تقرير أمريكي ينتقد "التمييز ضد المسلمين" في أوروبا
١٥ أغسطس ٢٠١٧
قدم وزير الخارجية الأمريكي أول لتقرير سنوي في عهد الرئيس ترامب حول الحرية الدينية في العالم. وندد التقرير بجرائم "الإبادة" التي يرتكبها "داعش" في العراق وسوريا. كما انتقد "معاداة السامية والتمييز ضد المسلمين" في أوروبا.
إعلان
لا تزال جرائم "الإبادة" التي يرتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف باسم "داعش" ضد الإيزيديين والمسيحيين وغيرهم تشكل مصدر قلق رئيسي عبرت عنه الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء (15 أب /أغسطس 2017) في تقريرها السنوي حول الحرية الدينية في العالم. ويتحدث التقرير أيضا عن التمييز ضد المسلمين، وعن معاداة السامية في أوروبا وخصوصا في المجر، إذ أعربت واشنطن عن "قلقها إزاء الخطاب المعادي للمسلمين من جانب مسؤولين في حكومة" فيكتور أوربان على خلفية أزمة الهجرة.
كما عبّرت الخارجية الأمريكية في تقريرها عن "قلقها" إزاء معاداة السامية والتمييز ضد المسلمين في ألمانيا حيث يدور نقاش حول فرض حظر جزئي على ارتداء النقاب. كذلك يتحدث التقرير عن الجدل في فرنسا حول حظر لباس البحر الإسلامي على الشواطئ. وهذا التقرير المخصص لأحداث العام 2016 هو الأول الذي يُنشر في عهد دونالد ترامب الذي تعرّض لانتقادات بسبب رسائله المعادية للإسلام خلال حملته الانتخابية.
وككل عام، يرسم هذا التقرير صورة قاتمة عن وضع حرية المعتقد والعبادة في نحو 200 بلد. ورغم أنها حليفة رئيسية للولايات المتحدة، تبقى السعودية من أكثر الدول المثيرة للقلق في هذا المجال، إلى جانب كل من إيران والصين وأريتريا والسودان وبورما وكوريا الشمالية وتركمانستان وأوزبكستان. وقد أضيفت طاجيكستان إلى اللائحة هذا العام.
ولكن على غرار العام الماضي، اختارت وزارة الخارجية الأميركية أن تُركّز في تقريرها على "الفظائع" التي يرتكبها تنظيم "داعش" في العراق وسوريا. واتهم التقرير الحكومة السورية والميليشيات الشيعية المتحالفة بالقيام بعليات قتل واعتقال وانتهاك جسدي بحق السنة واستهداف أفراد أقليات دينية، كجزء من جهودها لقمع العمليات المسلحة التي تقوم بها الجماعات المعارضة.
وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في مقدمة التقرير إن "تنظيم الدولة الإسلامية استهدف ولا يزال يستهدف أفراد العديد من الديانات والأثنيات، من خلال الاغتصاب والخطف والعبودية والقتل".
وأضاف "من الواضح أنّ تنظيم الدولة الإسلامية مسؤول عن الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين والمسيحيين والمسلمين الشيعة في المناطق الخاضعة لسيطرته"، متحدثا أيضا عن "جرائم ضد الإنسانية" وعن حالات "تطهير عرقي" قد تكون استهدفت أيضا مجموعات من المسلمين السنة والأكراد.
وشدّد تيلرسون على أنّ "حماية هذه المجموعات وسواها من الأفراد المستهدفين بهذا التطرف العنيف، تبقى أولوية إدارة ترامب في مجال حقوق الإنسان".
ز.أ.ب/أ.ح (أ ف ب)
البوركيني.. رمز سياسي أم مزيد من الحرية للمرأة المسلمة؟
منذ ظهوره في أستراليا والبوركيني يسبب جدالا كبيرا، حتى في الدول العربية والإسلامية. السيدة التي صممته تقول إنها أرادت رفع قيود عن أشخاص، كانت تفرض عليهم بداعي التعفف. لكن هناك من يراه "زيا للمتشددين الإسلاميين"
صورة من: Privat
البداية من أستراليا
في عام 2004 صممت اللبنانية الأصل عايدة مسعود زناتي، المقيمة في أستراليا، لباسا للمرأة المحجبة، التي تمارس الرياضة عموما، أطلقت عليه اسم "بوركيني" والجمع "بوركينات"، حسب عايدة (49 عاما)، التي كانت تعمل سابقا مصففة للشعر. والاسم مشتق من "برقع" و "بيكيني" وسجلته باسمها تجاريا عام 2006.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Bhandari
"ثقافة أسترالية حرمت منها"
وقالت مصممة البوركيني لقناة العربية في دبي إنها جربته بنفسها وارتدته لأول مرة وذهبت فيه إلى البحر، "ولأول مرة اختبرت هذا الشعور الرائع بالسباحة وبالحرية." وتابعت الأم لثلاثة أولاد، "ركوب الأمواج والشمس تمثل جزءاً من الثقافة الأسترالية، ولدي إحساس بأنني حرمت من هذه الأنشطة خلال فترة شبابي."
