تقرير أممي يشير إلى مسؤولية الحوثيين في الهجوم على مطار عدن
٣١ مارس ٢٠٢١
كشف تقرير أممي عن مؤشرات على مسؤولية الحوثيين في الهجوم الدموي الذي استهدف مطار عدن اليمني في 30 كانون الأول/ديسمبر الفائت. التقرير قُدّم مؤخرا إلى مجلس الأمن الدولي.
إعلان
أفاد تقرير قدّم إلى مجلس الأمن الدولي مؤخرا أن الهجوم الدموي الذي استهدف مطار عدن اليمني في 30 كانون الأول/ديسمبر الفائت نفّذ بصواريخ بالستية مماثلة لتلك التي يمتلكها المتمرّدون الحوثيون وأُطلقت من مواقع خاضعة لسيطرتهم.
وذكر التقرير الأممي أنه "في 30 كانون الأول/ديسمبر، وقعت ثلاثة انفجارات في مطار عدن الدولي بعد دقائق من هبوط طائرة تقل رئيس الوزراء معين عبد الملك سعيد وأعضاء في حكومة ـ الوحدة ـ التي يرأسها ومسؤولين حكوميين كباراً آخرين".
وهذا التقرير السري لخبراء الأمم المتحدة المكلفين بالعقوبات المفروضة على اليمن أطلعت وكالة فرانس برس على ملخص منه الثلاثاء (30 مارس/ آذار 2021).
وبعد وقوع الهجوم، أعلن معين سعيد رئيس حكومة الوحدة الجديدة اليمنية أن "المؤشرات الأولية للتحقيقات تشير إلى وقوف ميليشيا الحوثي الارهابية وراء هذا العمل الإجرامي".
وأضاف تقرير خبراء الأمم المتحدة أن "الهجوم أوقع 20 قتيلا في صفوف المدنيين بينهم وكيلة وزارة الاشغال العامة ياسمين العواضي وأكثر من مائة جريح بينهم مسافرون كانوا مغادرين وموظفون من المطار وصحافيون".
وخلال التحقيق "لاحظت مجموعة الخبراء أن المطار أصيب بثلاثة صواريخ بالستية أرض-أرض دقيقة التوجيه وقصيرة المدى تحمل رؤوساً حربية مجزّأة، ويحتمل أن تكون نسخة طويلة المدى من صاروخ بدر-1 الذي شكّل منذ 2018 جزءاً من ترسانة الحوثيين" كما أضاف التقرير.
وأضاف الخبراء "نظرا إلى مكان القصف، من الواضح أن النية كانت ضرب الطائرة التي كانت تقل مسؤولي الحكومة مثل صالة استقبال كبار الشخصيات حيث كان من المقرر عقد مؤتمر صحافي وقت الهجوم".
وجاء في ملخص التقرير أن "قرار اللحظة الأخيرة بإيقاف الطائرة بعيدًا عن الصالة والتأخر غير المخطط له في إنزال الركاب حالا دون وقوع إصابات إضافية في صفوف المسؤولين الحكوميين".
وبعد التحقيق في مواقع الإطلاق المحتملة للصواريخ ودراسة الصور على شبكات التواصل الاجتماعي وإفادات والآثار في مكان القصف وبيانات الأقمار الاصطناعية، خلص الخبراء الذين يواصلون تحقيقاتهم "إلى أن صاروخين على الأقل (أحدهما تحطم بعد وقت قصير من إطلاقه) أطلقا من مطار تعز وأن الصاروخين المتبقيين تم إطلاقهما كما يبدو من مركز تدريب للشرطة في جنوب مدينة ذمار".
وعدن المدينة الساحلية الجنوبية هي العاصمة المؤقتة لليمن بعد أن انتقلت إليها الحكومة المعترف بها دولياً منذ طردها المتمرّدون الحوثيون من صنعاء في الشمال.
ويدور النزاع في اليمن بين الحكومة والمتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على قسم كبير من شمال البلاد بما يشمل العاصمة التاريخية صنعاء منذ 2014. وتتلقى القوات الموالية للسلطة دعما منذ 2015 من تحالف عسكري تقوده السعودية.
وبعد ست سنوات من الاقتتال على السلطة في نزاع حصد أرواح الآلاف، يشهد اليمن انهيارا في قطاعات الصحة والاقتصاد والتعليموغيرها، فيما يعيش أكثر من 3,3 ملايين نازح في مدارس ومخيمات حيث تتفشى الأمراض كالكوليرا بفعل شح المياه النظيفة.
وأسفر النزاع منذ 2014 عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، بحسب منظمات دولية، بينما بات ما يقرب من 80 في المائة من سكان اليمن البالغ عددهم 29 مليونا يعتمدون على المساعدات في إطار أكبر أزمة انسانية على مستوى العالم.
م.س/ ع.ش (أ ف ب)
جدلية الحرب والحياة.. مشاهد من صراع اليمنيين من أجل البقاء
من وسط المأساة يتعطش اليمنيون لحياة طبيعية، فلا تكاد وطأة الحرب تخِفّ حتى تبدأ الحياة بالانتعاش فتفتح أسواق وحدائق ويعود كثيرون إلى بيوتهم بعد نزوحهم عنها. جولة مصورة تعكس إصرار اليمنيين على الحياة وصراعهم من أجل البقاء.
صورة من: Essa Ahmed/AFP/Getty Images
يعاني سكان اليمن عموما ليس فقط من شح المياه ولكن أيضا من صعوبة الوصول إليها. مصدر الماء الآبار والأمطار الصيفية، وضاعفت الحرب من معاناة الحصول عليها...
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
والحصول على المياه النظيفة، في بعض الأحيان، صار هما من هموم اليمنيين الكثيرة. ويضطر السكان لشراء المياه، أو الاعتماد على فاعلي الخير الذين يوزعون المياه في حاويات موزعة في شوارع المدينة.
صورة من: Farouk Moqbel
خلّف النزاع في اليمن عشرات آلاف من القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح نحو 3.3 ملايين شخص. والمأساة ما تزال مستمرة..
صورة من: Farouk Moqbel
أطفال اليمن هم أكثر الفئات تضررا من الحرب وتداعياتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وقدرت اليونيسيف أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في اليمن قد يصل إلى 2.4 مليون بنهاية عام 2020.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
من أسباب الوضع الكارثي على سكان اليمن انهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، ووجود إصدارين من العملة الوطنية (قديم وجديد)، وما نجم عن ذلك من ارتفاع جنوني في أسعار السلع المستوردة. وزاد الوضع المعيشي تعقيدا عدم صرف مرتبات موظفي الدولة منذ سنوات، وفقد الآلاف لمصادر دخلهم.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
الحصول على الاحتياجات الأساسية بات مهمة شاقة في الكثير من الأحيان. أزمات إسطوانات الغاز المنزلي المتكررة شاهد على تردي الخدمات.
صورة من: Farouk Moqbel
عادت بعض الأسر اليمنية إلى استخدام الأدوات التقليدية كالحطب بسبب أزمات الخدمات المتكررة والأوضاع الاقتصادية الصعبة
صورة من: Farouk Moqbel
يطل اليمن على البحرين الأحمر والعربي الغنيين بالثروة السمكية، لكن غلاء الأسعار والمعارك وارتفاع تكاليف الصيد والنقل والمخاطر الأمنية جعلت الحصول على السمك رفاهية لا يستطيع المعدم أن يحلم بها (الصورة من عدن)
صورة من: Getty Images/AFP/S. Al-Obeidi
حتى تصل الأسماك إلى "سوق الصيد" في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن) تكون أسعارها قد تضاعفت.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
ترتفع أسعار المواد الخضار والفواكه خصوصا في المدن التي تدور داخلها أو حولها المعارك، مثل مدينة تعز (الصورة). وفي هذه الحالة يلجأ الباعة إلى إدخال المواد الغذائية من خلال طُرُق بديلة وعرة ملتفة وهو ما ينعكس على ارتفاع أسعارها.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
المقابر في اليمن تحولت إلى مزارات تشبه الحدائق، لكنها ليست للفسحة، بقدر ما هي تعبير عن زيادة أعداد قتلى الحرب أو موتى الأمراض والأوبئة.
صورة من: Farouk Moqbel
على الجانب الموازي هنا الفرح فوق ركام الحرب! شباب يحتفلون في عرس في الشارع. الموسيقى تصدح وتطغي أحيانا على صوت الرصاص. لكن في اليمن إطلاق الرصاص ليس فقط بسبب الحرب، ففي الأعراس يطلق الرصاص عادة في الجو للتعبير عن الفرح، إلأ أن ذلك اصبح يثير الرعب لدى البعض بسبب الحرب.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
رغم الحرب والأوضاع الصعبة، وقيود العادات والتقاليد الاجتماعية والتضييق على الحريات، إلا أن الحياة تستمر. شباب وشابات قرروا أن يعزفوا للحب وللحياة ولمستقبل أفضل..