اختلاف كبير في نسب قبول طلبات اللجوء بين الولايات الألمانية!
١٣ أكتوبر ٢٠١٧
بين تقرير إعلامي لمجموعة صحف فونكة وجود تفاوت كبير في نسب قبول اللاجئين. وأظهر التقرير أن جنسية اللاجئ قد تؤثر في نتيجة قبوله، إذ تلقى جنسيات معينة قبولا في ولايات ألمانية مقابل تحفظ في القبول في ولايات أخرى.
إعلان
أظهر تقرير إعلامي ألماني وجود اختلاف كبير في نسب قبول اللاجئين في مختلف الولايات الألمانية، ونشرت عدة صحف تملكها مجموعة فونكة الإعلامية جواب الحكومة الألمانية على سؤال طرحته النائبة من حزب اليسار أولا يلبكه، حيث تبين وجود اختلاف كبير بين الولايات الألمانية في نسب قبول اللاجئين وفق الجنسية الخاصة بهم.
ووفقا للتقرير فإن 96.4 بالمئة من مجموع اللاجئين العراقيين تم قبولهم في ولاية بريمن، في حين لم تتجاوز نسبة قبولهم في برلين 50.3 بالمئة. أما بالنسبة للّاجئين من أفغانستان فقد بين التقرير أن نسب قبول طلبات لجوئهم تراوحت بين 30.9 في ولاية براندينبورغ و65 بالمئة في ولاية بريمن. وكذلك أظهرت نسب قبول اللاجئين الإيرانيين تفاوتا تراوح بين 37.6 في بافاريا و85 بالمئة في بريمن. وكان السوريون هم الاستثناء الوحيد، حيت كانت نسبة قبول طلبات لجوئهم حوالي 99 بالمئة في مختلف الولايات الألمانية.
وفي سياق متصل ذكر وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير أنه لا يزال هناك عدم توافق بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشأن وضع نظام مشترك للجوء في أوروبا. وقال دي ميزير اليوم الجمعة (13 أكتوبر/ تشرين الثاني) خلال اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في لوكسمبورغ إن "التضامن المشترك لا يزال موضوعا صعبا". وأوضح دي ميزير أنه لا يزال هناك حاجة إلى المضي قدما في تجنب ما يعرف باسم "الهجرة الثانوية"، والتي يُقصد بها هجرة لاجئ من دولة أوروبية إلى أخرى.
اللجوء عبر البحر الأسود.. مسار جديد إلى أوروبا
03:49
تجدر الإشارة إلى أنه لا تزال هناك معارضة كبيرة من دول أوروبية مثل سلوفاكيا وبولندا والتشيك على توزيع دائم للاجئين في أوروبا. وتحاول الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حاليا التوصل إلى حل توافقي لوضع سياسة موحدة للجوء في المستقبل.
ومن الناحية الحسابية البحتة، فإنه يمكن التوصل لهذا الحل إذا وافقت 55 بالمائة من الدول الأعضاء عليه، على أن تمثل هذه الدول نسبة 65 بالمائة على الأقل من إجمالي المواطنين في الاتحاد. وعن ذلك قال دي ميزير على اجتماع وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي، إن الاستعانة بهذه الآلية سيكون الوسيلة الأخيرة للتوصل إلى نظام موحد للجوء في أوروبا.
يذكر أن الاستعانة بهذه الآلية أدى من قبل إلى خلاف كبير بين الدول الأعضاء في الاتحاد، حيث حاولت الدول عام 2015 خلال ذروة أزمة اللاجئين التوصل إلى قرار توافقي بشأن إعادة توزيع اللاجئين بين الدول في الاتحاد. وعندما أصبح من غير الممكن التوصل إلى قرار توافقي، قررت غالبية الدول الأعضاء - وعلى عكس رغبة بعض الدول - توزيع نحو 120 ألف لاجئ في أوروبا.
ولا يزال هذا القرار محل خلاف في الاتحاد الأوروبي، وهو ما دفع هنغاريا وسلوفاكيا إلى الطعن فيه أمام محكمة العدل الأوروبية، التي رفضت الدعوى مطلع أيلول/سبتمبر الماضي.
