في تقديرات أولية غير رسمية للانتخابات الرئاسية في مصر اكتسح الرئيس عبدالفتاح السيسي السباق مع منافسه "المجهول" موسى مصطفى موسى، غير أن صحيفة شهيرة مملوكة للدولة قالت إن موسى حصل على ما يقرب من مليون صوت.
إعلان
يتواصل في مصر فرز أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية، التي جرت على مدى الأيام الثلاثة الماضية وقالت البوابة الإلكترونية لصحيفة أخبار اليوم المصرية، المملوكة للدولة، اليوم الخميس (29 مارس/ آذار 2018) إن المؤشرات الأولية لفرز الأصوات بانتخابات الرئاسة تظهر حصول الرئيس عبد الفتاح السيسي على 21.5 مليون صوت مقابل 721 ألفاً لمنافسه موسى مصطفى موسى.
وقال مصدران أشرفا على التصويت إن نحو 21 في المئة من أكثر من 59 مليون مصري لهم حق الانتخاب أدلوا بأصواتهم في اليومين الأول والثاني، حسب ما نقلت وكالة رويترز.
ومددت الهيئة الوطنية للانتخابات الاقتراع ساعة إضافية أمس الأربعاء قائلة إن تقلبات في الطقس حالت دون وصول ناخبين إلى مراكز الاقتراع في الوقت المناسب. ومن المقرر إعلان النتيجة الرسمية في الثاني من نيسان/ أبريل المقبل.
وأظهرت تقديرات أولية بعد فرز الأصوات في عدد من اللجان الانتخابية بمناطق متفرقة في مصر، صباح اليوم الخميس، تقدما ساحقاً للرئيس المنتهية ولايته عبد الفتاح السيسي، على منافسه موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد.
ورجحت محطات تلفزيونية محلية إمكانية أن يتخطى السيسي حاجز الـ 90 في المائة من أصوات الناخبين. ولم تصدر أي أرقام رسمية حتى صباح الخميس.
المرشحان "راضيان" عن نسبة المشاركة
وبعد انتهاء عملية التصويت قال السيسي، بحسب ما نقل موقع التلفزيون المصري، إن "مشاهد المصريين أمام لجان الاقتراع ستظل محل فخر واعتزاز ودليلاً دامغاً على عظمة أمتنا..". كما أعلن المرشح موسى مصطفى أن "إقبال المصريين على الانتخابات الرئاسية في الأيام الثلاثة مُشرّف". وكان موسى قد قال لمجلة "دير شبيغل" الألمانية قبيل انطلاق عملية التصويت إن "كثيرا من المصريين لا يعلمون بوجودي".
وشارك في مراقبة الانتخابات الرئاسية المصرية 54 منظمة محلية، و9 منظمات دولية، إضافة إلى 680 مراسلا أجنبيا. وانطلق سباق الانتخابات يوم الاثنين الماضي، في ظل حديث رسمي عن "إقبال كثيف" من الناخبين في عدة محافظات، وفي ظل إشراف قضائي كامل وتأمين من جانب قوات الجيش والشرطة.
ويبلغ عدد مراكز الاقتراع 13 ألفا و687، تحت إشراف 18 ألفا و678 قاضيًا، بمعاونة 103 آلاف موظف، وفق تصريحات صحفية سابقة لرئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، لاشين إبراهيم. وأدلى الناخبون المصريون في الخارج بأصواتهم في الانتخابات في الفترة ما بين 16 و18 آذار/ مارس الجاري.
ص.ش/م.س (رويترز، د ب أ)
السيسي- نجاح في حصار الإرهاب وإخفاق في ملفات أخرى
سجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال السنوات الأربع الماضية، يتضمن نجاحات على صعد مختلفة مثل حصار الإرهاب في سيناء وإطلاق مشاريع عملاقة. لكنه لا يخلو من الإخفاق أيضا خاصة فيما يتعلق بالوضع المعاشي وحقوق الإنسان.
صورة من: Reuters/Dalsh
محاصرة الإرهاب في سيناء
استطاعت مصر خلال فترة رئاسة السيسي أن تحصر بؤرة الحركات المسلحة في سيناء. وحققت، حسب مراقبين، نجاحات عديدة فيما يخص مكافحة الإرهاب. وبالرغم من اعتماد استراتيجيات جديدة، كـ "قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب"، في فبراير 2018، لا تزال مصر تشهد هجمات إرهابية بين فترة وأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/Gharnousi/Alyoum
تنويع الشركاء الاقتصاديين
تمكن السيسي خلال أربع سنوات من تنويع شركائه الإقتصاديين. إذ قام بعدة زيارات لبلدان عرفت علاقتها بمصر فتورا منذ ثورة 25 يناير، وكانت فرنسا وأمريكا من أهمها. وشهد التعاون بين الجيشين المصري والأمريكي تقدما ملحوظا، وهو ما أشار إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضا. كما تعتبر صفقات الأسلحة بين مصر وفرنسا وكذلك روسيا من النجاحات التي حققها السيسي.
