تقرير: أمريكا نقلت أسلحة للمعارضة السورية عبر قاعدة بألمانيا
١٣ سبتمبر ٢٠١٧
بعد شهور من البحث والتقصي توصلت صحيفة "زود دويتشه" الألمانية لمعلومات تقول إن الجيش الأمريكي استخدم قاعدة "رامشتاين" بألمانيا لنقل أسلحة لجماعات معارضة للنظام السوري وأخرى تحارب "داعش"، بيد أن برلين نفت علمها بالأمر.
إعلان
قالت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية إن الجيش الأمريكي أرسل عبر قاعدته العسكرية في "رامشتاين" بجنوب غرب ألمانيا أسلحة وذخائر إلى معارضين سوريين. وأفادت الصحيفة أن "رامشتاين" كانت على ما يبدو محطة مؤقتة في طريق نقل الأسلحة من شرق أوروبا والبلقان إلى معارضين للنظام السوري وجماعات أخرى من أجل دعمها في حربها على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وإذا صح هذا الكلام فإن واشنطن تكون بذلك قد خالفت القانون الألماني. ومن جانبهما أعلنت وزارة الخارجية الألمانية وكذلك الجهة المسؤولة عن مراقبة صادرات السلاح، وزارة الاقتصاد، في برلين اليوم الأربعاء (13 أيلول/ سبتمبر 2017) أنه ليس لديهما أي علم بإمدادات أسلحة خرجت من رامشتاين إلى سوريا.
وبناء على قانون مراقبة الأسلحة الحربية كان يجب على الولايات المتحدة الحصول على إذن من برلين. وقالت متحدثة باسم وزارة الاقتصاد إن الولايات المتحدة لم تقدم طلبات منذ عام 2010 للحصول على تصريح بإمدادات سلاح إلى سوريا عبر الأراضي الألمانية. وأضافت "طبعا نحن نفترض أن الحكومة الأمريكية لديها علم بالقانون الألماني والحذر القائم على توريد الأسلحة."
أسلحة من شرق أوروبا والبلقان
وقد نشرت صحيفة "زود دويتشه" التقرير بعد شهور من البحث الاستقصائي الصحفي بالتعاون مع "مشروع مكافحة الجريمة المنظمة والفساد" (OCCRP) وشبكة البلقان للاستقصائيات الإخبارية (BIRN) . وكشف التقرير أن شركات خاصة تتعاون مع الجيش الأمريكي في شرق أوروبا والبلقان قامت بشراء أسلحة وذخائر مصنعة على الطريقة الروسية بقيمة مئات ملايين الدولارات منذ عام 2013.
وحسب التقرير فقد تم إرسال هذه الأسلحة من مصانع في صربيا والبوسنة وكازاخستان وجمهورية التشيك إلى مراكز قيادة أمريكية في تركيا والأردن. ويضيف التقرير أن تلك الأسلحة أخذت طريقها للمنطقة إما عن طريق نقاط في رومانيا أو بلغاريا وإما عن طريق القاعدة العسكرية الأمريكية في رامشتاين بألمانيا.
يذكر أنه كان هناك في عهد الرئيس السابق باراك أوباما برنامج خاص بالمخابرات المركزية (CIA) من أجل دعم معارضي الأسد، لكن تم وقف هذا البرنامج في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب. وفي المقابل واصلت الولايات المتحدة إمداد مجموعات بالأسلحة لقتال تنظيم "داعش".
ص.ش/أ.ح (أ ف ب، د ب أ، DW)
التسلسل الزمني للأحداث الدامية في سوريا
تستعد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها شن ضربة عسكرية ضد سوريا رداً على استخدام للأسلحة الكيماوية والتي خلفت مئات القتلى. جولة مصورة حول التسلسل الزمني للأحداث الدامية في سوريا.
صورة من: Salah Al-Ashkar/AFP/Getty Images
احتجاجات سلمية
بدأت الحرب الأهلية في سوريا باحتجاجات سلمية في شباط/ فبراير 2011، إذ طالب المعارضون بالتظاهر ضد الرئيس بشار الأسد على غرار ما حدث في كثير من بلدان "الربيع العربي". وبعد أن أقدم الأسد على اعتقال قادة المعارضة خرج الناس إلى الشوارع في درعا ودمشق مطالبين بالديمقراطية والإفراج عن المعتقلين السياسيين.
