تقارير: مجموعة ضغط ألمانية تقوم بتلميع صورة السعودية
٢٥ نوفمبر ٢٠١٨
كشفت تقارير صحفية أن مجموعة ضغط ألمانية تقوم بالدعاية للسعودية وتلميع صورتها في ألمانيا حتى بعد مقتل خاشقجي. وحسب التقارير فإن هذه الوكالة مرتبطة بوزارة الإعلام السعودية، وأن سفيرا ألمانيا سابقا لدى الرياض يعمل معها.
إعلان
ذكرت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينة تسايتونغ" الألمانية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن وكالة WMP Eurocom (ف.م. ب أويروكوم) للعلاقات العامة تعمل على أن تقدم التغطية الإعلامية الألمانية صورة "متوازنة" عن السعودية، حسب ادعائها. وحتى بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجيفي قنصلية بلاده في إسطنبول، فإنها تواصل هذا العمل مقابل حصولها على مبالغ مالية سخية من الرياض.
وأفادت صحيفة "بيلد أم زونتاغ" أن مجموعة الضغط هذه تعمل منذ 2017 على تلميع صورة السعودية في وسائل الإعلام الألمانية.
والمثير في القضية، حسب التقارير الإعلامية، هو أن سفيرا ألمانيا سابقا لدى السعودية يعمل منذ مدة قصيرة لصالح وكالة الاتصالات هذه. وعُلم أن السفير الأسبق "ديتر وولتر هالر" يشغل منصب مستشار في هذه الوكالة. وكان هالر يتولى، من عام 2011 حتى 2014، ومرة أخرى من 2016 حتى يوليو/ حزيران من هذا العام، منصب سفير ألمانيا في السعودية.
تأثير مزعوم على وسائل إعلام ألمانية
ويقف وراء وكالة (أويروكوم) الصحفي السابق ميشاييل إيناكير، الذي يملك منذ 2014 أسهما فيها ويشغل منذ 2015 منصب رئيس وكالة الاتصالات. وتقول صحيفة "بيلد أم زونتاغ" أن لديها وثيقة، مكونة من 50 صفحة، استخدمتها وكالة "أويروكوم" لدى زبونها، وزارة الإعلام السعودية لإبراز تأثيرها الكبير المفترض على وسائل الإعلام الألمانية.
وتقول الصحيفة، أن الوكالة تتباهى، حسب الوثيقة، بأن نفوذها لا يقتصر على وسائل الإعلام فقط، بل إن لديها اتصالات بديوان المستشارية والرئاسة الألمانية ووزارات أخرى بالإضافة إلى اتحاد كرة القدم الألماني أو شركات ألمانية كبرى.
وتحتوي الوثيقة على صفحات من صحف وهمية ذات عناوين تعرض السعودية كبلد للإصلاحات السياسية الليبرالية. وتدعي الوكالة في وثيقتها قائلة:" نشرنا مقالات متوازنة عن المملكة العربية السعودية في جميع وسائل الإعلام الألمانية الرائدة ووصلنا إلى أكثر من 38 مليون قارئ".
إلا أن وسائل الإعلام المذكورة في الوثيقة الدعائية نفت ما ورد فيها. وقالت صحيفة "بيلد" الشعبية الواسعة الانتشار في هذا الصدد إن موقفها "غير قابل للتأثير، والتغطية الإخبارية حول السعودية انتقادية باستمرار". وفي مثل هذا السياق جاء أيضا ردود فعل صحفيين كبار في صحيفة "زوددويتشه تسايتونغ" أو "دي فيلت" أو "هانديلسبلات".
بدورها قالت متحدثة باسم ناشر صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" الألمانية الرصينة أن "وكالات العلاقات العامة ليس لها تأثير على تغطيتنا الإعلامية وطريقة تعليقاتنا. وادعاءات من هذا النوع نرفضها جملة وتفصيلا".
وأخيرا أشارت صحيفة "بيلد أم زونتاغ" في تقرير أن وكالة "أويروكوم" واصلت عملها حتى عقب مقتل الصحفي خاشقجي بتكليف من وزارة الإعلام السعودية. وكشفت أن المستشارين العاملين فيها يدعون أن لديهم "اتصالات مع أهم وسائل الإعلام والمؤسسات السياسية وقيادات الاقتصاد في المنطقة الناطقة بالألمانية".
