حقق مفاوضون أوكران وروس تقدما في المحادثات حول تصدير الحبوب، التي جرت بمشاركة الأمم المتحدة ومسؤولين أتراك، بهدف كسر الجمود المستمر، والذي أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، فيما يواجه الملايين خطر الجوع.
إعلان
قال خلوصي أكار وزير الدفاع التركي إن المحادثات بين روسيا وأوكرانيا وتركيا ومسؤولي الأمم المتحدة بشأن استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود أسفرت عن اتفاق لتشكيل مركز تنسيق لضمان سلامة ممرات الشحن. وأضاف أكار في بيان أنه سيتم توقيع اتفاق الأسبوع المقبل عندما تجتمع جميع الأطراف مرة أخرى، مشيرا إلى اتفاق الأطراف على ضوابط مشتركة لفحص شحنات الحبوب في الموانئ.
وانتهى الاجتماع الذي عُقد بين خبراء عسكريين من الدول الثلاث، بعد ثلاث ساعات ونصف الساعة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان: تم اتخاذ "خطوة مهمة للأمام" لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود، مشيرا إلى أن المنظمة الدولية "تعتقد أن هذا شيء إيجابي"
وقال غوتيريش للصحفيين في نيويورك "نأمل في الأسبوع المقبل، أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق نهائي. لكن كما قلت نحن ما زلنا بحاجة إلى الكثير من النوايا الحسنة والالتزامات من قبل جميع الأطراف". وأضاف أنه على الرغم من تواصل أوكرانيا وروسيا لكن "لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه من أجل السلام".
وإذ تعد أوكرانيا من أهم مصدّري القمح والحبوب في العالم فقد كانت تصدر قبل الحرب 12% من القمح العالمي و15% من الذرة و50% من زيت عباد الشمس، تسببت السفن الحربية الروسية والألغام التي زرعتها كييف لمنع تقدم السفن الروسية في أنحاء البحر الأسود بتوقف صادراتها.
"سفينة نوح" نمساوية لضمان الغذاء للعالم
بنت النمسا "سفينة نوح" ضخمة، ولكن هذه السفينة ليست لحماية وإنقاذ البشر والحيوانات وإنما النباتات. إذ يقوم 1300 عضوا في هذا المركز بزراعة وحماية أنواع مختلفة ونادرة ومن مختلف القارات، لحمايتها وضمان الغذاء للعالم مستقبلا.
صورة من: Arche Noah
معرض لنباتات قديمة وفريدة
على بعد نحو ساعة بالسيارة من العاصمة النمساوية فيينا، تقع قرية شيلترن الخلابة التي بنيت فيها "سفينة نوح" وهي حديقة كبيرة يمكن للناس زيارتها وتذوق محاصيلها. ففي عام 1990 قررت الجمعية الموجودة في القرية الحفاظ على التنوع النباتي والمحاصيل وإعادة انتاج القديمة منها وحمايتها من الانقراض، وذلك بتشجيع الناس على زراعتها واستهلاكها.
صورة من: Arche Noah
الأبيض والأحمر والبني في كل مكان
مع تطور الصناعة ووصولها إلى الزراعة والمواد الغذائية خلال مئاة عام الأخيرة، تراجع التنوع النباتي وأنواع المحاصيل بشكل كبير. وحسب القائمين على "سفينة نوح" النمساوية، فقد فُقد أكثر من 75 بالمائة من أنواع النباتات والمحاصيل الزراعية على مر العصور. وهذا النوع من البنجر (الشمندر) والذي يسمى "ايرفورت" فإن زراعته تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد وكان لونه أبيضا بالأصل.
صورة من: DW/C. Borrmann
تنوع المحاصيل
حسب تقديرات "سفينة نوح" هذه، فإنه من بين 4800 محصول زراعي معروف حول العالم، يشكل نحو 100 محصول 90 بالمائة من غذائنا. ومن هنا، تسعى إلى جمع مختلف المحاصيل حول العالم للحفاظ على التنوع الزراعي والبيولوجي، ولديها الآن 620 نوعا من الطماطم، بعضها في الصورة.
صورة من: Arche Noah
الخيار الروسي
أكبر تهديد للتنوع النباتي هو احتكار البذور والهندسة الوراثية. في الصورة خيار روسي ظهر في أوروبا لأول مرة خلال القرن التاسع عشر، وهو نوع من الخيار قوي مقاوم للبرد ويمكن زراعته في المناطق الباردة والمعتدلة دون الحاجة للبيوت البلاستيكية.
صورة من: DW/C. Borrmann
زهور جميلة وملونة على متن السفينة
زيادة حب الناس وتوقهم للتنوع النباتي هو أحد أهداف المؤسسة المشرفة على "سفينة نوح"، وأحد أساليبها من أجل ذلك هو تحضير وجبات منتوعة ولذيذة في مطبخ السفينة وتقديمها للزوار. والزهور والنباتات الملونة الجميلة يمكن أن تشجع الناس وتدفعهم إلى إعادة النظر بعلاقتهم مع النباتات والتفكير أكثر بالتنوع النباتي وضرورة حمايته.
صورة من: DW
البطاطس تحتل مكان غيره
لقرون طويلة كانت المحاصيل الزراعية محلية وانتشرت وانتقلت إلى مناطق أخرى ببطء شديد. فمثلا الشمندر السكري، وهو نبات جذري، كان مشهورا وذو شعبية كبيرة في أوروبا. لكن مع مرور الزمان أصبحت البطاطس منذ القرن السادس عشر المحصول الأكثر شعبية وشهرة في وسط أوروبا واحتلت مكان الشمندر السكري.
صورة من: DW/C. Borrmann
الحفاظ على الشكل والتركيب
مع تراجع نسبة المزارع والحقول الصغيرة، لا يسعى المشرفون على "سفينة نوح" إلى الحفاظ على الخضار والفواكه القديمة والنادرة وحمايتها من الانقراض فقط، وإنما يسعون إلى تنميتها وتطويرها أيضا. فمثلا هذا النوع من البنجر (الشمندر) يريد هؤلاء الحفاظ على شكله التقليدي في الوقت الذي يحاولون فيه تطوير مذاقه الحلو ليكون متوازنا وطبيعيا.
صورة من: DW/C. Borrmann
الوقاية من الأمراض
هذا النوع من نبات الحميض يعود أصله إلى جبال أوروبا وجنوب غرب آسيا، وتتم زراعته منذ العصر الروماني. هذا النبات غني بفيتامين "سي C". ويعتقد المشرفون على "سفينة نوح" أن وجود سلة كبيرة من الخضار والفواكه واختيار المناسب منها، يمكن أن يقي من الأمراض. الكاتب: DW/ ع.ج