صورة من: picture-alliance/dpa
الدبابات ضد المتظاهرين
وأمام تصاعد الوضع قدم النظام بعض التنازلات لكنه أرسل بالمقابل الدبابات والجنود لقمع الاحتجاجات، وهو ما أدى إلى سقوط المزيد من القتلى وتأجيج لهيب الاحتجاجات. كما قامت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على سوريا وأعلنت قوى المعارضة السورية في تركيا عن توحيد نفسها في جبهة واحدة لمواجهة الأسد.
صورة من: picture-alliance/dpa
المعارضة المسلحة
حتى تموز/ يوليو سقط أكثر من 1400 قتيل في سوريا وهو ما دفع مئات آلاف السوريين للتظاهر، كما أعلن الكثير من الجنود والضباط انشقاقهم عن الجيش النظامي وانضمامهم لصفوف الثوار وأسسوا مع ميلشيات مختلفة ومنها الجيش السوري الحر. كما تقاتل إلى جانب الثوار جبهة النصرة وهي جماعة إسلامية قريبة من تنظيم القاعدة.
صورة من: Reuters
ردود أفعال دولية
قُتل مئات المدنيين في آيار/ مايو 2012 عندما شن الجيش السوري هجماته على مدينة حمص التي تعتبر معقل الاحتجاجات المعارضة للأسد. وبعد هذا الهجوم توصل مجلس الأمن لأول مرة إلى اتفاق مشترك يدين العنف في سوريا. كما دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسد إلى التنحي. من جهته أعلن الرئيس الأمريكي بارك أوباما عن شن ضربة عسكرية ضد سوريا إذا استخدمت الأسلحة الكيميائية ضد المعارضة.
صورة من: Getty Images
مأساة إنسانية
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 شكلت الجماعات المعارضة المختلفة ائتلافاً وطنياً سرعان ما نال اعتراف الولايات المتحدة وغيرها من الدول كممثل شرعي للشعب السوري. ولم يشمل الائتلاف الوطني جبهة النصرة المقاتلة في صف المعارضة. في المقابل ترك أكثر من مليون سوري البلاد عبر الحدود إلى البلدان المجاورة ليعيشوا هناك كلاجئين في المخيمات.
صورة من: picture alliance / dpa
الدعم الدولي للمتمردين
نظام الأسد واصل قصفه للمعاقل المختلفة للمعارضة، فيما بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا بمد المتمردين بالمساعدات كما حرصت على رفع الحظر عن الأسلحة الموجهة إلى سوريا حتى يتسنى حصول المتمردين على السلاح بشكل قانوني. بالمقابل شهدت مناطق الحدود مع تركيا وإسرائيل بعض المناوشات بين الفينة والأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa
الغازات السامة
بمساعدة حزب الله استولت قوات الأسد على مدينة القصير الإستراتيجية في حزيران/ يونيو. كما أدى استخدام الغاز السام في آب/ أغسطس إلى وفاة مئات الأشخاص وإصابة الآلاف بجروح. وحملت الولايات المتحدة والكثير من الدول الغربية الأسد مسؤولية استخدام الغازات السامة وبالتالي تجاوز الأسد الخط الأحمر، الذي رسمه أوباما قبل عام.
صورة من: Reuters
دمار هائل
سوريا تتجه نحو الهاوية، وحسب الخبراء فإن كل طرف في النزاع يريد حسم المعركة لصالحه. فمن جهة يتشبث الأسد بالسلطة ومن جهة أخرى لم يعد المتمردون يؤمنون بإمكانية التوصل إلى حل سياسي. كما أن القوى الدولية والإقليمية لا ترغب في تقديم تنازلات عن نفوذها في المنطقة وهو ما لا يبشر بنهاية قريبة للحرب الأهلية في سوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa
الحرب الأهلية
لم تفلح الجهود الدولية في إيقاف حمام الدم في سوريا. ففي كانون الأول/ ديسمبر 2011 أرسلت الجامعة العربية مراقبين إلى سوريا، لكن سرعان ما غادروا البلاد بعد تفجيرات هزت العاصمة دمشق. والآن يتقدم الجيش النظامي إلى معاقل المعارضة في حمص وغيرها من المدن كما امتد القتال إلى جميع أنحاء سوريا.