تقرير أممي: الأحكام المسبقة بحق النساء "راسخة بعمق"
١٢ يونيو ٢٠٢٣
قال تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن "مؤشر الأعراف الاجتماعية الجندرية" يظهر "عدم تحسّن التحيز ضد النساء خلال عقد رغم الحملات القوية عالميًا ومحليًا لمناصرة حقوق النساء" مثل حركة "مي تو".
إعلان
كشف تقرير نشرته الأمم المتحدة الاثنين (12 يونيو/حزيران 2023) أن البيانات التي تتبع التحيز ضد المرأة لم تظهر أي تقدّم خلال العقد المنصرم بحيث لا تزال الأحكام المسبقة "راسخة بعمق" في المجتمع رغم انطلاق حملات حقوقية مثل حركة "مي تو".
بين كلّ من الرجال والنساء، "تنتشر الأعراف الاجتماعية الجندرية المتحيزة في جميع أنحاء العالم: نحو 90% من الناس لديهم تحيز واحد على الأقلّ" من بين التحيزات السبعة التي حللها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وأشار التقرير إلى أن هذه الأحكام المسبقة "منتشرة بين الرجال والنساء، ما يوحي بأنها راسخة بعمق وتؤثر على الرجال كما النساء بدرجات مماثلة".
وحدّثت الوكالة الأممية "مؤشر الأعراف الاجتماعية الجندرية"، الذي يأخذ بالاعتبار مقاييس السلامة السياسية والاقتصادية والتعليمية والجسدية، باستخدام بيانات من مشروع "المسح العالمي للقيم" الذي يدرس كيف تتغير القيم والمعتقدات حول العالم.
وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن المؤشر يُظهر "عدم تحسّن التحيز ضد النساء خلال عقد (...) رغم الحملات القوية عالميًا ومحليًا لمناصرة حقوق النساء" مثل حركة "مي تو" ("أنا أيضًا") المناهضة للتحرش الجنسي.
الأحكام المسبقة تخلق "عقبات" للنساء
على سبيل المثال، لا يزال 69% من سكان العالم يعتقدون أن الرجال يمكنهم أن يكونوا قادة سياسيين أفضل من النساء، فيما يؤمن 27% فقط من سكان العالم بضرورة أن يكون للنساء والرجال الحقوق نفسها من أجل بناء ديموقراطية.
إيران: النضال من أجل حرية المرأة
02:44
ويعتقد نحو نصف سكان العالم (46%) أن للرجال حق أكبر في الحصول على وظيفة، فيما يعتقد 43% أن الرجال هم قادة أعمال أفضل من النساء. ويرى نحو ربع سكان العالم أن ضرب الرجل لزوجته مبرّر، فيما يعتقد 28% أن التعليم الجامعي أهم بالنسبة للرجال.
ولفت التقرير إلى أن الأحكام المسبقة تخلق "عقبات" للنساء "وتتجلّى في تفكيك حقوق النساء في أنحاء كثيرة من العالم". وقال التقرير "إذا لم نتطرّق إلى الأعراف الاجتماعية الجندرية المتحيزة، لن نحقق المساواة الجندرية أو أهداف التنمية المستدامة".
ويأتي عدم إحراز تقدم بشأن التحيز الجندري في الوقت الذي تشير الأمم المتحدة أيضًا إلى تراجع مقاييس التنمية البشرية بشكل عام وارتباط ذلك خصوصًا بجائحة كوفيد-19.
وقال مدير مكتب تقرير التنمية البشرية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بيدرو كونسيكاو في بيان "إن الأعراف الاجتماعية التي تضر بحقوق النساء تضر بالمجتمع على نطاق أوسع وتحدّ من توسع التنمية البشرية". وأضاف "ضمان الحرية للنساء يعود بالربح للجميع".
