تقرير: ألمانيا لا تنوي وقف صفقات السلاح مع السعودية
١٠ أكتوبر ٢٠١٨
يبدو أن أزمة جديدة تتهدد حكومة ميركل. والسبب هذه المرة هو الخلاف على تصدير السلاح للسعودية. إذ ذكر تقرير لـ "شبيغل أونلاين" أن الحزب الاشتراكي، الشريك في الائتلاف الحاكم، يعارض تصدير السلاح للأطراف المشاركة في حرب اليمن.
إعلان
ذكر "شبيغل أونلاين"، الموقع الإلكتروني لمجلة "دير شبيغل" الألمانية، أن السلطات الألمانية ستواصل تصدير السلاح إلى السعودية وإلى دول أخرى تشارك في النزاع في اليمن، رغم التوتر داخل الائتلاف الألماني الحاكم بشأن هذه المسألة. ونقلت الصحيفة أنه لن يكون هناك حظر على بيع السلاح إلى البلدان التي تشارك في حرب اليمن.
ويشير الموقع خصوصا إلى رسالة بهذا الصدد أرسلتها وزارة الاقتصاد إلى توماس هيتشلر، النائب عن الحزب الاشتراكي الديموقراطي، الشريك الثاني في الائتلاف الحاكم في برلين.
ويأتي هذا الإعلان متزامنا مع اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي بعيد دخوله مقر القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر، وقد تم تناقل معلومات تفيد بمقتله داخل القنصلية الأمر الذي نفته الرياض.
وكان الاتفاق الذي تم التوصل إليه في آذار/مارس الماضي بين الاتحاد المسيحي الديموقراطي من جهة والحزب الاشتراكي الديموقراطي من جهة ثانية تطرق إلى منع تسليم سلاح لأطراف النزاع في اليمن وبينها السعودية. وجاء في هذا الاتفاق حرفيا "لن نوافق على تسليم السلاح إلى الدول التي تبقى متورطة مباشرة في الحرب في اليمن".
ونقل "شبيغل أونلاين" أن نوابا من الحزب الاشتراكي الديموقراطي هاجموا، داخل البرلمان الألماني (بوندستاغ)، وزير الخارجية هايكو ماس الممثل لهذا الحزب في الحكومة، معتبرين أنه تراجع تحت ضغط الرياض.
وكانت الرياض استدعت في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 سفيرها في برلين احتجاجا على تصريحات لوزير الخارجية الألماني في تلك الفترة زيغمار غابرييل لمح فيها إلى أن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري قد احتجز بالفعل رغما عنه في الرياض.
ويشار إلى أن السفير السعودي عاد إلى مقر عمله في برلين يوم الاثنين الماضي، بعد توصل وزيري خارجية ألمانيا والسعودية إلى اتفاق بتجاوز الأزمة الدبلوماسية بينهما بعد لقاء جمعهما في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ح.ع.ح/أ.ح (أ.ف.ب)
أبرز صفقات السلاح التي أبرمها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
شهدت فترة محمد بن سلمان منذ توليه منصب وزير الدفاع في السعودية عام 2015 ارتفاعاً ملحوظاً في صادرات الأسلحة إلى المملكة، حيث تتصدر السعودية قائمة مستوردي السلاح في المنطقة، حسبما أعلن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
صورة من: imago/Pacific Press Agency/A. Lohr-Jones
السلاح الأمريكي في الصدارة
بلغ حجم صادرات السلاح الأمريكي إلى المملكة العربية السعودية خلال فترة 2015 - 2017 أكثر من 43 مليار دولار. وشملت معدات وأسلحة عسكرية ومروحيات وسفن حربية ودبابات آبراهامز إضافة إلى طائرات حربية. ووقعت السعودية كذلك صفقة مع الولايات المتحدة لتوريد كميات مختلفة من المنظومات الصاروخية الدفاعية ومعدات لها.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/E. Vucci
3 مليار دولار في بداية عام 2018!
واصلت المملكة مضاعفة حجم ترسانتها من السلاح والذخيرة العسكرية خلال هذا العام، وذلك حسب موقع وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابع للبنتاغون، إذ بلغ حجم صفقات السلاح من الولايات المتحدة خلال الأشهر الأولى من 2018 قرابة 3 مليارات دولار. وشملت الصفقة توريد مدافع ذاتية الحركة وطائرات عسكرية ومنظومات مضادة للدبابات، إضافة إلى دبابات وذخائر ومعدات عسكرية.
صورة من: Reuters/I. Kalnins
أكبر مشتري للسلاح البريطاني
العربية السعودية أكبر مشتري للسلاح البريطاني، بحسب ما ذكر في موقع "منظمة ضد تجارة الأسلحة" المتواجد في المملكة المتحدة. وفاق حجم الصفات العسكرية خلال فترة 2015 - 2017 الـ13 مليار جنيه أسترليني. وشملت معظم الصفقات أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية. ولم يتمكن الأمير محمد خلال زيارته الأخيرة إلى بريطانيا قبل شهر من إنجاز توقيع صفقة سلاح لشراء 48 مقاتلة تايفون، لكن شهدت المفاوضات تقدما ملحوظا في مسار الصفقة.
صورة من: Reuters/Saudi Royal Court/B. Algaloud
الزيارة التاريخية إلى روسيا
شهدت الزيارة التاريخية التي أجراءها ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز في آواخر العام الماضي إلى موسكو توقيع صفقات سلاح شملت تزويد المملكة على منظومة الصواريخ الروسية الشهيرة إس 400 "تريومف"، إضافة إلى فتح مصنع لإنتاج بنادق كلاشنيكوف في المملكة. وبلغ تكلفة الصفقات قرابة 3 مليارات دولار.
صورة من: picture-alliance/dpa/V. Sharifulin
مد وجزر
يمكن وصف صفقات السلاح بين المملكة الخليجية وألمانيا بالمد والجزر! إذ رفضت ألمانيا توريد 800 دبابة بقيمة 18 مليار يورو للسعودية، وذلك بسبب "انتهاك الرياض لحقوق الإنسان". إلا أن برلين وافقت في عام 2016 على تسليم 48 زورقاً من زوارق الدوريات لخفر السواحل التابع للمملكة. وعلى خلفية حرب اليمن، قررت الحكومة الألمانية وقف تصدير الأسلحة للدول المشاركة في هذه حرب.
صورة من: Ralph Orlowski/Getty Images
السعودية والسلاح الفرنسي
زار محمد بن سلمان بعد توليه منصب وزارة الدفاع "عاصمة الأنوار" والتقى بالرئيس الفرنسي حينها فرانسوا أولاند. وشهدت الزيارة التوقيع على عدة صفقات عسكرية شملت مدرعات وصواريخ مضادة للدروع وزوارق خفر السواحل وطائرات ومروحيات بقيمة مليارات اليوروهات. وأبدت السعودية كذلك اهتماما كبيرا بدبابات لوكليرك الفرنسية، التي تميزت أثناء مشاركتها في صفوف الجيش الإماراتي في حرب اليمن ضمن التحالف العربي.
صورة من: picture-äalliance/AA/Saudi Royal Council/B. Algaloud