقا.
وجنوباً، قصفت القوات الروسية في منطقة خيرسون كنيسة في قرية بيلوزيركا وقتلت رجل دين يبلغ من العمر 72 عاما وأصابت امرأة (76 عاماً)، حسبما قال رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، أندريه يرماك.
وتنفي كل من روسيا وأوكرانيا استهداف المدنيين في عملياتهما العسكرية.
بيلاروسيا تتسلم "النووي التكتيكي الروسي"
من جهة أخرى، قال رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو إن بلاده بدأت تسلم الأسلحة النووية التكتيكية الروسية، والتي ذكر أن بعضها أقوى بثلاث مرات من القنبلتين الذريتين اللتين ألقتهما الولايات المتحدة على هيروشيما وناجازاكي باليابان في عام 1945.
وأضاف لوكاشينكو في مقابلة مع قناة روسيا-1 الحكومية الروسية بثتها قناة تيليغرام التابعة لوكالة بيلتا الرسمية للأنباء في روسيا البيضاء "لدينا صواريخ وقنابل تلقيناها من روسيا". وتابع "القنابل أقوى بثلاث مرات من اللتين (ألقيتا على) هيروشيما وناجازاكي".
ع.ح./ح.ز. (رويترز، د ب ا)
قتال لم يقع مثله في أوروبا منذ 1945- محطات من الغزو الروسي لأوكرانيا
في نزاع لم تشهد له أوروبا مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية، تتواصل المعارك الشرسة بين الغزاة الروس وبين الأوكرانيين. وبحسب تقديرات يزيد عدد قتلى وجرحى الحرب في كلّ معسكر عن 150 ألف شخص.
صورة من: Zohra Bensemra/REUTERS
بوتين يناقض نفسه ويبدأ الهجوم على أوكرانيا
بعد شهور من التوتر والجهود الدبلوماسية لتجنب الحرب، بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فجر الخميس 24 شباط/ فبراير 2022، ما أسماه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا. وكان الكرملين قد سبق ونفى مراراً التقارير الغربية حول نية بوتين في غزو أوكرانيا. وقد بدأ الغزو واسع النطاق بضربات جوية في جميع أنحاء أوكرانيا، ودخلت القوات البرية من الشمال من بيلاروسيا حليفة موسكو، ومن الشرق والجنوب.
صورة من: Ukrainian Police Department Press Service/AP/picture alliance
نزوح ملايين الأوكرانيين هرباً من الحرب
مع بداية الهجمات الروسية بدأت موجة نزوح الأوكرانيين من مناطق القتال. ونزح نحو 5.9 مليون شخص داخلياً بسبب الحرب الروسية العام الماضي. كما فر الملايين إلى خارج أوكرانيا، وفقاً لتقرير مركز مراقبة النزوح الداخلي ومقره جنيف (الخميس 11 مايو/ أيار 2023). ومعظم النازحين هم من النساء والأطفال وكبار السن وغير القادرين على القتال.
صورة من: Andriy Dubchak/AP/picture alliance
محاولة فاشلة للسيطرة على العاصمة كييف
في غضون أيام، سيطرت القوات الروسية على ميناء بيرديانسك الرئيسي والعاصمة الإقليمية خيرسون القريبة من البحر الأسود، إضافة لعدة بلدات حول كييف في وسط شمال البلاد. لكن محاولتها السيطرة على كييف اصطدمت بمقاومة القوات الأوكرانية ومن ورائها الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي تحول إلى قائد حربي. وفي الثاني من نيسان/ أبريل 2022، أعلنت أوكرانيا تحرير منطقة كييف بأكملها بعد "الانسحاب السريع" للقوات الروسية.
صورة من: Emilio Morenatti/AP/picture alliance
كليتشكو من نزال الملاكمة إلى قتال المعارك
هب الأوكرانيون للدفاع عن بلادهم، فإضافة إلى القوات العسكرية كان هناك المتطوعون المدنيون من كافة الأطياف. هنا مثلاً بطل العالم السابق في الملاكمة فيتالي كليتشكو، عمدة كييف، وقد ارتدى سترة عسكرية خلال تواجده على الأرض لمشاركة أهل بلده في صد الغزو الروسي. كما تطوع أيضاً شقيقه الأصغر وبطل العالم السابق في الملاكمة فلاديمير كليتشكو للقتال. كما وظّف الشقيقان شهرتهما لكسب التعاطف العالمي مع قضية بلدهما.
صورة من: Sergei Supinsky/AFP
توالي العقوبات الغربية على روسيا
اتخذ الغرب، خصوصاً الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مسار فرض عقوبات على روسيا، سواء في استيراد البضائع والطاقة منها أو تصدير التكنولوجيا إليها أو مصادرة أموال رجال أعمال مرتبطين بالكرملين. وفي قمة مجموعة السبع في قصر إلماو في بافاريا الألمانية (يونيو/حزيران 2022)، اتخذت المجموعة، التي تضم ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وكندا وإيطاليا واليابان وبريطانيا، قرارات بتوسيع العقوبات على روسيا.