ع.ح./ح.ز. (أ ف ب)
بالصور- أفغانيات يتحدين منع طالبان النساء من ممارسة الرياضة
بعد استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان، فرضت الحركة المتشددة قيودًا واسعة على حرية المرأة، تتضمن منعهن من ممارسة الرياضة أيضًا. لكن بعض النساء يتحدين طالبان وينشرن صورهن وهن يمارسن الرياضة دون الكشف عن هوياتهن.
صورة من: Ebrahim Noroozi/AP Photo
رفض الحظر بالصور
استولت حركة طالبان على السلطة في أفغانستان في آب/أغسطس 2021. ومنذ ذلك الحين، تبنت سلسلة من الإجراءات التي تقيد بشدة حرية النساء والفتيات. ومن هذه الإجراءات حظر ممارسة النساء للرياضة. لكن العديد من النساء لم يقبلن بذلك.
قامت وكالة "أسوشيتد برس" بتصوير بعضهن مع معداتهن الرياضية، دون الكشف عن هوياتهن. في الصورة فريق كرة قدم نسائي سابق في العاصمة كابول.
صورة من: Ebrahim Noroozi/AP Photo/picture alliance
تهديد
هذه المتزلجة الشابة ترتدي البرقع وتحمل لوح التزلج الخاص بها. لم تكتف طالبان بحظر ممارسة جميع الألعاب الرياضية على النساء والفتيات، بل ومنعتهن أيضًا من الوصول إلى المنتزهات وصالات الألعاب الرياضية. ووصل الأمر إلى تخويف النساء اللائي يواصلن ممارسة رياضاتهن، من خلال مكالمات هاتفية تهديدية.
صورة من: Ebrahim Noroozi/AP Photo/picture alliance
آخر بطولة منذ سيطرة طالبان
نورا لاعبة ألعاب قتالية تبلغ من العمر 20 عامًا. تتذكر اليوم الذي استولت فيه طالبان على كابول، لأنها كانت تشارك وقتها في بطولة بصالة ألعاب رياضية. عندما انتشر خبر وصول طالبان إلى ضواحي العاصمة بين الجمهور، هربت جميع النساء والفتيات من القاعة، كما تقول. وكانت تلك آخر بطولة لها حتى الآن.
صورة من: Ebrahim Noroozi/AP Photo/picture alliance
"كأنني ميتة"
نورا مقاتلة مُكافِحة. فقد نشأت في جزء فقير من كابول، وبقيت دائمًا تقاتل وهي تواجه مصاعب الحياة. لكن عندما تعرضت هي وعائلتها للتهديد من قبل طالبان، اضطرت للمغادرة واختبأت لبضعة أسابيع في الولاية التي ينحدر منها والداها. تقول نورا لـ"أسوشيتد برس": "منذ عودة طالبان، أشعر وكأنني ميتة".
صورة من: Ebrahim Noroozi/AP Photo
تقييد الحركة
يتم تقييد حركة النساء والفتيات، مثل راكبة الدراجة في الصورة، بشكل منهجي من قبل طالبان. فما عدا منعهن من الالتحاق بالمدارس والجامعات، عليهن تغطية أجسادهن بالكامل في الأماكن العامة. كما تم تقييد عمل النساء خارج المنزل بشدة.
صورة من: Ebrahim Noroozi/AP Photo/picture alliance
اللعب انتهى
ممارسة كرة السلة أيضًا غير واردة بالنسبة لهذه الشابة في كابول. ورغم أن المتحدث باسم "اللجنة الأولمبية الوطنية" في عهد طالبان قد أعلن أنهم يخططون لإقامة منشآت رياضية جديدة لـ"تمكين النساء من ممارسة الرياضة مرة أخرى"، لكن لم يحدث شيء كهذا حتى الآن، ليبقى ذلك التصريح مثل تصريحات مشابهة بخصوص السماح للفتيات بالذهاب إلى المدارس الإعدادية والثانوية.
إعداد: فيليب بول/م.ع.ح
صورة من: Ebrahim Noroozi/AP Photo/picture alliance