لعقود مضت كان العالم يسعى للتخلص من السلاح النووي. اليوم، تغيّر الخطاب وبات الخبراء يخشون من سباق دولي لامتلاك السلاح النووي خاصة بعد "حرب بوتين" على أوكرانيا.
إعلان
في تقرير السنوي الصادر اليوم الثلاثاء (16 يونيو/ حزيران 2020)، كشفت الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية (آيكان) عن زيادة القوى النووية لنفقاتها من أجل تحديث ترساناتها النووية بنحو 9% خلال العام ، وذلك 2021، ليصل معدل النفقات الإجمالية 82,4 مليار دولار.
وجاء في سجل النفقات، أن الولايات المتحدة وحدها رصدت 44,2 مليار دولار على برنامجها النووي العام الماضي، بزيادة 12,7% عن العام السابق، فيما خصصت الصين 11,7 مليار دولار بزيادة 10,4% لبرنامجها النووي.
كذلك أفادت آيكان الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2017 على عملها من أجل التوصل إلى معاهدة الأمم المتحدة لحظر الاسلحة النووية التي أبرمتها 59 دولة باستثناء القوى النووية، عن زيادة طفيفة في الميزانيات التي خصصتها كل من روسيا (8,6 مليار دولار) وفرنسا (5,9 مليار دولار) وبريطانيا (6,8 مليار دولار) للأسلحة النووية.
وخصصت باكستان 1,1 مليار دولار لسلاحها النووي مقابل مليار في العام السابق، فيما خفضت الهند نفقاتها في هذا القطاع إلى 2,3 مليار دولار مقابل 2,5 مليار عام 2020، وفق التقرير.
ما إسرائيل التي لا تعترف رسميا بامتلاكها السلاح النووي، فخصصت 1,2 مليار دولار كما في العام السابق، وفق ذات المصدر.
وقدرت آيكان نفقات كوريا الشمالية على برنامجها النووي عام 2021 بـ642 مليون دولار بالمقارنة مع 700 مليون عام 2020.
كما أوضحت المنظمة غير الحكومية أن أموال دافعي الضرائب استخدمت لمنح عقود جديدة لشركات خاصة بلغت قيمتها الإجمالية 30,2 مليار دولار من أجل تحديث الترسانة النووية للقوى الكبرى، واشترت هذه الشركات الخاصة بدورها خدمات مراكز دراسات ومجموعات ضغط للدفاع عن فاعلية الأسلحة النووية.
سلاح ردع؟
ويخشى الخبراء من أن يدفع غزو روسيا لأوكرانيا لمزيد من التسلح، خاصة وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأسابيع الأولى من الغزو ألمح إلى "هجوم" نووي "لو اقتضى الامر قبل أن يتراجع عن ذلك. ولأن التقرير الحالي يرصد الفترة الزمنية قبل انطلاق هذا الهجوم، فلا يمكن الحديث عن نتائجه بشأن التسلح النووي. غير أن منظمة آيكان شددت على أن السلاح النووي أثبت في التجربة الأوكرانية "عدم فاعليته" في الردع.
وأوضحت أليشيا ساندرز زاكري منسقة البحوث في التقرير أن "هذا التقرير يظهر أن الاسلحة النووية غير مجدية إطلاقا"، لأن "الدول التي تملك السلاح النووي زادت إنفاقها بـ6,5 مليار دولار عام 2021 ولم يكن بوسعها منع قوة نووية من إثارة حرب في أوروبا"، في إشارة على ما حدث في أوكرانيا.
وأضافت "لذلك نحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلىنزع السلاح النووي بصورة متعددة الأطراف".
