تقرير: إسرائيل تستغل كورونا لتكثيف هجماتها ضد إيران بسوريا
٥ مايو ٢٠٢٠
سلاح الجو الإسرائيلي أصبح "يستهدف بصورة مستمرة" أهدافاً عسكرية مختلفة في سوريا، وفق ما استنتجه تحليل نُشر في صحيفة إسرائيلية من خلال التقارير الواردة من سوريا. وأكد التحليل أن كورونا غيّرت الاستراتيجية الإسرائيلية.
إعلان
أشار تحليل نشرته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية اليوم الثلاثاء (الخامس من أيار/ مايو 2020) إلى أن إسرائيل، وكما يبدو، كثّفت هجماتها ضد إيران في سوريا "تحت غطاء جائحة فيروس كورونا". ورصد التحليل أن التقارير الواردة من سوريا خلال الأسابيع الماضية توضح أن سلاح الجو الإسرائيلي أصبح "يستهدف بصورة مستمرة" أهدافا عسكرية مختلفة وعلى نطاق واسع في البلاد، وأن الأهداف تتضمن مخازن ومصانع أسلحة وبطاريات صواريخ أرض جو ومراكز مراقبة على طول الحدود الإسرائيلية.
"كورونا أحدث تغييرا في الاستراتيجية"
وأشار التقرير إلى أن "كل مكونات المحور الشيعي بقيادة إيران - الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية الأجنبية وحزب الله ووحدات الجيش السوري - أصبحت على خط النار". وجاء في التحليل، الذي كتبه عاموس هاريل "يبدو أن فيروس كورونا أحدث تغييرا في الاستراتيجية. ففي آذار/مارس، لم ترد أنباء عن أي هجمات تقريبا".
لكن في نيسان/أبريل، كانت وسائل الإعلام السورية قد أوردت أنباء عن وقوع هجمات مرة أو مرتين كل أسبوع في شرق ووسط وجنوب سوريا". ولفتت الصحيفة إلى أن "إسرائيل لا تعلق كثيرا على التقارير. وعلى أي حال، لا تولي وسائل الإعلام الإسرائيلية ولا الأجنبية اهتماما كبيرا للأحداث في سوريا"، مضيفة أن "جائحة كورونا (باتت) تهيمن على جدول أعمالهم. ومن وجهة نظر إسرائيل، قد يكون هذا في الواقع ميزة". كما أشارت الصحيفة إلى أن "هذه الهجمات تصيب المحور الإيراني في لحظة ضعف نسبي"، خاصة عقب اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.
"عوامل أدت إلى إضعاف إيران"
واعتبرت الصحيفة أن خليفته إسماعيل قآني "اكتشف أن مكانة سلفه أكبر منه بكثير، فهو لا يتمتع بالنجومية التي كانت يتمتع بها سلفه سليماني". ولفتت الصحيفة إلى أن إيران "لم تتعاف بعد من اغتيال سليماني وما حدث قبله وبعده. العقوبات الأمريكية المكثفة، وتراجع ثقة الشعب في النظام بعدما اتضح أنه حاول التنصل من مسؤولية إسقاطه بطريق الخطأ لطائرة ركاب فوق طهران، والضربة القوية التي تسبب بها فيروس كورونا لإيران، وانخفاض أسعار النفط مع انكماش الاقتصاد العالمي".
وفيما يتعلق بحزب الله، فقد بدأت المساعدات المالية الإيرانية لحزب الله في التراجع في ظل كل هذه المشاكل. وفي الوقت نفسه، فإن لبنان منهك في أزمة اقتصادية تزداد سوءا، ما ألقى بظلاله على حزب الله. وأشار التحليل إلى أن "إسرائيل تترقب كيفية رد العدو: هل سيبلغ (الرئيس السوري) بشار الأسد طهران بأن الوقت قد حان للتراجع؟ أم أن الإيرانيين أنفسهم سيبحثون عن مخرج مشرّف ويقللون من وجودهم في سوريا بسبب الضغط العسكري المتزايد؟ أم سيكون هناك رد على إسرائيل؟".
هجوم جديد
يذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن صباح الثلاثاء مقتل 14 مقاتلاً على الأقل من القوات الإيرانية والمجموعات العراقية الموالية لها في غارات استهدفت ليلاً مواقع في محافظة دير الزور في شرق سوريا. ورجّح المرصد أن تكون "طائرات جوية إسرائيلية شنّت الغارات ليلاً" مستهدفة بادية مدينة الميادين وبلدتي الصالحية والقورية، مشيراً إلى أن القتلى من العراقيين والإيرانيين دون تحديد أعدادهم من كل طرف. وتوقّع ارتفاع حصيلة القتلى نتيجة وجود جرحى في حالات خطيرة.
في المقابل لم يأت الإعلام الرسمي السوري على ذكر الغارات في دير الزور والتي جاءت بعد وقت قصير من قصف جوي اتهم النظام السوري إسرائيل بتنفيذه واستهداف مستودعات عسكرية في منطقة السفيرة في محافظة حلب شمالاً.
وتنتشر قوات إيرانية وأخرى عراقية داعمة لقوات النظام السوري في منطقة واسعة في ريف دير الزور الشرقي خصوصاً بين مدينتي البوكمال الحدودية والميادين.