صورة من: Getty Images/M. King
تسبب في مشاكل منذ بدايته
انتشر البوركيني بسرعة بين المسلمات في سيدني ثم بقية مدن أستراليا، ووقعت في البداية أعمال شغب بسببه على شاطئ كرونولا بسيدني بين شبان من أصول شرق أوسطية وأستراليين، وقد تسبب ذلك في صدمة في أستراليا. غير أنه منذ عام 2007 أصبح الزي الرسمي للمسلمات اللاتي يعملن في مجال الإنقاذ بالشواطئ والمسابح.
صورة من: Privat
مكاسب مادية وانتشار في العالم
يتكون البوركيني من ثلاث قطع غالبا: غطاء للرأس وفستان قصير وسروال، ويصنع من الألياف الصناعية التي تتسم بالمرونة. وتختلف الألوان والرسومات عليه لتناسب الموضة. وانتشر من أستراليا إلى أوروبا والشرق ليكون مصدر دخل كبير فثمنه أغلى بكثير من ملابس السباحة العادية، لكنه أثار الجدال حتى في الدول الإسلامية نفسها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Bhandari
مشاكل في بلاد مسلمة
في مصر مثلا ، مُنعت سيدات من نزول حمامات السباحة بالبوركيني في منتجعات بالبحر الأحمر والمتوسط. وأرسلت "الغرفة الفندقية" خطابا في أول أغسطس/ آب 2017 يحظر على جميع المنشآت الفندقية منع المحجبات من نزول حمام السباحة بالمايوه المغطي للجسم بالكامل "الشرعي"، وفي حالة وجود أكثر من حمام سباحة بالفندق يتم تخصيص أحدها للسيدات المحجبات، حسب موقع مصراوي
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Schwinghammer
المشكلة الكبرى في فرنسا
انتشر البوركيني في فرنسا بسرعة، وفي يوليو/ تموز 2016 بدأت بلدات هناك في حظره في الأماكن العامة، وتغريم من تخالف، حيث اعتبروه رمزا دينيا يخالف علمانية فرنسا. وجاء هذا المنع في ظل ظروف الخوف من الإرهاب "الإسلاموي" بعد تعرض البلاد لاعتداءات جبانة، ومنها قيام شخص من أصول تونسية في نفس الشهر بدهس محتفلين بالعيد الوطني في نيس فقتل 86 شخصا وجرح 400 تقريبا. لكن القضاء أوقف حظر نيس للبوركيني من بعد.
صورة من: Reuters
مصريتان بالبوركيني في الأولمبياد
وبينما كان هناك حظر في فرنسا، شاهد العالم كله في أولمبياد ريو دي جانيرو أغسطس/ آب، المصرية دعاء الغباشي وزميلتها ندى معوض في مباراة لكرة الطائرة الشاطئية أمام لاعبتين ألمانيتين بالبوركيني ما أثار انتباه العالم. وعلقت اللجنة الأولمبية الدولية على السماح لهما بارتداء البوركيني بأن الرياضة للجميع أيضا حتى المسلمات، ولا يجب حرمانهن منها بسبب اللبس.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/L. Oleniuk
مع البوركيني – ضد البوركيني
مصممة البوركيني نفسها قالت إنها صممته "لإعطاء الحرية للمرأة المسلمة المحجبة وليس لأخذها منها." لكن حينما منعت بلدات فرنسية البوركيني كان بعض السياسيين هناك يعتبرونه لباسا "يخالف النظام العام، وزيا للمتطرفين المسلمين." واعتبره البعض ليس جيدا من الناحية الصحية. رغم ذلك هناك من يفضل ارتدائه لأسباب غير دينية، منها الحماية مثلا من أشعة الشمس الضارة أو خوفا من لسعات قنديل البحر.