تواجه قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية في مدينة سرت مقاومة شرسة من قبل عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" لمحاولتها اقتحام المناطق السكنية التي يسيطر عليها التنظيم الجهادي في وسط المدينة الساحلية.
إعلان
حققت القوات الحكومية تقدما سريعا في عملياتها العسكرية في سرت(450 كلم شرق طرابلس) الأسبوع الماضي تحت غطاء الضربات الجوية والمدفعية الثقيلة حيث تمكنت من استعادة السيطرة على المطار والميناء. لكن هذا التقدم بدا يتباطآ مع وصول قوات حكومة الوفاق إلى مشارف المنطقة السكنية الممتدة من وسط مدينة سرت إلى شمالها، لتتحول المعركة إلى حرب من منزل إلى منزل في مواجهة قناصة تنظيم "الدولة الإسلامية" والعبوات التي زرعها في الأحياء.
ويتحصن مقاتلو التنظيم المتطرف في المنازل، ويعتمدون بشكل رئيسي على السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون وتنطلق من الأحياء السكنية مستهدفة تجمعات القوات الحكومية. وشن التنظيم أمس (الأحد 12 يونيو/ حزيران 2016) ثلاثة هجمات انتحارية بسيارات مفخخة استهدفت تجمعين للقوات الحكومية ومستشفى ميدانيا قتل فيها عنصر واحد على الأقل وأصيب أربعة آخرون بجروح.
وفي أعقاب هذه الهجمات، حاولت مجموعة من القوات الحكومية التقدم نحو المنطقة السكنية من جهتها الغربية، وخاضت مواجهات عنيفة مع عناصر التنظيم الجهادي، قبل أن تعود وتنسحب مع بداية المساء.
وانطلقت عملية "البنيان المرصوص" الهادفة الى استعادة مدينة سرت المتوسطية من أيدي تنظيم داعش قبل شهر بطلب من حكومة الوفاق الوطني المدعومة من المجتمع الدولي. وتتبع القوات التي تقاتل تنظيم داعش قيادة مشتركة مقرها مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس).
النفط ورقة ضغط بيد أمازيغ ليبيا
أحكم أمازيع ليبيا سيطرتهم على إمدادات النفط والغاز في غربي البلاد، وتحديدا بمجمع مليته، وذلك احتجاجا عن عدم استجابة السلطات الليبية لمطالبهم بالحصول على مزيد من الحقوق الدستورية.
صورة من: DW/K. Zurutuza
النفط كورقة ضغط
قام مسلحون من أمازيغ ليبيا بالسيطرة على محطات الغاز والبترول الواقعة غرب ليبيا. وذلك بغية المطالبة بالمزيد من الحقوق الدستورية والاعتراف بالأمازيغ، متهمين الحكومة الجديدة باتباع نهج النظام القديم.
صورة من: DW/K. Zurutuza
إيقاف عجلة الإنتاج
لا تزال محطة إنتاج النفط والغاز في جنوب غرب العاصمة الليبية طرابلس، محاصرة منذ التاسع والعشرين من سبتمبر الماضي. وهي محطة إستراتيجية لتجميع كافة الموارد المستخرجة من جنوب غرب ليبيا على ساحل البحر المتوسط قبل شحنها إلى الخارج.
صورة من: DW/K. Zurutuza
السيطرة على مساكن العمال
تحولت مساكن عمال النفط إلى مقرات لاقامة المحتجين الأمازيغ وذلك بعد سيطرتهم على حقل الشرارة الذي تديره شركة "ريبسول" الاسبانية. وقال ناشطون لـ DW "إن الطوارق عاينوا الموقع قبل محاصرته".
صورة من: DW/K. Zurutuza
المطالبة بالإعتراف
أكد عمر سيكرا المتحدث باسم المحتجين في حديث مع DW "أن هذه الخطوات سعت في السابق إلى الاعتراف باللغة الأمازيغية. أما الآن، فيجب على كل شخص تطأ قدمه أرض الأمازيغ، أن يعرف أن هذه الأرض لنا".
