تقرير أممي: جنوب السودان يستخدم الغذاء سلاحاً ضد المدنيين
١١ نوفمبر ٢٠١٧
تقرير سري رفعه مراقبون للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن وتسرب لوكالات الأنباء، يفيد بأن حكومة جنوب السودان تمنع توزيع مساعدات غذائية للسكان في المدن التي تخوض فيها صراعاً مسلحاً، وأن مدنيين توفوا من الجوع جراء هذا المنع.
إعلان
أبلغ مراقبو عقوبات الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي في تقرير سري أمس الجمعة (10 تشرين الثاني/ نوفمبر) بأن حكومة رئيس جنوب السودان سلفا كير تستخدم الغذاء سلاحاً في الحرب لاستهداف المدنيين، وذلك بحرمان بعض المناطق من المساعدات الضرورية لإنقاذ حياة السكان.
وقال المراقبون في التقرير، الذي نقلت عنه وكالة رويترز، إن حملة عسكرية للحكومة في مدينة واو بشمال غرب البلاد والمناطق المحيطة بها بولاية غرب بحر الغزال خلال عامي 2016 و2017 استهدفت مدنيين على أسس عرقية وتسببت في نزوح أكثر من مائة ألف شخص.
وأضاف المراقبون في التقرير: "تعمدت الحكومة خلال العام الجاري منع مساعدات غذائية ضرورية لإنقاذ الحياة من الوصول إلى بعض المواطنين". وتابع المراقبون: "تصرفاتهم تصل إلى حد استخدام الغذاء سلاحاً في الحرب بهدف زيادة معاناة المدنيين الذين تراهم الحكومة معارضين لسياساتها".
الحرب الأهلية ومأساة الجوع في جنوب السودان
02:47
وقال المراقبون في التقرير الذي قدم للجنة عقوبات جنوب السودان بمجلس الأمن: "رفض (توزيع) المساعدات تسبب في انعدام الأمن الغذائي بين قطاعات كبيرة من السكان وأسفر عن حالات سوء تغذية ووفيات موثقة نتيجة الجوع، خاصة في منطقة باجاري الكبرى في واو".
ولم ترد بعثة جنوب السودان بالأمم المتحدة حتى الآن على طلب للتعليق على التقرير.
وأبلغت بعثة لتقييم الوضع الإنساني مراقبي الأمم المتحدة أن 164 طفلاً وشخصاً مسناً توفوا من الجوع والمرض في الفترة بين يناير/ كانون الثاني وسبتمبر/ أيلول الماضيين.
وانزلق جنوب السودان إلى أتون حرب أهلية عام 2013 بعد عامين من حصوله على الاستقلال عن السودان. وتسببت المعارك في نزوح نحو ثلث السكان البالغ عددهم 12 مليون نسمة. وحذرت الأمم المتحدة من أن العنف في جنوب السودان يوفر "أرضاً خصبة" لارتكاب إبادة جماعية.
ي.أ/ ع.ج (رويترز)
مأساة جنوب السودان.. مجاعة وحرب أهلية
رغم وجود مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الخصبة في جنوب السودان، فإن نصف السكان بحاجة للمساعدات الغذائية. بل حتى إن المجاعة تهدد 100 ألف شخص هناك، وذلك نتيجة استمرار مسلسل العنف والحروب.
صورة من: Reuters/S. Modola
المساعدة من الجو
حطت مروحية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة، في قرية روبكواكي بجنوب السودان محملة بالمواد الغذائية التي يحتاجها السكان في شمالي جمهورية جنوب السودان.
صورة من: Reuters/S. Modola
كل سلة غذاء تنقذ من الموت
نظرا لعدم وجود إمكانية لإيصال المساعدات الغذائية للمحتاجين إليها عن طريق البر، لجأت الأمم المتحدة إلى نقل المساعدات وإيصالها للسكان المهددين بالمجاعة عن طريق الجو بواسطة المروحيات وطائرات الشحن.
صورة من: Reuters/S. Modola
سلة غذائية تكفي للأسرة
يحتاج حوالي خمسة ملايين شخص للمساعدات الغذائية في جنوب السودان، حسب تقديرات الأمم المتحدة، التي لم تستطع حتى الآن جمع الأموال اللازمة لمساعدة المتضررين.
صورة من: Reuters/S. Modola
أمل بإنقاذ حياة الأطفال
تحتوي كل علبة معجون مكسرات وزنها 500 غرام على الحريرات والفيتامينات والمعادن التي يحتاجها المرء، وبواسطتها تستطيع المنظمات الإغاثية إنقاذ حياة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ومهددين بالمجاعة.
صورة من: Reuters/S. Modola
ليس الجفاف فقط
قلة الأمطار والجفاف أحد أسباب المشكلة وتهديد المجاعة لنصف سكان جنوب السودان، ولكن الجفاف وحده ليس سبب انتشار المجاعة، حيث هناك مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الخصبة في الكثير من المناطق في جنوب السودان.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
حرب أهلية مستمرة
في الحقيقة سبب المجاعة في جنوب السودان هو الحرب الأهلية المستمرة منذ أربع سنوات في الجمهورية الفتية التي تأسست قبل ست سنوات أي عام 2011. وقد تسببت الحرب الأهلية في نزوح 20 بالمائة من السكان وتدمير الكثير من القرى، وليست هناك مؤشرات على قرب نهاية هذه الحرب ومآسيها. بيتر هيله/ ع.ج