تقرير: ارتفاع قياسي في حوادث معاداة السامية في ألمانيا
٢٥ يونيو ٢٠٢٤
ارتفعت حوادث معاداة السامية في ألمانيا بنحو 83 بالمئة العام الماضي بعد هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل في أكتوبر/ تشرين الماضي، حسبما ذكر تقرير للرابطة الاتحادية لمراكز بحوث ومعلومات معاداة السامية (آر.آي.إيه.إس).
إعلان
قالت الرابطة الاتحادية لمراكز بحوث ومعلومات معاداة السامية (آر.آي.إيه.إس) اليوم الثلاثاء (25 يونيو/ حزيران 2024) إن حوادث معاداة السامية في ألمانيا، من الكتابة على الجدران إلى محاولات إشعال الحرائق عمدا، ارتفعت بنحو 83 بالمئة العام الماضي بعد الهجوم الإرهابي الذي قادته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول وما تبعه من هجوم عسكري إسرائيلي في قطاع غزة.
وذكرت الرابطة أن حوالي نصف حوادث معاداة السامية المسجلة والبالغ عددها 4782 كانت مرتبطة بنشاط مناهض لإسرائيل والعديد منها يتعلق بإنكار المحرقة النازية التي قتل فيها ستة ملايين يهودي.
وفي حين أن معاداة السامية آخذة في الارتفاع في جميع أنحاء العالم، فإنها موضوع حساس بشكل خاص في ألمانيا حيث تحظى المؤسسات اليهودية بحماية وثيقة من قوات الأمن.
وفيما اعتبر دانيال بوتمان، المدير الإداري للمجلس المركزي لليهود في ألمانيا، المعطيات الواردة في التقرير "نقطة تحول عميقة" للحياة اليهودية في ألمانيا، وصف فيليكس كلاين مفوض الحكومة الألمانية لمكافحة معاداة السامية هذه "بالكارثية تماما".
وقال كلاين: "لا يمكن القبول بهذا الوضع أبدا. الحياة اليهودية في ألمانيا تتعرض لأكبر تهديد منذ تأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية". وشدد مفوض الحكومة الألمانية لمكافحة معاداة السامية على أن احتواء هذا الوضع وتغييره هي "مهمة المجتمع بأكمله"، وذلك لضمان أمن اليهود بشكل قوي في ألمانيا، كما لم يفوت كلاين الفرصة للدعوة إلى فرض عقوبات جنائية إضافية لمكافحة معاداة السامية.
وفي الأسبوع الذي تلا الهجوم غير المسبوق الذي قادته حماس على بلدات بجنوب إسرائيل، كرر المستشار الألماني أولاف شولتس فكرة كون أمن إسرائيل مسألة تتعلق بالمصلحة الوطنية لألمانيا.
وفي تقريرها عن معاداة السامية، أوردت الرابطة حوادث مثل تمزيق أعلام إسرائيلية جرى تعليقها تضامنا مع إسرائيل بعد السابع/ من أكتوبر تشرين الأول. وفي حادثة أخرى، تمت كتابة عبارة "حرروا فلسطين من الصهاينة" على باب مرحاض وجرى شطب عبارة "أنقذوا إسرائيل" ونجمة داود من على باب.
وقال فيليكس كلاين إن معاداة السامية كانت في ارتفاع بالفعل قبل هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، الذي شنته على إٍسرائيل حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
ويرجع كلاين أسباب ارتفاع معاداة السامية قبل ذلك الهجوم إلى عدة عوامل من بينها نشاط حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف. وأوضح كلاين أن العديد من الحوادث منذ ذلك الحين يمكن إرجاعها إلى الجالية المسلمة المتنامية في ألمانيا، وحث الجمعيات الإسلامية على التحدث بشكل أكبر ضد ذلك.
يشار إلى أن شبكة (كليم) للمنظمات غير الحكومية التي تراقب الإسلاموفوبيا والكراهية ضد المسلمين ذكرت أمس الاثنين إن حوادث معاداة المسلمين المسجلة في ألمانيا ارتفعت أيضا العام الماضي.