صورة من: DW/K. Zurutuza
جبال نفوسة معقل الأمازيغ
يمتد التواجد الأمازيغي في شمال إفريقيا، من ساحل المحيط الأطلسي في المغرب إلى الضفة الغربية لنهر النيل. في ما تشير التقديرات إلى أن تعداد الأمازيغ في ليبيا بنحو 600.00 مواطن، ومعظمهم يعيشون في سلسلة جبال نفوسة الواقعة غرب ليبيا.
صورة من: DW/K. Zurutuza
من ذكريات الحرب!
يوضح الناشط الأمازيغي فتحي بوزخاري خلال حديث مع DW أن الإقليم في جبال نفوسة "لعب دورا مهما في السيطرة على طرابلس خلال الحرب ضد قوات معمر القذافي. لقد تعاونا سويا والآن هم يرفضوننا بدعوى إننا نعمل على تنفيذ أجندات خارجية".
صورة من: DW/K. Zurutuza
موقف الأمازيغ من لجنة كتابة الدستور
لأن لجنة كتابة الدستور تعمل وفق مبدأ الأغلبية (الثلثين زائد واحد)، يخشى ناشطون أمازيغ، كما عبروا عن ذلك في حوار لـDW، عدم مراعاة حقوق الأمازيغ، مطالبين في الوقت ذاته بالعمل "على اساس التوافق وليس الاغلبيات".
صورة من: DW/K. Zurutuza
إغلاق المجمع
بعد سيطرة الأمازيغ على مجمع مليته غرب طرابلس، صرحت المؤسسة الوطنية للنفط والغاز في ليبيا منتصف نوفمبر الجاري، أن العاملين غادروا مرفأ نفطيا وأوقفوا إمدادات الغاز إلى محطات الكهرباء المحلية، ما أدى إلى إغلاق المجمع لاحقا.
صورة من: DW/K. Zurutuza
شيوخ الحكمة
يحرص شيوخ الأمازيغ على الحوار مع الثوار الشباب في محمع مليتة مؤكدين أن "ما يقوم به هؤلاء، ما هو إلا احتجاج سلمي من أجل حقوقنا المشروعة". في المقابل، أفاد العمال الإيطاليون في حديث مع DW "أن المجمع وفريق العمل لم يتعرضوا إلى أي أذى أو تهديد من قبل المحتجين".
صورة من: DW/K. Zurutuza
"الوقت لصالحنا"
في الوقت الذي أحكم فيه المحتجون سيطرتهم على مجمع مليته، انخفض الإنتاج في حقل الفيل التابع له، -بطاقة 130 ألف برميل يوميا- إلى 18 ألف برميل يوميا، وذلك بسبب امتلاء الصهاريج.
صورة من: DW/K. Zurutuza
10 صورة1 | 10
وقتل في العملية العسكرية منذ انطلاقها نحو 140 من عناصر قوات حكومة الوفاق الوطني وأصيب حوالي 500 عنصر بجروح، وفقا لمصادر طبية في مصراتة. وتتشكل القوات التي تقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" في سرت من جماعات مسلحة تنتمي إلى مدن عدة في غرب ليبيا، أبرزها مصراتة التي تضم المجموعات الأكثر تسليحا في البلاد إذ تملك طائرات حربية من نوع "ميغ" ومروحيات قتالية.
ونشأت هذه الجماعات المسلحة في العام 2011 خلال الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بنظام معمر القذافي. لكن هذه الجماعات احتفظت بأسلحتها وأصبحت اللاعب العسكري الابرز في ليبيا والأكثر تأثيرا في أمنها. كما تخوض قوات حرس المنشآت النفطية الموالية لحكومة الوفاق معارك مع التنظيم المتطرف شرق سرت. ونجحت في استعادة قرى وبلدات من التنظيم الأسبوع الماضي وبلغت بلدة هراوة على بعد 70 كلم شرق سرت. في مقابل ذلك، يضم تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يبلغ عدد عناصره في ليبيا نحو خمسة ألاف عنصر، مقاتلين أجانب في سرت يحملون جنسيات شمال افريقية وخليجية، بحسب ما يفيد سكان المدينة.