م.أ.م/ أ.ح
هؤلاء حاصرتهم قضية مقتل خاشقجي وأحرجتهم أمام الرأي العام
شخصيات كثيرة عبر العالم ترغب في نهاية قضية خاشقجي بأسرع وقت نظراً لكمّ الإحراج الذي تتعرض له، لكن مع كلّ تسريب جديد تعود القصة للحياة من جديد. من هم هؤلاء الذين حاصرتهم القضية؟
محمد بن سلمان
هيأ ولي العهد السعودي كلّ شيء لأجل قيادة السعودية خلفاً لوالده، ورغم ثقل الملّفات المتهم بتورطه بها، كحرب اليمن وحملة الاعتقالات الواسعة، إلّا أن اغتيال خاشقجي في قنصلية بلاده وضع الأمير الشاب في مرمى الانتقادات، خاصة مع تسريبات السي أي إيه التي استنتجت أن العملية جرت بموافقته. ولا تستبعد عدة تقارير إعلامية، إقدام القصر السعودي، في حال اشتداد الضغوط عليه، على عزل ولي العهد من منصبه.
صورة من: picture-alliance/AP/A. Nabil
عادل الجبير
اختفى الجبير تماماً في قضية خاشقجي، رغم أن الأمر يتعلّق بقنصلية هو المسؤول عنها سياسياً. تعوّد المتتبع على كثرة تصريحات وزير الخارجية الشاب في دفاعه عن القصر الملكي، لكن صمته أعطى رسالة بوجود أوامر عليا بضرورة تجنب التعليق في قضية خاشقجي. أول تصريح من الجبير في القضية كان: "القيادة السعودية خط أحمر"، ويبدو أن الرجل يحسب ألف مرة قبل الإدلاء بأيّ كلمة كي لا يجد نفسه في دائرة الإعفاء أو المحاسبة.
صورة من: Reuters/W. Kurniawan
بلاط بن سلمان
رغم كل ما قدمه المستشار سعود القحطاني، من قيادته لأدوات الدعاية الإلكترونية وردوده "العدائية" على خصوم ولي العهد، ورغم اضطلاع أحمد العسيري بمهام التواصل في حرب اليمن ثم انتقاله للمخابرات بناءً على رغبة بن سلمان، إلّا أنهما كانا في الصفوف الأولى لمن تمت التضحية بهم في قضية خاشقجي. غير أن حظهما العاثر جعل تنحيتهما من منصبيهما غير ذات قيمة، فتداعيات القضية لم تتوقف.
صورة من: Getty Images/AFP/F.Nureldine
الإعلام السعودي
أسئلة كثيرة تُطرح حول طريقة تعامل وسائل الإعلام السعودي مع القضية. تماهت أولا مع الإنكار الرسمي، وحمّلت المسؤولية لإيران وقطر والإخوان، ولما بدأت السعودية الاعتراف بوقوع الجريمة، بذل الإعلام ذاته جهدا كبيرا لمحاولة إقناع الرأي العام برواية شكّك فيها الكثيرون، في وقت استغل فيه الإعلام القطري القضية لـ"تصفية" حسابات بلاده مع الرياض. (في الصورة وليد إبراهيم مالك مجموعة إم بي سي).
صورة من: picture-alliance/abaca/Balkis Press
عبد الرحمن السديس
يعرف المسلمون خطيب المسجد الحرام في مكة بصوته المنتشر في أشرطة قراءة القرآن، لكنهم فوجؤوا به يقرأ خطباً سياسيةً تدافع عن ولي العهد بشكل غير مسبوق. وجد السديس تفسيراً لقضية خاشقجي بالقول إن هناك محاولة لاستفزاز مشاعر مليون مسلم، لكن ليس السديس لوحده في هذا السياق، فالمؤسسة الدينية السعودية برمتها تدافع عن سياسات القصر، وعبّرت على الدوام عن مواقف لصالح حكام البلاد.
صورة من: picture-alliance/AP Images/M. Elshamy
دونالد ترامب
فضائح كثيرة حاصرت الرئيس الأمريكي واستطاع الإفلات منها، لكن مطرقة خاشقجي تدق في رأسه منذ عدة أسابيع. الضغط في الولايات المتحدة يدفع بترامب إلى تحديث تصريحاته حول القضية، ما أدى إلى تناقضه أكثر من مرة في الأجوبة. يعلم ترامب أن الانصياع للضغوط قد يكلفه خسارة علاقته مع ابن سلمان، ومن ثمة خسارة صفقات مالية ضخمة، لذلك يحاول إيجاد صيغة وسطية لا تضرب تحالفه مع السعوديين في مقتل.
