تقرير الاستخبارات الداخلية- عدد المتطرفين يتزايد في ألمانيا
١١ يوليو ٢٠٢٠
أكد التقرير السنوي للاستخبارات الداخلية الألمانية وجود زيادة كبيرة في عدد المتطرفين اليمينيين المستعدين لاستخدام العنف كما زادت أعمال عنف اليسار المتطرف. ووزير الداخلية يرفض مناقشة مدى وجود نزعات عنصرية لدى الشرطة.
إعلان
ظهرت الأهمية التي يعطيها وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر للخطر الذي يشكلهاليمين المتطرف في عدد الدقائق التي خصصها لهذا الملف أثناء تقديمه (الخميس 9/7/2020) لتقرير هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) لعام 2019. الوزير استعرض الجرائم والتهديدات اليمينية لمدة عشر دقائق، فيما لم يتجاوز الوقت الذي خصصه لليسار المتطرف والتهديدات الإسلاموية ثلاث دقائق. ويذكر أن هذين الموضوعين الأخيرين حظيا خلال السنوات الماضية بأولوية خاصة من قبل السلطات الأمنية.
وبحسب زيهوفر، رصد التقرير ما لا يقل عن 22.300 جريمة تم ارتكابها في الوسط اليميني المتطرف خلال العام الماضي (2019)، بزيادة قدرها عشرة في المائة، مقارنة بعام 2018. وأوضح: "هذا أكبر مصدر تهديد للأمن في ألمانيا. لم يتغير شيء هنا، بل العكس، فعدد الجرائم المرتكبة، ازداد في هذا الوسط، كما زاد الاستعداد لاستخدام العنف بشكل أكبر". شئ واحد تقريبا يجمع عليه تقريبا المتطرفون اليمينيون وهو العداء للسامية: "أكثر من 90 في المائة من الجرائم المتعلقة بمعاداة السامية ترجع إلى التطرف اليميني". واستطرد زيهوفر بعد توقف قصير: "هذه وصمة عار لبلادنا".
توظيف جائحة كورونا لترويج نظريات المؤامرة
وحذر الوزير الألماني من جماعات متطرفة بعينها مثل أعضاء حركة "مواطني الرايخ"، الذين غذوا كل الأجنحة المتطرفة بأيديولوجياتهم الفجة وكرسوا بقوة في الأشهر الأخيرة نهجهم الرافض للأسس التي يقوم عليها نظام الدولة: "إنهم يستخدمون الجائحة وإجراءات الدولة المرتبطة بها من أجل نشر قصص مؤامراتهم". وذكًر زيهوفر بـ"الجناح" المنحل رسميًا للشعبويين اليمينيين من حزب "البديل من أجل ألمانيا" من تورينغن بزعامة بيورن هوكه. هذا "الجناح" لم تتم الإشارة إليه في تقرير عام 2018 لهيئة حماية الدستور. ونفس الشيء ينسحب على منظمة الشباب التابعة للحزب. ويقدر زيهوفر عدد أنصار هذه المجموعات بحوالي 7000 شخص. وهي نسبة لا يستهان بها من إجمالي الخزان اليميني المتطرف في ألمانيا الذي يقدر بحوالي 32.000 متعاطف، منهم 13.000 لديهم استعداد لاستعمال العنف.
التفسير الرئيسي للزيادة الكبيرة في العدد الإجمالي للمتطرفين اليمينيين، بالمقارنة مع تقرير العام الماضي، يعود بالأساس إلى احتساب المتعاطفين مع حزب البديل من أجل ألمانيا. وقال رئيس هيئة حماية الدستور، توماس هالدينفانغ، إن هناك شيئا لا شك فيه هو أن ممثلي الأجنحة المتطرفة لحزب البديل، الممثلين أيضا في البرلمان الألماني (بوندستاغ)، هم معارضون خطيرون للدولة. هالدينفانغ الذي كان جالسا بجوار زيهوفر في المؤتمر الصحفي الخميس، استطرد موضحا: "هؤلاء يمينيون متطرفون بالطبع".
