تقدم طفيف بمعركة الرقة وتركيا قلقة من دور المقاتلين الأكراد
٧ نوفمبر ٢٠١٦
كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات سوريا الديمقراطية لم تحرز "تقدما حقيقيا" في عملية استعادة الرقة. من جانبها حذرت أنقرة من أن "استخدام عناصر غير عربية" لطرد "داعش" من معقله بسوريا لن يساهم في إحلال السلام بالمنطقة.
إعلان
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات سوريا الديمقراطية، التي أطلقت هجوما لاستعادة مدينة الرقة، سيطرت حتى الآن على عدد من مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لكن لم تحرز "تقدما حقيقيا". وقال مصدر كردي طلب عدم الكشف عن هويته إنه تمت السيطرة على بعض القرى. وأضاف أن تنظيم "داعش" فجر خمس سيارات ملغومة في إطار تصديه للهجوم.
وتابع المصدر يقول "من الصعب تحديد إطار زمني للعملية في الوقت الراهن. المعركة لن تكون سهلة." وأضاف أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يوفر دعما جويا "ممتازا". ويبدو حتى الآن أن الهجوم الذي أُطلق عليه اسم "غضب الفرات" يتركز على مناطق إلى الشمال من الرقة وجنوبي بلدة عين عيسى على مسافة 50 كيلومترا.
في غضون ذلك حضت تركيا الولايات المتحدة على ضمان أن الهجوم الجاري حاليا ضد الرقة، معقل تنظيم "داعش" في سوريا، لن يؤدي إلى تغيير ديموغرافي في هذه المدينة التي تعد غالبية سنية عربية.
وهذا التحذير الذي وجهه نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتلموش يعكس مخاوف أنقرة من رؤية الفصائل الكردية التي تعتبرها "إرهابية" تجد موطئ قدم في الرقة.
وأكد كورتلموش أن الرقة مثل حلب في سوريا والموصل في العراق "تنتمي إلى السكان" الذين كانوا يقيمون فيها قبل بدء النزاع في إشارة إلى العرب السنة الذين يشكلون غالبية في هذه المدن الثلاث. وأضاف أن "تغيير الهيكلية الديموغرافية لن يساهم بأي شكل في إحلال السلام".
وأطلقت قوات سوريا الديمقراطية الهجوم لاستعادة الرقة من أيدي مسلحي "داعش". وتؤكد هذه القوات أن واشنطن كانت موافقة على ألا تلعب تركيا أي دور في العملية.
وتبدي تركيا قلقا ابيضا من تصاعد نفوذ قوات سوريا الديمقراطية التي تضم وحدات حماية الشعب الكردي والتي تعتبرها أنقرة "إرهابية". وأبدت تركيا عدة مرات معارضتها لمشاركة وحدات حماية الشعب الكردي في الهجوم على الرقة.
أ.ح/ح.ع.ح (رويترز، أ ف ب)
جنود أمريكيون يحملون شعار الوحدات الكردية بالرقة وتركيا تحتج
ظهرت صور لقوات أميريكية خاصة في شمال الرقة السورية بجانب قوات وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها تركيا جماعة إرهابية. وظهر على أكتف هؤلاء الجنود شعار الوحدات وهو ما دفع أنقرة إلى اتهام واشنطن بالكيل بمكيالين.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أثارت صور نشرت لجنود أمريكيين يضعون شعار قوات وحدات حماية الشعب الكردية حفيظة تركيا. حيث ظهرت صور لجنود أميريكيين جنبا إلى جنب مع جنود تابعين لتلك الوحدات في منطقة شمال الرقة حيث بدأ الهجوم على معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مدينة الرقة.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وقال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي (الجمعة 27 مايو/ أيار 2016) إنه "من غير المقبول" أن يضع جنود أمريكيون شعار الوحدات على ملابسهم. واتهم الوزير التركي الولايات المتحدة بأنها "تكيل بمكيالين"؛ لرفضها اعتبار وحدات حماية الشعب الكردية السورية منظمة إرهابية.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وحدات حماية الشعب الكردية هي أبرز فصائل قوات سوريا الديمقراطية. وقوات سوريا الديمقراطية عبارة عن تحالف فصائل كردية وأخرى عربية. وقد بدأت هجوما شمال الرقة الثلاثاء (24 مايو/ أيار) غداة إعلان السلطات العراقية إطلاق عملية "تحرير" الفلوجة من أيدي مقاتلي "تنظيم داعش"، المتمدد بين سوريا والعراق.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وتدعم الولايات المتحدة تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" في معركتها مع التنظيم المتطرف. وبإسناد جوي لطائرات التحالف الذي تقوده واشنطن استطاعت وحدات حماية الشعب الكردية طرد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" من مناطق واسعة في شمال سوريا على مدى العام الماضي.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وكان تنظيم داعش قد أستولى على محافظة الرقة في شمال سوريا بعد انسحاب قوات النظام السوري من آخر معاقلها هناك في آب/ أغسطس عام 2014، ليعلن التنظيم بعدها الرقة عاصمة "لدولة الخلافة الإسلامية"، التي خضعت لها مساحات شاسعة مترابطة من العراق وسوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa
ومنذ هجوم الثلاثاء يعيش 300 ألف شخص في مدينة الرقة ظروفا صعبة، خصوصا بعدما توقف التنظيم عن إعطاء "تصاريح خروج للسكان الراغبين بمغادرة الرقة، وفق ما ذكر المركز السوري لحقوق الإنسان. رغم ذلك تمكنت عائلات من الهروب باتجاه محافظة إدلب (شمال غرب سوريا)، الخاضعة لسيطرة تحالف "جيش الفتح" الذي يضم فصائل إسلامية أبرزها جبهة النصرة.
صورة من: Reuters
وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية كمنظمة إرهابية. وقال تشاووش أوغلو خلال قمة للأمم المتحدة في منتجع أنطاليا بتركيا: "إن من غير المقبول أن يستخدم جنود أمريكيون شعار وحدات حماية الشعب وهي جماعة إرهابية".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وتصنف واشنطن حزب العمال الكردستاني، الذي هو في حرب مع تركيا منذ سنوات طويلة، كمنظمة إرهابية، لكنها تدعم وحدات حماية الشعب في معركتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
وكان بيتر كوك السكرتير الصحفي بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد رفض التعليق على تلك الصور وقال خلال مؤتمر صحفي الخميس: عندما تعمل القوات الخاصة في منطقة ما فإنها تبذل كل ما في وسعها للاندماج مع المجتمع لتعزيز أمنها. ص.ش/و.ب (رويترز، أ ف ب)