ع..أج/ ع ج ( د ب ا، DW)
كيف بدأت أزمة اللاجئين في أوروبا؟
من عنف وحروب تتصاعد في الشرق الأوسط وافريقيا إلى سياسات لجوء غير متماسكة. دي دبليو تلخص في هذه الصور أهم مراحل أزمة المهاجرين وكيف وجد الاتحاد الأوروبي نفسه وسط أزمة اللجوء.
صورة من: picture-alliance/dpa
هروب من الحرب والفقر
في أواخر عام 2014 ومع اقتراب مرور أربع سنوات على الحرب السورية وتحقيق تنظيم "الدولة الإسلامية" مكاسب مهمة في شمال البلاد، تزايدت أعداد السوريين النازحين. وفي الوقت ذاته كان لاجئون آخرون يفرون هربا من دول أخرى كالعراق، أفغانستان، إيريتريا، الصومال، النيجر وكوسوفو.
صورة من: picture-alliance/dpa
البحث عن ملجأ على الحدود
بدأت أعداد كبيرة من السوريين تتجمع في مخيمات ببلدات حدودية في كل من تركيا ولبنان والأردن منذ 2011. مع حلول 2015 اكتظت المخيمات بشكل كبير جدا وفي غالب الأحيان لم يكن يجد سكانها عملا يعيلون به أسرهم كما لا يستطيعون تدريس أبنائهم وهكذا قرر الناس بشكل متزايد اللجوء إلى ما هو أبعد من هذه المخيمات.
صورة من: picture-alliance/dpa
رحلة طويلة سيرا على الأقدام
في عام 2015 بدأ ما قدر بحوالي مليون ونصف مليون شخص رحلتهم من اليونان نحو أوروبا الشرقية عبر طريق البلقان مشيا على الأقدام. وإثر ذلك أصبح اتفاق شنغن، الذي يسمح بالتنقل بين معظم دول الاتحاد الأاوروبي بحرية، موضع تساؤل مع موجات اللاجئين التي كانت متجهة نحو أغنى الدول الأوروبية.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
محاولات يائسة لعبور البحر
عشرات آلاف اللاجئين كانوا يحاولون أيضا الانطلاق في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر المتوسط على متن قوارب مكتظة. في أبريل 2015 غرق 800 مهاجر من جنسيات مختلفة بعد انقلاب القارب الذي كان يقلهم من ليبيا نحو سواحل إيطاليا. هذه الحادثة ليست سوى واحدة من حوادث تراجيدية أخرى، فحتى نهاية العام قضى نحو 4000 شخص غرقا وهم يحاولون عبور البحر نحو أوروبا.
صورة من: Reuters/D. Zammit Lupi
ضغط على الحدود
الدول الواقعة على حدود الاتحاد الأوروبي واجهت صعوبات في التعامل مع هذا الكم الهائل من الوافدين إليها. شيدت الأسوار في هنغاريا، سلوفينيا، مقدونيا والنمسا. كما تم تشديد إجراءات اللجوء وفرضت عدة دول من منطقة شنغن مراقبة مؤقتة للحدود.
صورة من: picture-alliance/epa/B. Mohai
إغلاق باب كان مفتوحا
يتهم منتقدو المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. في سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
توقيع اتفاق مع تركيا
في بدايات العام 2016، وقع الاتحاد الاوروبي وتركيا اتفاقا يتم بموجبه إرجاع اللاجئين الذين يصلون اليونان إلى تركيا. الاتفاق تعرض لانتقادات من مجموعات حقوقية. وتبعه توتر كبير بين الطرفين التركي والأوروبي عقب قرار للبرلمان الأوروبي بتجميد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
لا نهاية في الأفق
مع تنامي المشاعر المعادية للاجئين في أوروبا، تكافح الحكومات من أجل التوصل إلى حلول توافقية لمعالجة أزمة اللجوء خاصة بعد الفشل الكبير لمحاولة إدخال نظام الحصص لتوزيع اللاجئين على دول الاتحاد الأوروبي. الحروب والأزمات في منطقة الشرق الأوسط لا تبدو قريبة الحل وأعداد اللاجئين الذين يموتون في طريقهم إلى أوروبا عبر البحر في تزايد.
الكاتبة: راشيل ستيوارت/ سهام أشطو