تقرير أمريكي: سنودن ألحق أضرارا هائلة بالأمن القومي
١٦ سبتمبر ٢٠١٦
أعلن مجلس النواب الأمريكي أن إدوارد سنودن ألحق بالأمن القومي أضرارا هائلة جراء تسريبه لمعلومات تحتوي على أسرار حكومية، ويتزامن صدور تقرير اللجنة مع بدء عرض فيلم (سنودن) من إخراج أوليفر ستون الذي يصوره على أنه بطل.
إعلان
أصدرت لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي تقريرا لاذعا الخميس يتهم إدوارد سنودن المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي بتسريب معلومات "ألحقت ضررا هائلا" بالأمن القومي للولايات المتحدة.
وقالت اللجنة في تقريرها إن سنودن ليس "مبلغا عن المخالفات" كما زعم وإن معظم المواد التي سرقها من وكالة الأمن القومي تكشف عن برامج مخابراتية ودفاعية تحقق فائدة كبيرة جدا لخصوم الولايات المتحدة الأجانب.
وذكرت اللجنة أنه في حين أن "النطاق الكامل" للضرر الذي سببه تسريب سنودن لهذه المعلومات لا يزال غير معروفا فإن مراجعة المواد التي زعم الكشف عنها "توضح أنه سلم أسرارا تحمي القوات الأمريكية في الخارج وأسرارا توفر دفاعات أساسية للتصدي للإرهابيين."
واكتفت بنشر ملخص من أربع صفحات فقط للتقرير الذي قالت إنه وقع في 36 صفحة ولا يزال سريا للغاية لكن الملخص احتوى على تعبيرات قوية عن أفعال سنودن وخلفيته.
ويحتوي التقرير على مزاعم لم تعلن من قبل بشأن سنودن ودوافعه المحتملة للاستيلاء على أسرار حكومية. ويزعم أن سنودن الذي لجأ إلى موسكو بعد أن فر إلى هونج كونج "كان ولا يزال مبالغا وملفقا دأب على ذلك."
وقال التقرير إن سنودن زعم حصوله على شهادة تعادل شهادة إتمام الدراسة الثانوية لكن هذا لم يحدث قط.
وأضاف أنه زعم أنه كان "كبير مستشارين" لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) لكنه في الواقع عمل بوظيفة فني كمبيوتر.
وبينما يشير التقرير إلى أن سنودن "سرق 1.5 مليون وثيقة ذات حساسية" تقول مصادر أخرى فحصت مواد سلمها لوسائل إعلام إن الإجمالي يتراوح بين 200 و300 ألف وثيقة. واعترف بعض المسؤولين الأمريكيين المشاركين في تحقيقات تتصل بقضية سنودن بأن الحكومة الأمريكية لا تعلم عدد الوثائق التي حملها سنودن وأن رقم 1.5 مليون تقديري.
كما يشكك التقرير في دوافع سنودن للاستيلاء على معلومات سرية وتسريبها قائلا إنه تشاجر مع مديرين في وكالة الأمن القومي في يونيو حزيران 2012 بشأن كيفية إجراء عمليات تحديث لأنظمة الكمبيوتر. وقال إن موظفا مسؤولا عن التعاقدات وبخه لأنه لم يتبع الإجراءات السليمة لتقديم شكوى وإنه بدأ تحميل المعلومات السرية بعد ذلك بأسبوعين. ويتزامن صدور تقرير اللجنة مع بدء عرض فيلم (سنودن) من إخراج أوليفر ستون الذي يصوره على أنه بطل.
ع.أ.ح/ ح ز (رويترز)
أبرز فضائح التجسس في التاريخ الحديث
طرق خبيثة يتبعها الجواسيس المحترفون منذ قرون للحصول على معلومات فائقة السرية. بيد أنها ليست بمعزل عن الفضائح. إليكم أبرزها، بمناسبة مرور 60 عاماً على إنشاء وكالة المخابرات الألمانية.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Steffen
ماتا هاري شابة هولندية عملت كراقصة تعري في باريس في العقد الثاني من القرن الماضي. أقامت علاقات جنسية مع جنرالات وساسة فرنسيين بارزين، ما مكنها من اختراق أعلى الدوائر الحكومية في فرنسا. تم استقطابها من وكالة الاستخبارات الألمانية كجاسوسة. بيد أنه سرعان ما كشف أمرها، بعد أن وظفتها المخابرات الفرنسية كعميلة مزدوجة لها.