المتطرفون اليساريون يغيرون استراتيجيتهم
يستحوذ التهديد اليميني المتطرف على اهتمام السلطات الأمنية رغم أن أعمال العنف في أوساط اليساريين المتطرفين زادت بنسبة 40 في المائة (6400 جريمة في عام 2019). زيهوفر رصد تغييرًا في أشكال عمل اليسار المتطرف: "بدلا من أعمال العنف المصاحبة للمظاهرات تم في السنوات الأخيرة وبشكل متزايد رصد أعمال عنف مخطط لها بسرية، ارتكب بعضها من قبل مجموعات يسارية صغيرة. على شكل مواجهة مباشرة مع المعارضين السياسيين أو مع ممثلي الدولة".
كما لا يزال المتطرفون الإسلامويون المقدر عددهم بـ 650 شخصا، يمثلون تهديدًا مستمرًا. وأكد زيهوفر مدى أهمية حظر حزب الله في ألمانيا بعد تردد طويل نهاية أبريل / نيسان الماضي "لا يمكننا قبول منظمات نشطة في بلادنا تشكك في حق إسرائيل في الوجود".
زيهوفر يرفض دراسة حول "النزعات العنصرية" لدى الشرطة
سؤال طرح مجددا على زيهوفر، ويتعلق برفضه إجراء تحقيق خاص حول مدى وجود نزعات العنصرية في صفوف الشرطة الألمانية. وهي دراسة دعت لها وزيرة العدل كريستين لامبرشت من الحزب الاشتراكي الديمقراطي. لكن زيهوفر رأى في ذلك "وصما لمجموعات معينة" وبالتالي تمييزا في هذه الحالة، ضد الشرطة. غير أن الوزير الألماني أكد أنه ينتظر تقريرا بشأن النزعات اليمينية المتطرفة المحتملة داخل جميع الأجهزة الأمنية في البلاد بحلول سبتمبر/ أيلول المقبل. وأشار أيضا إلى تحقيقات لاحقة ستشمل مجالات القطاع العام.
ينس تورو/ ح.ز
ألمانيا - محطات في تاريخ العنف اليميني المتطرف
أحدثها جريمة قتل مروعة في مدينة هاناو يُشتبه بأن دافعها عنصري. منذ عام 1990 بلغ عدد ضحايا اليمين المتطرف 198 شخصا أغلبهم من أصول أجنبية. ملف الصور هذا يلقي نظرة على جرائم هذا اليمين وأنشطته خلال ثلاثة عقود.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
أول ضحايا اليمين المتطرف انغولي
يعد الأنغولي آمادو أنتونيو كيوا من أول ضحايا عنف اليمين المتطرف في ألمانيا، وقد هاجمته مجموعة من النازيين الجديد في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 1990، وقتله المهاجمون ومثلوا بجثته.
صورة من: Amadeu Antonio Stiftung
ضحايا أتراك في هجوم بمدينة مولن
مبنى في مدينة مولن شمال ألمانيا، تعرض لهجوم نفذه النازيون الجدد في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 1993، وأسفر إحراق البناء عن مصرع 3 أشخاص من أصول تركية، والبمنى كان يسكنه بشكل أساسي مهاجرون أتراك إلى ألمانيا.
صورة من: AP
الخلية النازية السرية في 1996
يمينيون راديكاليون بمدينة أيرفورت. لأكثر من 10 سنوات ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا. ومن بين المتهمين بجرائم متنوعة أوفه موندلوز وأوفه بونهارت ومانفريد لودر (صورة ملتقطة للثلاثة في عام 1996)
صورة من: privat/dapd
هجمات اليمين المتطرف طالت حتى المراقص
صورة تظهر 3 من ضحايا هجوم اليمين المتطرف، حيث هاجم ذوو الرؤوس الحليقة مرقصاً للديسكو في ألمانيا في 19 كانون الثاني/ يناير 2003، وقتلوا طعنا 3 شبان يظهرون في الصورة.
صورة من: DW/A. Grunau
الأجانب هدف دائم لخلية "إن إس يو"
قتلت خلية "إن إس يو" اليمينية المتطرفة عشرة أشخاص على الأقل من عام 2000 إلى 2007. تسعة من الضحايا من أصول أجنبية، كانوا يعيشون كلهم في ألمانيا. كما قتلت المجموعة الارهابية شرطية ألمانية. وقد قُتل الضحايا بدم بارد.