صورة من: Reuters/K. Lamarque
جاريد كوشنر
صهر ترامب وأحد مستشاريه. يُعرف بكونه أحد أبرز أصدقاء ابن سلمان في الخارج. تقول تقارير الإعلام الأمريكي إنه يشكّل الوسيط المهم بين ابن سلمان وترامب، وإنه دافع على الدوام عن الرياض في دهاليز السياسة الأمريكية ووجد الكثيرمن الأعذار لولي العهد السعودي، لكنه يبدو أنه لم يستطع إيجاد الأعذار المناسبة في قضية خاشقجي، بل بات كوشنر، وفق تقارير إعلامية، يتهرب من التواصل المباشر مع ابن سلمان حول القضية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/E. Vucci
محمد بن زايد
راهن ولي العهد الإماراتي على محمد ابن سلمان، لأجل محاصرة الإسلام السياسي والنفوذ الإيراني ووقف تداعيات الربيع العربي، لكن مهندس السياسات الإماراتية لم يدل بمواقف في قضية خاشقجي، فهل تخلّى تماماً عن حليفه الشاب؟ عمق الشراكة بين الرجلين تجعل كل واحدٍ منهما يحتاج للآخر في مثل هذه الملفات الحساسة، لكن الزلزال الذي أحدثه مقتل خاشقجي قوي جداً ووصلت شظاياه إلى أبعد ما تخيله أصحاب العملية.
صورة من: picture-alliance/AA/B. Algaloud
عبد الفتاح السيسي
منذ صعوده إلى الرئاسة، والسيسي يمثل حليفاً استراتيجيا للسعودية، خاصة في المعركة ضد الإخوان. يراهن السيسي على المساعدات السعودية لتحسين أوضاع بلدٍ يعاني اقتصادياً، وفي المقابل لا يبخل بأيّ شكل من الدعم السياسي للرياض. لكن دفاعه عنها جاء محتشما في قضية خاشقجي. يعي السيسي أن سقوط بن سلمان سيؤثر سلباً على حكمه لمصر، لكنه لا يريد رفع النبرة في جريمة ستضيف المزيد من السواد لسيرته الحقوقية .
صورة من: picture-alliance/Xinhua/MENA
إيمانويل ماكرون
كجل زعماء الغرب، يرفع الرئيس الفرنسي شعار حقوق الإنسان في تعامله مع الشرق، لكن عندما يتعلّق الأمر بالسعودية، التي تشتري ملايين اليوروهات من أسلحة فرنسا، يجد ماكرون مبرّرات الاقتصاد والتعاون الاستراتيجي لاستمرار العلاقة. وحتى عندما تعالت الأصوات بوقف صادرات الأسلحة رداً على جريمة خاشقجي، رّد ماكرون بحدة عكست موقفه الصعب، لكنه حاول الاستدراك بالتأكيد على خطورة جريمة خاشقجي.
صورة من: Imago/Belga/E. Lalmand
تيريزا ماي
قبل أشهر، خرج عشرات المتظاهرون للضغط على رئيسة الوزراء البريطانية حتى توقف صفقات الأسلحة خلال استقبالها لابن سلمان، لكنها رفضت التفريط في تحالف لندن والرياض. تواجه ماي أياما صعبة بسبب دعوات لسحب الثقة منها، لذلك لا ترغب بإضافة صداع جديد يخصّ قضية خاشقجي، وحاولت تقديم ردٍ قوي بوصف اعتراف السعودية الأول في القضية بالفاقد للمصداقية، غير أن مثل هذه التصريحات لم تشف غليل معارضيها.
صورة من: Reuters/H. Nicholls
بنيامين نتنياهو
انتظرت القيادة الإسرائيلية لعقود موقفا معتدلا من السعودية إلى أن جاء عهد ابن سلمان الذي لم يمانع بحق إسرائيل في الوجود. لذلك تشكّل أزمته الحالية مشكلاً لدى بنيامين نتنياهو الذي لا يرغب حتماً في عزل أمير يتقاسم مع إسرائيل الكثير من الأهداف، منها "صفقة القرن" ودورها في مشروع نيوم، والوقوف في وجه المشروع الإيراني بالمنطقة، وتقزيم دور حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية المقاتلة.