صورة من: picture alliance/Heritage Images/Fine Art Images
قدما الزوجان يوليوس وإيتال روزينبرغ في بداية الخمسينيات معلومات سرية لموسكو حول البرنامج النووي الأمريكي. ورغم موجة احتجاجات عارمة في العالم تضامناً معهما، إلا أن ذلك لم يمنع من تنفيذ عقوبة الإعدام بحقهما سنة 1953.
صورة من: picture alliance/dpa
غونتر غيوم (وسط) كان يعمل سكرتيراً لمستشار ألمانيا الغربية فيلي براندت، وفي ذات الوقت، جاسوساً لصالح جمهورية ألمانيا الشرقية. قام غيوم بتزويد وزارة أمن الدولة "شتازي" بوثائق سرية من مقر المستشارية. اختراق جاسوس ألماني شرقي لدوائر الحكم في ألمانيا الغربية سبب صدمة للرأي العام الألماني ودفع المستشار براندت إلى الاستقالة تحت ضغط شعبي كبير.
صورة من: picture alliance/AP Images/E. Reichert
تسبب الطالب أنطوني بلانت بأكبر فضيحة تجسس في بريطانيا سنة 1979، بعد أن اعترف بوجود خلية تجسس من خمسة أفراد تعمل لصالح جهاز المخابرات السوفييتي "كي جي بي"، وذلك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. الخلية كانت تربطها علاقات وثيقة مع دوائر حكومية بريطانية مؤثرة. ورغم كشف هوية أربع عملاء، إلا أن هوية "الرجل الخامس" بقيت إلى اليوم طي الكتمان.
صورة من: picture alliance/empics
ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" القبض على آنا تشابمان سنة 2010، كجزء من خلية تجسس روسية. أفرج عن الجاسوسة المحترفة في عملية لتبادل السجناء مع روسيا، لتبدأ بعدها العمل في موسكو كعارضة أزياء ومقدمة تلفزيونية. وظهرت تشابمان على غلاف مجلة "ماكسيم" الرجالية الروسية بملابس داخلية ومسدس، وهي تعتبر رمزاً وطنياً في روسيا.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Shipenkov
تلقت هايدرون أنشلاغ طيلة عقد كامل من الزمن في بيتها بماربورغ الألمانية أوامر من الجهاز المركزي للمخابرات الروسية في موسكو بواسطة مذياع ذي موجات قصيرة. وكتمويه للسلطات، قدم الزوجان أنشلاغ نفسيهما كمواطنين نمساويين، ومن المحتمل أنهما زودا روسيا بمئات الملفات السرية حول أنشطة حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي. وجهت إليهما تهمة التجسس سنة 2013.
صورة من: Getty Images
بعد وفاة السياسي الألماني البارز فرانز يوزف شتراوس، كشفت وسائل إعلام عديدة عن احتمال كونه جاسوسا للمخابرات العسكرية الأمريكية "أو إس إس"، وهو الجهاز السابق لوكالة المخابرات الأمريكية "إف بي آي". وبمناسبة الاحتفال بعيد ميلاه المئوي، أصدر المركز الفدرالي الألماني للتأهيل السياسي دراسة معمقة عن هذه الفرضية أثارت جدلاً واسعاً.
صورة من: picture alliance/dpa
في الماضي، كانت الحكومات تخشى من العملاء المزدوجين. أما اليوم، فإنها تتخوف خاصة من تقنيات التنصت المتطورة. العميل الأمريكي السابق إدوارد سنودن، إلى جانب مليون وسبعمائة ألف ملف مسرب لوكالة الأمن القومي الأمريكية، كشفت في صيف 2013 أن الولايات المتحدة الأمريكية ودولاً أخرى قامت بمراقبة شبكات التواصل العالمية والإنترنت، وقامت بحفظ بيانات ملايين الأشخاص.