و.ب/ع.ش (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
نادي الشرق الأوسط النووي - الحاضر والماضي
أثارت تقارير أمريكية وألمانية تحدثت عن قرب تشغيل السعودية لأول مفاعل نووي خاص بها، تساؤلات حول سباق التسلح النووي العربي والأقليمي. فيما يلي ملف صور عن جهود دول المنطقة لتشكيل نادي الشرق الأوسط النووي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Emirates Nuclear Energy Corporation/A. Girija
أول مفاعل نووي سعودي
أشارت تقارير أمريكية وألمانية إلى أن السعودية ستشغِل قريباً أول مفاعل نووي خاص بها. وكشفت التقارير بالاعتماد على صور الأقمار الاصطناعية، تقدم أعمال البناء في أول مفاعل نووي سعودي. المنشأة الواقعة في شمال غرب الرياض، والتي هي في الأصل مفاعل بحوث يهدف في المقام الأول إلى تكوين فنيين نوويين، قد تصبح جاهزة للعمل في غضون سنة واحدة، كما قدر روبرت كيلي، مفتش سابق في المنظمة الدولية للطاقة النووية.
صورة من: DigitalGlobe/Google Earth
البرنامج النووي الإيراني
منذ انطلاقه في عام 1957، عرف البرنامج النووي الإيراني محطات عديدة من الشد والجذب. وعمل طموح إيران في تطوير برنامجها النووي، دون لفت الأنظار إليها، على عدم استقرار الأمور والوصول إلى طرق مسدودة. آخرها كان مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران العام الماضي.
صورة من: Imago
ما يحق للسعودية لا يحق لإيران
في الوقت الذي يلغي فيه ترامب العمل بالاتفاقية النووية من جانب واحد مع إيران، أصدرت وزارة الطاقة الأمريكية سبعة تصاريح لنقل معلومات حساسة حول الطاقة النووية للعربية السعودية ـ بدون أن يضمن ذلك القيام بأعمال تفتيش داخل المملكة، بحسب ما ذكرته تقارير أمريكية وألمانية.
صورة من: Reuters/J. Ernst
مفاعل ديمونة السري
يقع المفاعل في منطقة ديمونة جنوب إسرائيل. المفاعل بني في أواخر خمسينات القرن الماضي بمساعدة فرنسية و بقصد توفير الطاقة لبعض المنشآت والمشاريع في المنطقة الصحراوية. غير أن خبراء ومراقبين كشفوا أن الهدف الحقيقي لبنائه هو إنتاج الأسلحة النووية. من جهتها لم تؤكد الحكومة الإسرائيلية ولم تنفِ ذلك حتى الآن. ويثير مفاعل ديمونة جدلاً واسعاً بسبب مخاطره، كما تتعالى دعوات من حين لآخر لإغلاقه.
صورة من: AP
مفاعل الضبعة المصري
مشروع محطة الضبعة النووية هوالمحطة النووية المصرية الأولى المققر انشائها بمنطقة الضبعة الواقعة على الساحل المصري للبحر الأبيض المتوسط. المشروع الممول من روسيا بقرض قيمته 25 مليار دولار والذي لا يزال في مرحلة التحضير، كان قد كشف عنه من قبل عام 2002، لكن لم يتم التوصل آنذاك لاتفاق بشأنه، ويؤمل أن يضم 4 مفاعلات نووية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Egyptian Presidency
مفاعل تموز العراقي
مفاعل تموز النووي كان ثمرة مشروع عراقي نووي للانضمام إلى النادي النووي في عهد الرئيس السابق صدام حسين. المشروع، الذي كان بشراكة مع فرنسا، كان أول مشروع عربي نووي رائد في منطقة الشرق الأوسط. في عام 1981 استهدفت ضربة جوية إسرائيلية مفاعل "تموز1" النووي المعروف بأوزيراك، في عملية أطلقت عليها إسرائيل تسمية "أوبرا".
صورة من: AP
اللحاق بالركب
تسعى دول عربية أخرى إلى اللحاق بالركب والانضمام إلى النادي النووي. وتشهد دول منطقة الشرق الأوسط فيما بينها سباقاً هائلاً للتسلح النووي. الإمارات تمهد لدخولها النادي من خلال محطة بركة النووية، التي لا تزال قيد الإنشاء. وكانت الجزائر قد أعلنت عن بناء أول محطاتها النووية لإنتاج الكهرباء في عام 2025، كما جاء على لسان وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي. إعداد: إيمان ملوك
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Emirates Nuclear Energy Corporation/A. Girija