صورة من: picture-alliance/dpa
مسجد في لايبزغ تعرض لهجوم اليمين المتطرف
مجهولون يلقون براس خنزير في باحة مسجد بمدينة لايبزغ في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013. ويُحسب إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة.
صورة من: picture-alliance/dpa
عنف اليمين أكثر نشاطا في شرق ألمانيا
في عام 2014 سجل 47 اعتداء ذي دوافع عنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد. صورة لعنصر من حليقي الرؤوس في برلين عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
اليمين المتطرف يرفض اللاجئين
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديد بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. الصورة من تظاهرات في مدينة فرايتال ضد اقامة مراكز ايواء اللاجئين عام 2015.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
المشاعل من شعارات اليمين المتطرف
عناصر من اليمين المتطرف يستعرضون قوتهم في مدينة ماغديبورغ في 16 يناير 2015، وذلك في مناسبة لاحياء ذكرى قيام الحرب العالمية الثانية. وتسجل مدن شرق المانيا على وجه الخصوص ارتفاعا متسارعا في عدد الموالين لحركات اليمين المتطرف والنازيين الجدد.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Schlueter
المتهم بمهاجمة المرشحة لمنصب عمدة كولونيا
صورة من عام 2016، لعنصر من اليمين المتطرف ألقي القبض عليه بعد مهاجمته المرشحة لمنصب عمدة كولونيا هنريتا ريكر قبل يوم من انتخابها. الصورة تظهر المتهم وهو يدخل صالة المحكمة في دوسلدورف في 29 نيسان 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Vennenbernd
اليهود مازالوا هدفاً للنازيين الجدد
أوفه أوتسي اوبالا صاحب المطعم اليهودي في مدينة كيمنيتس، يصف للصحفيين ما جرى في هجوم نفذته مجموعة من المقنعين المعادين لليهود والسامية، ويكشف عن اصابته في كتفه بحجر رماه به المهاجمون المقنعون في (27 آب / اغسطس 2018).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
الصليب المعقوف ما زال شعارهم
محموعة من النازيين الجدد يرفعون الصليب المعقوف وقد توهج فيه اللهيب في نيسان/ ابريل 2018. الصورة من طقوس خاصة جرت في منطقة لم يعلن عنها تمجيدا للحزب النازي.
صورة من: Reuters/G. Nakamura
اغتيال فالتر لوبكه
في الثاني من يونيو/ حزيران 2019 عُثِرَ على جثة فالتر لوبكه، رئيس المجلس المحلي لبلدية مدينة كاسل، في شرفة منزله مقتولا برصاصة في رأسه. ووجه الادعاء العام تهمة قتل لوبكه، لشتيفان إي. وداعمه المشتبه به ماركوس إتش.، وشتيفان معروف في السابق بأنه من النازيين الجدد. وكان لوبكه المتنمتي لحزب المستشارة ميركل من مؤيدي قضايا اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pförtner
معبد يهودي كهدف ليميني متطرف
سكان مدينة هاله الألمانية (شرق) يرفعون شعار:"سكان هاله ضد اليمين - الاتحاد من أجل الشجاعة الأخلاقية"، احتجاجا على جريمة وقعت في مدينتهم في 09.10.2019 عندما كان 52 شخصا يحتفلون بيوم الغفران داخل المعبد اليهودي بالمدينة، وحاول شتيفان ب. وهو شاب يميني متطرف (28 عاما) اقتحام المعبد، ولكنه فشل فأطلق النار على امرأة وشاب وجدهما في طريقه وقتلهما. وكان يعتقد أن "المرأة مسلمة" وفق تصريحه أمام المحكمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
هجمات بمدينة هاناو على مقاهي الشيشه
شهدت مدينة هاناو بولاية هسن مقتل 9 أشخاص في موقعين مختلفين ليلة 19 شباط/ فبراير 2020، ثم عثرت الشرطة بعد الجريمة بساعات على جثة المشتبه بأنه مطلق النار على الأشخاص التسعة وعلى على جثة والدته في مسكنه. إعداد م.أ.م / م.س