ع.ش/و.ب (د ب أ)
قاسم سليماني.. نهاية دموية لجنرال إيران النافذ بالمنطقة العربية
ساعد الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في بسط نفوذ إيران في دول عربية عديدة، لكن نهايته جاءت مفزعة في ضربة جوية أمريكية بالعراق. كان يعتبر ثاني أقوى رجل في إيران، وفتح مقتله الباب لنتائج غير معلومة العواقب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
نهاية مفاجأة
في ساعة مبكرة من صباح الجمعة (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020) أعلنت الولايات المتحدة أنها نفذت ضربة جوية على مطار بغداد الدولي، أدت لمقتل عدد من الأشخاص على رأسهم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، ما يمثل نهاية مفاجأة لشخص كان لاعبا كبيرا في الجزء الشرقي من العالم العربي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Office of the Iranian Supreme Leader
احتراق مركبته مع قادة بالحشد الشعبي
نُفذت الضربة ليلة الجمعة وقتل فيها معه أبومهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي. وكان الحشد قد أعلن فجر الجمعة عن مقتل خمسة من أعضائه بقصف استهدف مطار بغداد، وذكرت مصادر الحشد أن بينهم محمد رضا الجابري مسؤول التشريفات. أما خلية الاعلام الأمني التابعة لرئاسة الوزراء العراقية فقالت: "ثلاثة صواريخ سقطت على مطار بغداد.. قرب صالة الشحن الجوي، ما أدى إلى احتراق مركبتين اثنتين.."
صورة من: AFP/Iraqi Military
عقود في خدمة التمدد الإيراني بالمنطقة
عين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي الجنرال سليماني قائدا لفيلق القدس في عام 1998، وهو منصب ظل فيه خلف الكواليس لسنوات بينما كان يعزز روابط إيران بحزب الله في لبنان وحكومة الأسد والفصائل الشيعية في العراق.
وبفضل نجاحات فيلق القدس، أصبح سليماني شخصية محورية في التمدد المطرد لنفوذ إيران في الشرق الأوسط، وهو ما صعّب على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة كبح جماحه.
صورة من: FARS
محاربة الثوار في سوريا وداعش في العراق
مسؤول عراقي كبير سابق طلب عدم نشر اسمه قال في مقابلة عام 2014 "سليماني لم يكن رجلا يجلس على مكتب. كان يذهب إلى الجبهات لتفقد الجنود ويشهد المعارك". وحشد فيلق القدس الدعم للرئيس السوري الأسد عندما بدا على وشك الهزيمة في الحرب الأهلية المستعرة منذ عام 2011 كما ساعد الفصائل المسلحة على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وفي الصورة هنا سلمياني يتحدث إلى جنود سوريين في شمال سوريا، في خريف 2015.
صورة من: khabaronline.ir
الجنرال ذو الشعر المصفف واللحية المشذبة
كان سليماني يخلط استراتيجيات الحرب بالسياسة، وكان حاضراً في نشاط إيران "الثوري" بالمنطقة، وخاصة العراق وسوريا ولبنان. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، زادت شهرته في الوقت الذي كان المقاتلون والقياديون في العراق وسوريا ينشرون صورا له في الميدان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها دوما بلحية مشذبة وشعر مصفف بعناية.
صورة من: Mehrnews
خامنئي- "انتقام عنيف ينتظر من قتلوه" !
قلّده خامنئي وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكري في إيران. وكانت هذه المرة الأولى التي يحصل فيها قائد عسكري على هذا الوسام منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979. وفي بيان بعد مقتل سليماني، قال خامنئي إن انتقاما عنيفا ينتظر "المجرمين" الذين قتلوه. وأضاف أنه رغم أن مقتل سليماني "يشعرنا بالمرارة" فإنه سيضاعف الحافز لمقاومة الولايات المتحدة وإسرائيل.
صورة من: Khamenei.ir
الرجل الثاني بعد المرشد ويتحدى ترامب
وقال المسؤول العراقي المذكور إنه "لا يسبقه في تسلسل القيادة سوى الزعيم الأعلى. عندما كان يحتاج الأموال كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج الذخيرة كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج العتاد كان يحصل عليه".
وتحدى سليماني الرئيس الأمريكي علنا. وقال في مقطع فيديو نشر بالإنترنت "أقول لك يا سيد ترامب المقامر... اعلم أننا قريبون منك في مكان لا يخطر لك أننا فيه". وأضاف "ستبدأ أنت الحرب لكن نحن من سينهيها".
صورة من: Fararu
"عواقب لا يمكن التكهن بها"
عبّر نواب جمهوريون عن دعمهم لترامب الذي أمر بتنفيذ العملية، فيما حذّر آخرون من تداعياتها. وقال النائب الجمهوري البارز كيفن ماكارثي: "ضربنا قائد هؤلاء الذين يهاجمون أراضينا الأميركية ذات السيادة". في إشارة على ما يبدو لإحراق السفارة الأمريكية في بغداد. لكن الديمقراطي إليوت إنغل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب قال إنها "تشكل "تصعيدا خطيرا لنزاعنا مع إيران مع عواقب لا يمكن التكهن بها".