صورة من: H. Tiruneh
تحسن الوضع الاقتصادي
شهد الاقتصاد المصري تحسنا خلال السنوات الأربع الأخيرة. وقد رصدت صحيفة "اليوم السابع" مؤشرات مهمة على ذلك، أبرزها: تراجع العجز في الميزان التجاري بمعدل 5 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية، وارتفاع حصيلة صادرات السلع الاستهلاكية بمعدل 11 بالمائة لتصل إلى نحو 5,8 مليار دولارا بالإضافة إلى زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج لتسجل نحو 6 مليارات دولار.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Nabil
إطلاق مشاريع ضخمة
عرفت المشاريع في مصر قفزة نوعية خلال فترة رئاسة للسيسي، فقد تم إطلاق مشاريع عملاقة مثل توسيع قناة السويس، فضلا عن بناء عاصمة إدارية جديدة في شرق القاهرة،ن تتضمن بناء 240 ألف وحدة سكنية جديدة خلال خمس سنوات. كما تمت زيادة الرقعة الزراعية عبر مشروع "المليون ونصف فدان".
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي
كان ملف الطاقة من بين الملفات الشائكة في مصر، لكنه عرف نوعا من التحسن مؤخراً. لا سيما مشكلة انقطاع الكهرباء التي عرفت انفراجا مهما بعد توقيع شراكات دولية، بينها أربع مذكرات تفاهم مع شركة سيمنس الألمانية لإقامة مشروعات في مجال الطاقة بإجمالي استثمارات تصل إلى عشرة مليارات دولار. وقال بيان لوزارة الكهرباء المصرية إن الشراكة شملت إنشاء محطات لتوليد الكهرباء بنظام الدورة المركبة.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
تراجع السياحة في مصر
توفر السياحة في مصر عائدات مالية مجزية، لكنها شهدت تراجعا في السنوات الأخيرة بسبب غياب الاستقرار الأمني حسب ما ذكر تقرير مجلس السياحة والسفر العالمي سنة 2016. وكان لسقوط الطائرة الروسية عام 2015، تأثير كبير على تراجع توافد السياح الروس إلى مصر. وتحاول القاهرة استقطاب السياح مجددا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. El-Geziry
تحرير الجنيه وارتفاع الأسعار
لم تنعكس بعض القرارات الهامة التي اتخذت في السنوات الأخيرة إيجابيا على المصريين. فقد أدى تحرير سعر صرف الجنيه المصري إلى ارتفاع كبير في الأسعار أثر بشدة على الأسر المصرية وخاصة الفقيرة، فضلا عن ارتفاع التضخم لمستويات قياسية، بالرغم من القروض التي حصلت مصر عليها من الصندوق الدولي.
صورة من: Picture alliance/dpa/EPA/K. Elfiqi
أزمة مياه
في حين يتحدث خبراء وتقارير إعلامية عن وجود أزمة مياه في مصر، قال السيسي في تصريح له مؤخرا، إن الدولة والحكومة لن يسمحا بحدوث أزمة مياه في البلاد! وكانت مصر على خلاف مع إثيوبيا بشأن بناء سد النهضة، وهو مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية قيمته أربعة مليارات دولار، وتخشى القاهرة أن يقلص السد كمية المياه التي تصل لحقولها من إثيوبيا عبر السودان.
صورة من: Imago/photothek
جدل حول جزيرتي تيران وصنافير
أثارت موافقة مصر عام 2016 على تسليم السعودية جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين في البحر الأحمر، انتقادات واسعة في مصر لا يزال صداها يتردد حتى الآن، ويعتبر الكثير من المصريين الأمر تنازلا عن أراض مصرية. وكان القضاء الإداري قد أصدر أحكاما بعدم قانونية تسليم الجزيرتين اللتين تقعان في مدخل خليج العقبة، إلا أن المحكمة الدستورية العليا في مصرأبطلتهما في 3 مارس/ آذار 2018.
صورة من: Getty Images/AFP/Str
انتقادات دولية لملف حقوق الإنسان
عرف ملف حقوق الانسان في مصر تدهورا في السنوات الأخيرة. ويعتبر كثير من منتقدي السيسي أن تراجع شعبيته جاء نتيجة تكميم أفواه المعارضين والنشطاء ووسائل الإعلام المستقلة، حسب ما نقلت عنهم رويترز. بالإضافة إلى إصدار عقوبات بالإعدام ضد المئات. وفي هذا الإطار، وجهت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية انتقادات للقاهرة بخصوص الاعتقالات وتخويف المعارضين. إعداد: مريم مرغيش.