وسط قصف مدفعي وجوي مكثف تمكنت قوات النظام السوري من إحراز تقدم في شرقي حلب التي تسيطر عليها فصائل معارضة، لاسيما في حي مساكن هنانو الأكبر هناك، بينما تتفاقم معاناة المواطنين القاطنين هناك بسبب القصف المكثف والحصار.
إعلان
حقق الجيش السوري تقدماً إضافياً الجمعة (25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) في مدينة حلب بالتزامن مع مقتل ثمانية مدنيين على الأقل جراء قصف مدفعي وجوي على الأحياء الشرقية لهذه المدينة، ما يفاقم معاناة السكان المحاصرين في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الجيش السوري بات يسيطر على 60 في المائة من حي مساكن هنانو، وهو أكبر أحياء القسم الشرقي من المدينة، ويتقدم بسرعة، فيما أكد التلفزيون السوري الرسمي من جهته أن "وحدات الجيش تتقدم داخل مساكن هنانو من ثلاثة محاور"، معتبراً أن الحي يشكل "أكبر جبهات حلب حالياً".
وستتيح سيطرة الجيش بالكامل على مساكن هنانو فصل القسم الشمالي من الأحياء الشرقية عن جنوبها، كما سيمكن من الإشراف نارياً على حي الصاخور المجاور. هذا وتعرض حي مساكن هنانو وأحياء أخرى تحت سيطرة الفصائل في شرق المدينة الجمعة إلى قصف مدفعي وغارات جوية لقوات النظام، تسببت بمقتل ثمانية مدنيين على الأقل، وفق المرصد، لترتفع بذلك حصيلة القتلى جراء قصف قوات النظام على شرق حلب إلى 196 مدنياً، بينهم 27 طفلاً على الأقل، منذ الخامس عشر من الشهر الحالي. وقتل 122 مقاتلاً على الأقل من فصائل المعارضة خلال الفترة نفسها في شرق حلب.
وتردّ الفصائل المعارضة بقصف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام بالقذائف، ما أدى إلى مقتل 18 مدنياً، بينهم عشرة أطفال، في الفترة ذاتها.
جراء هذا الوضع تزداد معاناة أكثر من 250 ألف شخص محاصرين في الأحياء الشرقية مع تكثيف قوات النظام لقصفها الجوي والمدفعي، الذي أوقع أمس الخميس 32 مدنياً من بينهم خمسة أطفال، في حصيلة تعد بين الأعلى منذ استئناف الجيش قصفه على شرق حلب.
وذكر المرصد السوري أن عشرات العائلات حاولت الجمعة الفرار من حي بستان الباشا إلى الشيخ مقصود. لكن مقاتلي الفصائل منعوا عبورها واستهدفوا الحي بقذائف، ما أدى إلى إصابة مدنيين بجروح، إحداهما امراة.
وعلى جبهة أخرى في شمال غرب سوريا، أحصى المرصد مقتل ثلاثة مدنيين جراء غارات لم يعرف ما إذا كانت سورية أم روسية على مستشفى ولادة صغير في قرية بريف إدلب الشمالي، تسببت في خروجه عن الخدمة، بحسب المرصد.
أما في ريف دمشق، فتستهدف قوات النظام بالمدفعية والغارات الكثيفة مدناً عدة في الغوطة الشرقية، لاسيما مدينة دوما، حيث قتل شخصان على الأقل الجمعة وأصيب 15 آخرون بجروح. وأشار المرصد إلى مقتل 49 مدنياً، بينهم 24 طفلاً، جراء حملة القصف المستمرة منذ السابع عشر من الشهر الحالي في هذه المنطقة.
ي.أ/ هـ.د (أ ف ب)
مشاهد من يوميات الرعب في حلب
تتعرض حلب لكارثة إنسانية حادة نتيجة للحصار والقصف المكثف، وتتفاقم معاناة المدنيين مع الضربات الجوية المتكررة للأحياء والمستشفيات، وتناقصت إمدادات الدواء والغذاء، فيما وصف مسؤولون دوليون الوضع "بأنه لا يمكن وصفه".
صورة من: picture-alliance/dpa/Z.Al Shimale
صورة من: picture-alliance/dpa/Z.Al Shimale
يخضع نحو 250 ألف شخص في أحياء شرق حلب الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة لحصار منذ أن قطع الجيش بمساعدة من فصائل مسلحة مدعومة من إيران وسلاح الجو الروسي آخر طريق يؤدي إلى تلك الأحياء في أوائل يوليو تموز.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
تتضارب الرويات حول فرص المدنيين من الهرب من القصف. ففيما تقول الحكومة السورية إن مقاتلي المعارضة يمنعون السكان من المغادرة، تقول جماعات معارضة وسكان في شرق حلب إن الناس يحجمون عن استخدام الممرات خوفا من وجود قناصة أو قنابل أو القبض عليهم.
صورة من: Getty Images/AFP/B. al-Habibi
وصف روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الوضع في شرق حلب قائلا إنه: "بشع جدا فعلا.. أعني أن الكلمات تعجز عن وصفه... على الرغم من توقفات عارضة فإن الصورة بشكل عام بشعة."
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الذي فشلت جهوده للتفاوض إلى تامين الوصول إلى حلب الشرقية، "الوقت ينفد" بالنسبة لتفادي كارثة إنسانية في تلك المنطقة.
صورة من: picture alliance/AA/E. Leys
ويتعرض مدنيون يقيمون في القسم الغربي في حلب الخاضع لسيطرة النظام لهجمات دامية تشنها فصائل المعارضة لكن المساعدات الإنسانية لا تزال تصل إلى هذه الأحياء.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
أعلنت الأمم المتحدة انه لم يعد هناك أي مستشفى قيد العمل في القسم الشرقي من مدينة حلب السورية الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة وحيث يقيم أكثر من 250 ألف مدني. والمستشفيات كانت هدفا متكررا لعمليات القصف المكثفة التي يقوم بها النظام السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
وكالات الأمم المتحدة وبينها منظمة الصحة العالمية لم تعد قادرة على الوصول إلى شرق حلب منذ تموز/يوليو حين سيطر الجيش السوري على آخر طريق إمداد إلى الإحياء الشرقية ما أدى إلى وقف وصول الأدوية والمواد الغذائية إليها منذ أكثر من أربعة أشهر.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يقول "يجري عزل وتجويع المدنيين ويتعرضون للقصف ويحرمون من الرعاية الطبية والمساعدة الإنسانية من أجل إجبارهم على الاستسلام أو الفرار. إنه تكتيك متعمد من القسوة لزيادة معاناة الشعب من أجل مكاسب سياسية وعسكرية وأحيانا اقتصادية". مشيرا إلى وجود مليون شخص تحت الحصار في سوريا. ( كتابة وإعداد: علاء جمعة)