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
مساعدات عسكرية مكنت أوكرانيا من الصمود
وأعلنت دول غربية عديدة على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا تقديم مساعدات عسكرية بالمليارات لأوكرانيا. فقدمت واشنطن أسلحة ومعدات في 2022 بقيمة 22.9 مليار يورو، لتحتل بذلك المرتبة الأولى بين الدول الداعمة عسكريا لأوكرانيا، فيما حلت بريطانيا بالمركز الثاني خلال 2022 بمساعدات بقيمة 4.1 مليار يورو. أما ألمانيا فقدمت في العام نفسه 2.3 مليار يورو، لتحتل بذلك المرتبة الثالثة بين داعمي أوكرانيا عسكرياً.
صورة من: Polish Chancellery of Prime Ministry/Krystian Maj/AA/picture alliance
اتهامات بجرائم حرب مروعة في بوتشا
في بلدة بوتشا التي دمرتها المعارك، عُثر في الشوارع على جثث مدنيين أعدموا بدم بارد. لاحقاً عُثر على جثث مئات المدنيين حمل بعضها آثار تعذيب في مقابر جماعية في المدينة الصغيرة الواقعة على مشارف كييف. وأثارت صور هذه المجازر المنسوبة لروسيا استياء الغرب والأمم المتحدة وتعددت الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، رغم نفي موسكو.
صورة من: Carol Guzy/Zuma Press/dpa/picture alliance
حصار ماريوبول وسقوط آزوفستال
في 21 أبريل/نيسان 2022، أعلن الكرملين دخول ماريوبول، الميناء الاستراتيجي على بحر آزوف. سمحت السيطرة على ماريوبول لروسيا بضمان التواصل بين قواتها من القرم والمناطق الانفصالية في دونباس. لكن حوالي ألفي مقاتل أوكراني واصلوا القتال متحصنين في متاهة مصنع آزوفستال تحت الأرض مع ألف مدني. قاوم المقاتلون حتى آخر طلقة. وقالت كييف إن 90% من ماريوبول دُمرت وقُتل فيها ما لا يقل عن 20 ألف شخص.
صورة من: Peter Kovalev/TASS/dpa/picture alliance
يوم تاريخي في خيرسون
في بداية سبتمبر/أيلول 2022، أعلن الجيش الأوكراني هجوماً مضاداً في الجنوب، لكنه حقق اختراقًاً خاطفًاً للخطوط الروسية في الشمال الشرقي وأرغم الجيش الروسي على الانسحاب من منطقة خاركيف. في أكتوبر/ تشرين الأول، بدأت موسكو بإجلاء السكان وإدارة الاحتلال من خيرسون. وفي 11 نوفمبر/تشرين الثاني بعد يومين من انسحاب القوات الروسية، استعادت كييف السيطرة على المدينة في "يوم تاريخي" كما وصفه الرئيس زيلينسكي.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
مذكرة توقيف بحق بوتين وروسيا ترد
في مارس/ أذار 2023، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين بشكل غير قانوني. وقالت كييف إنه تم ترحيل أكثر من 16 ألف طفل أوكراني إلى روسيا. وأصدرت المحكمة أيضاً مذكرة مماثلة بحق مفوضة حقوق الأطفال في روسيا ماريا لفوفا بيلوفا. وفي مايو/ أيار ردت روسيا بإصدار مذكرة توقيف بحق المدعي العام للمحكمة كريم أحمد خان، وهو بريطاني الجنسية.
صورة من: Rich Pedroncelli/AP Photo/picture alliance
الاستعداد لهجوم مضاد
في مواجهة طلبات زيلينسكي المتكررة وبعد فترة من المماطلة، قرر الأمريكيون والأوروبيون إرسال عشرات الدبابات الثقيلة من أجل تحسين قدرة الجيش الأوكراني على صد الهجمات. وفي 19 أبريل/ نيسان 2023، أعلنت كييف تلقيها أول منظومة دفاع جوي أمريكية من طراز باتريوت. في نهاية الشهر نفسه، أعلنت أوكرانيا أنها ستكون مستعدة قريباً لشن هجوم مضاد بهدف تحرير نحو 20% من أراضيها المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
صورة من: Susan Walsh/POOL/AFP/Getty Images
قتال طيلة شهور في باخموت
في يناير/ كانون الثاني 2023، عاد الجيش الروسي إلى شن هجمات لا سيما في دونباس، بدعم من مرتزقة مجموعة فاغنر المسلّحة ومئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تمت تعبئتهم منذ أيلول/سبتمبر. احتدم القتال، خاصة حول باخموت، وهي مدينة في الشرق تحاول روسيا احتلالها منذ الصيف. وشهدت باخموت أطول المعارك وأكثرها فتكاً منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
صورة من: Muhammed Enes Yildirim/AA/picture alliance
تضارب بشأن سقوط باخموت
وأعلنت روسيا مساء السبت 19 مايو/ أيار 2023 استيلاءها على باخموت بالكامل، بعدما أعلن رئيس مجموعة فاغنر الروسية المسلحة يفغيني بريغوجين في نفس اليوم أن المجموعة ستسحب مقاتليها من المدينة اعتبارا من 25 مايو/ أيار وستسلم الدفاع عن المدينة إلى الجيش الروسي. في غضون ذلك، قالت كييف إنها لا تزال تقاتل في مناطق معينة معتبرة وضع مقاتليها "حرجاً". إعداد صلاح شرارة/خ.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ).