يحذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة من أن العالم يسير نحو ارتفاع خطير في درجات الحرارة قد يصل إلى 2.8 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، مما ينذر بـ انهيار مناخي وشيك ما لم تُتخذ إجراءات جذرية لخفض الانبعاثات.
تقرير أممي يحذر من ارتفاع حرارة الأرض بـ2.8 درجة مئوية بنهاية القرن، ما ينذر بانهيار مناخي وشيك ما لم تُخفض الانبعاثات.صورة من: McPHOTOs/blickwinkel/picture alliance
وأفاد تقرير نشرته البرنامج الذي يتخذ من نيروبي مقرا له اليوم الثلاثاء (الرابع من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2025) بأن تجاوز عتبة الـ 5 .1 درجة الحاسمة سيحدث "في غضون العقد المقبل على الأرجح".
ويسعى المجتمع الدولي لإبقاء معدل الاحترار دون هذا الحد لتجنب الآثار الأشد عنفا للتغير المناخي. ويقدم تقرير الأمم المتحدة للعام الجاري توقعات مستقبلية أفضل بصورة طفيفة، ففي العام الماضي، كان من المتوقع ارتفاع درجة الحرارة بواقع 1.3 درجة مئوية بناء على السياسات الحالية المتبعة.
الفجوة تتسع بين الالتزامات المناخية والواقع
وعلاوة على ذلك، تشير التقديرات إلى أن درجة الحرارة سترتفع بما يتراوح بين 3 .2 و 5. 2 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، بافتراض أنه سيتم تطبيق جميع التعهدات المناخية الوطنية بالكامل. وتراوحت توقعات العام الماضي بين 6 .2 و 8. 2 درجة مئوية.
ورغم ذلك، يشير برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن التعديلات المنهجية مسؤولة عن 1 .0 درجة مئوية من هذا التحسن، بينما يضيف انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس بشأن المناخ حوالي 1. 0 درجة مئوية إلى الإجمالي.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "هذا تقدم، ولكنه لا يقترب من القدر الكافي". وفي ظل الخطط الحالية، ما زالت المؤشرات تشير إلى "انهيار مناخي". ولتحقيق هدف 5. 1 درجة مئوية، يستلزم الأمر خفض الانبعاثات بنسبة 55% خلال السنوات العشر المقبلة مقارنة بـ 2019، وبنسبة 35 % للبقاء دون مستوى درجتين مئويتين على الأقل.
تحرير: عادل الشروعات
حر غير مسبوق في أوروبا... والذروة لم تأتِ بعد
أيام ساخنة وليالٍ خانقة.. موجة حر مبكرة وغير مسبوقة تجتاح أوروبا وألمانيا تستعد لدرجات حرارة تصل إلى 40 مئوية منتصف الأسبوع، فيما أصدرت السلطات في عدة دول أوروبية "إنذارات حمراء" محذّرة من مخاطر صحية وبيئية محتملة.
صورة من: Jc Milhet/AFP
حر وقيظ.. وماء النافورة ملاذٌ مؤقت
ترزح بلدان المتوسط انطلاقا من شبه الجزيرة الإيبيرية مروراً بفرنسا وإيطاليا ووصولاً إلى البلقان واليونان تحت وطأة موجة الحر منذ أيام، ما استدعى إصدار تحذيرات صحية وتنبيهات من ازدياد خطر حرائق الغابات. دعت سلطات عدة مدن مثل باريس وأثينا وغيرهما، الزوار للعمل على وقاية أنفسهم من الشمس وتجنّب الجفاف، مشيرين إلى وجود "نوافير مياه في الممرات المؤدية إلى ساحته".
صورة من: Stelios Misinas/REUTERS
برشلونة تسجل أعلى حرارة منذ 1914
سجلت برشلونة أعلى درجات حرارة في شهر يونيو منذ بدء تسجيلها قبل أكثر من قرن، وفقا لما ذكرته هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية يوم الثلاثاء الأول من يوليو 2025. وسجل مرصد فابرا، الواقع على تلة مطلة على برشلونة، درجة حرارة بلغ 26 درجة مئوية (78 درجة فهرنهايت)، محطمًا بذلك الأرقام القياسية منذ عام 1914. وكان أعلى متوسط لدرجة الحرارة سابقا تم تسجيله لشهر يونيو/حزيران قد بلغ 25.6 درجة مئوية خلال عام 2003
صورة من: Lorena Sopena/AA/picture alliance
حرائق الغابات.. الخوف الأكبر من ارتفاع الحرارة
في مناطق مختلفة، اندلعت بالفعل عدة حرائق لغابات. ففي مقاطعة إزمير التركية، يكافح نحو ألف رجل إطفاء، بمساعدة 14 طائرة هليكوبتر، للسيطرة على حريق اندلع يوم الأحد. وفي فرنسا، التهمت النيران 400 هكتاراً من الأراضي، وسط تحذيرات من موجة حر تشمل 84 من أصل 95 منطقة. ووصفت وزيرة البيئة الفرنسية، أغنيس بانييه-روناشيه، الوضع بأنه "غير مسبوق".
صورة من: Cengiz Malgir/Dia Photo/AP/picture alliance
برج إيفل مغلق بسبب موجة الحر
وضعت السلطات الفرنسية 16 مقاطعة تحت أعلى مستوى تنبيه أحمر، مع توقع وصول درجات الحرارة إلى 41 درجة مئوية (106 فهرنهايت)، بينما وُضعت 68 مقاطعة أخرى تحت التنبيه البرتقالي، ثاني أعلى مستوى، وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية. وفي باريس، أُغلقت قمة برج إيفل أمام الزوار بسبب شدة الحرارة.
صورة من: Thibaud Moritz/AFP/Getty Images
دعوات في ألمانيا لاتخاذ إجراءات وقائية
في ألمانيا، مع توقع ارتفاع درجات الحرارة إلى نحو 40 درجة مئوية هذا الأسبوع، دعت نقابات التعليم إلى إصدار لوائح وطنية تضمن حماية الطلاب والعاملين في المدارس من موجات الحر. كما أكدت على ضرورة تحديث المدارس من خلال إنشاء أسطح خضراء وتركيب مظلات شمسية لتوفير بيئة أكثر برودة. ودعت منظمات خيرية إلى فتح المرافق العامة للمشردين، وكذلك إلى تركيب مظلات مؤقتة في الأماكن العامة والحدائق.
صورة من: Robert Michael/dpa/picture alliance
ليالٍ استوائية
تكاد تتشابه درجات الحرارة في الليل مع النهار حيث لم تنخفض عن 30 درجة مئوية في جنوب إسبانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع كما هو الحال في إشبيلية. ومن المتوقع أيضاً أن يستقبل السكان ليالٍ تتجاوز فيها درجات الحرارة 20 درجة في جنوب وغرب ألمانيا، مما يجعل النوم المريح شبه مستحيل من دون تكييف.
صورة من: CRISTINA QUICLER/AFP/Getty Images
الحماية باستخدام المظلات
أعلنت وزارة الصحة الإيطالية عن أعلى مستوى تحذير من الحرارة في عدة مناطق، واضطرت السلطات إلى إغلاق طريق سريع في منطقة فينيتو بعد أن تشوّه وأصابه الضرر بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وفي الوقت نفسه، تحذر وزارة الخارجية الألمانية من السفر إلى إيطاليا بسبب موجة الحر الحالية.
صورة من: ANDREA PATTARO/AFP/Getty Images
ممارسة الرياضة صباحًا؟
لا يُنصح بممارسة الرياضة في الهواء الطلق عندما تكون درجة الحرارة مرتفعة للغاية. حتى من دون مجهود كبير، يمكن أن يسبب الحرّ تعبًا وخطرًا على الجسم. الأطفال الصغار وكبار السن هما الفئتان الأكثر عرضة للخطر. للوقاية، ينصح الخبراء يجب شرب كثير من الماء والبحث عن أماكن باردة والابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة.
صورة من: Christoph Soeder/dpa/picture alliance
درجات حرارة قياسية.. في البحر أيضاً
سجلت درجات الحرارة أرقامًا قياسية، ليس فقط على اليابسة، بل في مياه البحر الأبيض المتوسط أيضًا. قبالة سواحل جزر البليار، بلغت حرارة المياه 26 درجة مئوية – وهي مستويات لا تُسجل عادة إلا في شهر أغسطس. سجل البحر الأبيض المتوسط أعلى حرارة سطحية على الإطلاق خلال شهر حزيران/يونيو، بمتوسط 26.01 درجة مئوية، بحسب بيانات جمعها برنامج كوبرنيكوس الأوروبي وحللتها هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية.
صورة من: artfolio/Pond5 Images/IMAGO
حرارة وأمطار.. قريباً
تشكل درجات الحرارة المرتفعة للغاية مشكلة للنباتات والحيوانات أيضًا. يقول الباحثون إن موجات الحر أصبحت أكثر تكرارًا، وتدوم لفترات أطول، وتكون أشد بسبب التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري. ومن المتوقع أن تستمر درجات الحرارة المرتفعة في ألمانيا حتى يوم الخميس، قبل أن تهطل زخات المطر وتترافق بعواصف رعدية.