مع تقدم "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة صوب مدينة منبج، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن آلاف المدنيين يعانون في المدينة بسبب الحصار في ظل أوضاع إنسانية مأساوية ومزرية.
إعلان
حققت قوات سورية تدعمها الولايات المتحدة مكاسب هامة على الأرض ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ "داعش" اليوم السبت (11 حزيران / يونيو 2016 )، لتقترب من معقل آخر من أهم معاقل التنظيم في شمال سوريا، حسبما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وذكر المرصد أن قوات سوريا الديمقراطية التي تضم مقاتلين أكرادا وعربا، أصبحت الآن على بعد 17 كيلومترا من مدينة الباب معقل التنظيم شمال شرقي حلب .
ووفقا للمرصد فقد قطعت قوات سوريا الديمقراطية أمس الجمعة آخر طريق إلى بلدة منبج المحاصرة من الباب بعد أسبوع من التقدم حول تلك المنطقة، الأمر الذي سمح لها بفرض حصار على البلدة الكبيرة من كل الاتجاهات. ونقل المرصد أن قرابة 160 من مقاتلي الدولة الإسلامية لقوا حتفهم في معارك حول منبج مع قوات سوريا الديمقراطية، التي قتل أكثر من 20 من مقاتليها. كما نشر الموفد الأميركي الخاص للرئيس باراك اوباما لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك، في تغريدة على موقع "تويتر" الجمعة "إرهابيو داعش باتوا مطوقين بالكامل ولا منفذ لهم".
وبات عشرات ألاف المدنيين محاصرين في مدينة منبج التي تطوقها قوات سوريا الديمقراطية. وصرح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "بات عشرات الآلاف من المدنيين محاصرين داخل مدينة منبج التي تتعرض لضربات مستمرة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بعدما تم قطع كافة الطرق في محيطها". وبحسب عبد الرحمن، يعيش عشرات الآلاف من المدنيين "حالة من الرعب" جراء خشيتهم من القصف الجوي المكثف، لافتا إلى أنهم "يعانون من أوضاع إنسانية مزرية بعد توقف الأفران عن العمل وشح المواد الغذائية، خصوصا بعد قطع كافة الطرق الرئيسية الواصلة إلى المدينة". وفر آلاف المدنيين مطلع الأسبوع من منبج مع اقتراب قوات سوريا الديمقراطية إلى مشارفها خوفا من المعارك والغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي.
ع.أ.ج/ ع.خ ( رويترز، أف ب)
حلب تدفع الثمن... ولا نهاية للدمار
بعد خمس سنوات على تفجر الصراع في سوريا ما زالت حلب محورا أساسيا للمعارك التي تسببت حتى الآن في مقتل 250 مئات الآلاف وتشريد الملايين بين نازحين ولاجئين. الصور التالية تكشف عن آثارالمعارك التي دمرت المدينة بالكامل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
تبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية على حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مثلها مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". فيما تتهم المعارضة الحكومة بتعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها لإخراجهم منها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
28 نيسان/أبريل 2016 لقي 30 مدنيا على الأقل، بينهم ثلاثة أطباء، حتفهم إثر قصف جوي استهدف مستشفى القدس في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب. ولم يتسن التعرف على هوية الجهة التي نفذت الهجوم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
أصيبت ست مستشفيات على الأقل في قصف في الجهتين الشرقية والغربية لحلب خلال الأيام الأخيرة، ما دفع بمجلس الأمن إلى مطالبة جميع الأطراف المتحاربة إلى حماية المستشفيات والعيادات الطبية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
أسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسمة بين النظام والمعارضة خلال عشرة أيام عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، أشار المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى أنه خلال المعارك الأخيرة قتل في حلب كل 25 دقيقة أحد المواطنين.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
الأطفال هم الضحيا الأوائل في المعارك الدائرة في سوريا، كما أن طبيب الأطفال الأخير في حلب قتل في القصف الذي استهدف أحد مستشفيات المدينة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
هذه الصورة تعود إلى 2013، وقد نشرتها منظمة العفو الدولية وهي تظهر احد أحياء مدينة حلب قبل وبعد بدء الصراع في سوريا
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
الآثار التاريخية تشكل ضحية أخرى للصراع الدموي الدائر في حلب، فقد تعرض الجامع الأموي بحلب عدة مرات للقصف وذلك منذ بدء الصراع، كما دمرت في السنوات الماضية مئذنته التاريخية التي تعود إلى عهود قبل 1000 عام ، بالإضافة إلى تدمير مئذنة جامع العمرى الذي يعتبر أقدم مسجد في العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
بالرغم من المعارك الدائرة في حلب، مازال آلاف المدنيين داخل المدينة المدمرة، وهم يأملون في أن يتمكن المجتمع الدولي من إجبار الأطراف المتحاربة على الالتزام بوقف الإعمال العدائية، على الأقل لالتقاط الأنفاس وتفقد بيوتهم المدمرة.