ع.ش/ ع.ج.م/ ه.د (رويترز، د ب أ)
لوحات من الهولوكوست - لوحات توثِّق الإبادة النازية لليهود
عاشوا الرعب والتعذيب في معسكرات الاعتقال النازية او هاربين من حملات الابادة ورسموا معاناتهم باللون والخطوط . بقي بعضهم على قيد الحياة ونقل لوحاته وذكرياته الأليمة معه، فيما غادر بعضهم الحياة ولم تبق سوى لوحاته الفنية.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
هل ممكن أن يصنع الرعب والإرهاب فنا جميلا؟ يحاول المعرض الفني الذي يقام في برلين تحت شعار "فن من الهولوكوست" الإجابة عن هذا السؤال اكبر جريمة في التاريخ الإنساني خلال الحكم النازي مورست بحق اليهود، ورغم ذلك استطاع بعض الفنانين خلال وجودهم في المعسكرات النازية رسم وتخليد لحظات حياتهم في مادة فنية ، كما في لوحة "شارع في غيتو في مدينة وودج" لجوزيف كونر الذي نجا من المحارق.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
استعار المعرض في برلين 100 لوحة فنية من متحف ياد فاشيم من إسرائيل. وعرضت اللوحات أعمال 50 فنانا يهوديا نجا 26 منهم من المحارق، فيما لقي الفنانون الآخرون المعروضة أعمالهم حتفهم على يد النازية، ومنهم فيلكس نوسباوم الذي يعد من أشهرهم، والذي توفي في سنة 1944 في معسكر أوشفيتز. الصورة هي لوحته الشهيرة "اللاجئ" التي رسمها في سنة 1939 في بروكسل التي عرضت في برلين.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
عرضت أعمال فنية للرسامة شارلوته سالومون التي رسمت لوحات ومخطوطات تجاوزت الـ 700 عمل وثقت فيها حياتها في مجموعة فنية تحت عنوان "حياة أم مسرح؟". نُقلت شارلوته وكانت حاملا من معسكرات الاعتقال النازية في جنوب فرنسا إلى معسكر أوشفيتز في سنة 1943 وقتلت هناك فور وصولها.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
أما الفنانة نيللي تول فنجت من الموت من المحارق والمعسكرات النازية بعد أن اختبأت مع أمها عند عائلة مسيحية آوتهما في مدينة لفيف الأوكرانية. ورسمت نيللي في غرفتها المقفلة لوحات باستعمال ألوان جواش (وهي من الألوان المائية المعتمة). وجاءت نيللي التي تبلغ من العمر اليوم 81 عاما خصيصا من محل إقامتها في الولايات المتحدة إلى برلين لحضور المعرض الفني.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
وُلد الفنان ليو بروير في مدينة بون وشارك في الحرب العالمية الأولى مع الجيش الألماني. وفي سنة 1934 وبعد عام على وصول هتلر إلى الحكم هرب إلى مدينة لاهاي الهولندية ومن ثم إلى بروكسل وعمل هناك رساما لغاية سنة 1940 حيث اودع في معسكر الاعتقال بسانت سيبرين جنوب فرنسا. استطاع بروير الاحتفاظ بمخطوطاته وأعماله المائية، وبعد خروجه من الاعتقال عاد إلى مدينته بون ليعيش فيها حتى وفاته في سنة 1975.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
كانت بيدريش فريتا تدير مرسما في معسكر الاعتقال تيريزين، وكانت مهمتهم الرسمية تنفيذأعمال دعائية للنازية، لكن فريتا ورفاقها استطاعوا رسم بعض اللوحات بصورة سرية عن رعب الحياة في المعسكر. وفي سنة 1944 قبض عليها متلبسة وأرسلت إلى معسكر أوشفيتز لتموت هناك. وبعد التحرير من النازية كشف عن 200 عمل فني لها كانت قد خبأتها في الجدران أو تحت الأرض.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
ليو هاس لم يكن معروفا لكونه شارك بيدريش فريتا في رسم الكثير من الأعمال الفنية التي وثقت جرائم النازية فحسب، بل لكونه شارك أيضا وبطلب من النازية في تزوير أوراق نقدية تابعة لقوات الحلفاء في عملية أطلق عليها تسمية "عملية بيرنهارد". ليو هاس نجا من الموت وتبنى بعد تحريره الطفل توماس ابن بيدريش فريتا واستطاع العثور على 400 عملا فنيا كان قد خبائها أثناء الاعتقال في تيريزين.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
كان بافيل فانتل ضمن قائمة الفنانين في معسكر الاعتقال في تيريزين، على الرغم من أنه كان مدير المستوصف الخاص لمرضى التيفوئيد في المعسكر كونه قد درس الطب. وقبض عليه أيضا في المعسكر متلبسا برسم لوحات عن الجرائم النازية وأرسل إلى معسكر أوشفيتز ليعدم هناك في سنة 1945. بعد التحرير عُثر على نحو 80 عملا لفانتل في معسكر تيريزين.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
أما الفنان ياكوب ليبشيتس فكان يدرس في معهد الفنون في فيلنيوس قبل الحرب العالمية الثانية. وفي سنة 1941 أجبر على العيش في غيتو كاوناس وهناك انضم إلى مجموعة من الفنانين التي رسمت أعمال فنية عن الحياة في غيتو كاوناس وبصورة سرية. توفي ليبشيتس في سنة 1945 وبعد التحرير عادت زوجته وابنته إلى غيتو كاوناس لإنقاذ أعماله الفنية التي خبأها في مقبرة الغيتو.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
استطاع الفنانون توثيق الخراب والعنف في المعسكرات النازية، وتمكنوا أيضا من رسم عالم آخر في لوحاتهم الفنية مغاير لما يعيشونه في الواقع، كما في لوحة "سقوف المباني في الشتاء" لموريتس مولر. ينعقد معرض "فن من الهولوكوست" على قاعات المتحف التاريخي في برلين ويستمر لغاية الثالث من نيسان/ أبريل 2016.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem