تقرير الحريات الدينية الأميركي ينتقد دولا أوروبية وإسلامية
١٨ نوفمبر ٢٠١٠كشفت الولايات المتحدة النقاب في تقريرها السنوي للحريات الدينية عن تدهور وضع الحريات الدينية في دول عديدة من بينها دول أوروبية. وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على الأهمية التي توليها بلادها للحريات الدينية حيث قالت في مؤتمر صحفي بمناسبة صدور التقرير مساء أمس الاربعاء (17 نوفمبر/تشرين ثاني): "الحرية الدينية حق أساسي من حقوق الإنسان وعنصر أساسي في أي مجتمع مستقر ومسالم ومزدهر."
تدهور الحريات الدينية في العالم العربي
وجاء التقرير الذي تصدره سنويا وزارة الخارجية الأميركية حول أوضاع الحريات الدينية في العالم، على ذكر المنطقة العربية، حيث أشار أن السعودية لا تعترف بحرية الدين ولا تحميها لكنها تضمن حق الجميع، بمن فيهم غير المسلمين، في العبادة مع عدم الجهر بها. وتابع التقرير أنه بينما بقيت القيود بصفة عامة على الانشطة الدينية فان من الممكن رصد تحسينات شملت "اجراءات انتقائية لمحاربة الايديولوجيات المتطرفة."
أما السودان التي وضعها التقرير ضمن قائمة البلدان الاكثر إساءة للحريات الدينية، فأشار التقرير إلى أنه رغم أن دستور البلاد يسمح بحرية الدين فإن ممارسته لا تزال تواجه عوائق وصعوبات، وإن ظهرت بوادر بعض التحسن حيث ذكر انه على عكس فترة اعداد التقرير السابق فان بعض الكنائس في الشمال تمكنت من اقامة الصلوات بانتظام والاحتفال بالعطلات.
إضافة إلى ذلك رسم التقرير صورة قاتمة لوضع الحريات الدينية في ايران، حيث قال التقرير إن احترام الحرية الدينية في الجمهورية الاسلامية تدهور وان وسائل الاعلام التي تخضع لسيطرة الحكومة شددت الحملات السلبية ضد الاقليات الدينية وخاصة البهائيين. وأشار التقرير الى ان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد "واصل حملة قاسية معادية للسامية وشكك في وجود وحجم المحارق (النازية)" كما قال التقرير ان المسلمين الصوفيين تعرضوا لاعمال قمع متزايدة.
انتقادات لدول أوروبية
اللافت للانتباه في تقرير وزارة الخارجية الأميركية حول الحريات الدينية لهذا العام توجيه انتقادات لدول أوروبية بسبب تدابير "قاسية" تحد من حرية التعبير الدينية. حيث أشار التقرير إلى بلدان مثل فرنسا التي أقر فيها مشرعون قوانين تحظر على المسلمات ارتداء النقاب وسويسرا حيث أقر الناخبون قانونا يحظر على المسلمين بناء مآذن.
وقالت كلينتون "فرضت عدة دول أوروبية قيودا قاسية على حرية التعبير الدينية" وأضافت أن "الضرر المستمر الناجم عن عدم التسامح وانعدام الثقة" قد يلحق ضررا بالحريات الدينية مثلما تسببه أعمال الحكومات التسلطية أو الجماعات المتطرفة.
من ناحيته قال مايكل بوزنر أكبر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية عن الديمقراطية وحقوق الإنسان إن التوترات الدينية المتزايدة في أوروبا أثارت انزعاج المسؤولين الأميركيين الذين يحثون الحكومات الأوروبية على احترام حقوق المسلمين والأقليات الدينية الأخرى في ظل الخوف العام المتزايد من الإسلام في أوروبا. وقال بوزنر "من المؤكد أن هناك حساسية وتوترا متزايدين في أوروبا." وأضاف أن ما "نحث أصدقاءنا الأوروبيين مرة أخرى على عمله هو اتخاذ كل إجراء لتهدئة ذلك التوتر."
ويقدم التقرير الأميركي السنوي الذي يعتمد على مصادر تشمل صحافيين وأكاديميين ومنظمات غير حكومية وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان وجماعات دينية، قائمة طويلة بالانتكاسات والتحسينات في الحريات الدينية في أرجاء العالم.
(ه ع ا/دب ا، رويترز)
مراجعة: منصف السليمي