تقرير: العنف الجنسي في النزاعات زاد بنسبة 25% العام الماضي
خالد سلامة أ ف ب، أ ب، د ب أ
١٥ أغسطس ٢٠٢٥
كشف تقرير سنوي للأمم المتحدة تزايد العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات بمعدل 25 بالمائة عام 2024. دول إفريقية على رأس القائمة وتحذير أممي لإسرائيل وروسيا.
دارفور من المناطق التي أوردها التقرير على القائمة السوداء صورة من: Abd Raouf/AP Photo/picture alliance
إعلان
أفاد تقرير صادر عن الأمم المتحدة الخميس (14 آب/ أغسطس 2025)، بأن العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات في جميع أنحاء العالم زاد بنسبة 25% العام الماضي، حيث سجلت جمهورية أفريقيا الوسطى، والكونغو، وهايتي، والصومال، وجنوب السودان أعلى عدد من الحالات.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقريره السنوي إن أكثر من 4600 شخص نجوا من العنف الجنسي العام الماضي، مع ارتكاب الجماعات المسلحة غالبية الانتهاكات ولكن بعضها ارتكب من قبل قوات حكومية.
وتسمي القائمة السوداء للتقرير 63 طرفاً حكومياً وغير حكومي في اثني عشر دولة يشتبه في ارتكابهم أو مسؤوليتهم عن الاغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي في النزاعات، بما في ذلك مسلحي حركة حماس الفلسطينية، الذين أثار هجومهم في إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 الحرب في غزة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن أكثر من 70% من المدرجين في القائمة ظهروا في الملحق الأسود للتقرير لمدة خمس سنوات أو أكثر دون اتخاذ خطوات لمنع العنف.
وقال التقرير المكون من 34 صفحة إن "العنف الجنسي المرتبط بالنزاع" يشير إلى الاغتصاب، والاستعباد الجنسي، والدعارة القسرية، والحمل القسري، والإجهاض القسري، والتعقيم القسري، والزواج القسري، وأشكال أخرى من العنف الجنسي. وغالبية الضحايا من النساء والفتيات. وقالت الأمم المتحدة إن النساء والفتيات تعرضن للهجوم في منازلهن، وعلى الطرق، وأثناء محاولتهن كسب عيشهن، وتتراوح أعمار الضحايا من عام إلى 75 عاماً. وقالت إن تقارير عن إعدام الضحايا بإجراءات موجزة بعد الاغتصاب استمرت في الكونغو وميانمار.
وأكد التقرير إنه تم ارتكاب عنف جنسي داخل مرافق الاحتجاز "بما في ذلك كشكل من أشكال التعذيب"، ويزعم أنه حدث في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وليبيا، وميانمار، والسودان، وسوريا، وأوكرانيا، واليمن. وذكر التقرير أن "معظم الحوادث المبلغ عنها ضد الرجال والفتيان حدثت في الاحتجاز، وشملت الاغتصاب، والتهديد بالاغتصاب، والصعق بالكهرباء والضرب على الأعضاء التناسلية".
تحذير لإسرائيل وروسيا
ولأول مرة، يتضمن التقرير طرفين تم إخطارهما بأن الأمم المتحدة لديها "معلومات موثوقة" يمكن أن تضعهما على القائمة السوداء للعام المقبل إذا لم يتخذا إجراءات وقائية. ويتعلق الأمر بإسرائيل بسبب مزاعم سوء المعاملة الجنسية للفلسطينيين بشكل أساسي في السجون ومراكز الاحتجاز، إضافة إلى تحذير أخر وجه إلى روسيا، في ظل وجود مزاعم بممارسة قواتها وجماعات مسلحة تابعة لها عنفا جنسيا بحق أسرى الحرب الأوكرانيين.
إعلان
وجاء في التقرير السنوي "نظراً للقلق البالغ بشأن أنماط أشكال محددة من العنف الجنسي المرتكب من قبل القوات العسكرية والأمنية الإسرائيلية والقوات العسكرية والأمنية الروسية والجماعات المسلحة المرتبطة بها، تم إخطار هذين الطرفين باحتمال إدراجهما على قائمة مرتكبي الانتهاكات خلال الفترة التي يغطيها التقرير المقبل". وأشار إلى أن هذه المخاوف تتّصل "بشكل رئيسي بانتهاكات سُجلت في أماكن الاحتجاز".
في ما يتّصل بإسرائيل، أشار التقرير إلى "معلومات موثوق بها" تفيد بارتكاب قوات عسكرية وأمنية أنماطاً من أعمال العنف تشمل "العنف الجنسي" و"التعريض للتعرية العلنية القسرية وعمليات التفتيش المتكررة بالتجريد من الملابس بطريق مسيئة ومهينة".
تحرير: وفاق بنكيران
حرب إسرائيل وحماس في صور: نساء تحت النيران!
أماكن تفتقر إلى أبسط مقومات العيش، الجوع، آلام الولادة والفراق، العنف الجنسي وغيرها العديد من صور معاناة نساء خلال الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس. وجه آخر للمعاناة يجمع بين أمهات فلسطينيات وإسرائيليات خلال هذه الحرب.
صورة من: AFP
فقدان المأوى
تعاني نساء في غزة من ضغوط نفسية شديدة بسبب الآثار الكارثية للحرب جراء تدمير منازلهن وفقدان أفراد من عائلاتهن وأطفالهن، وكذلك اضطرارهن للعيش في أماكن تفتقد إلى أبسط مقومات العيش. وقد ذكرت الأمم المتحدة أن عدد النساء النازحات يبلغ مليونا من أصل 1.9 مليون شخص تركوا أماكنهم جراء الحرب بين إسرائيل وحماس.
صورة من: Fatima Shbair/AP Photo/picture alliance
رحلة البحث عن سد الرمق
في رحلة البحث عما يسد رمقهن ورمق أبنائهن، تمارس نساء فلسطينيات في ظل هذه الحرب أعمالا شاقة لا تتناسب مع طبيعتهن الجسمانية، مثل البحث عن الحطب وتقطيعه لطهي الطعام. وحسب هيئة الأمم المتحدة للمرأة فإن ما يقرب من 9 من كل 10 نساء (87 في المائة) أفدن بأنهن يجدن صعوبة أكبر في الحصول على الغذاء مقارنة بالرجال. وتلجأ نساء أخريات إلى البحث عن الطعام تحت الأنقاض أو في صناديق القمامة.
صورة من: Hatem Ali/AP Photo/picture alliance
نقص مستلزمات النظافة الشخصية
معاناة أخرى طالت نساء غزة خلال حرب إسرائيل وحماس، تمثلت في نقص المستلزمات الصحية النسوية. وفق تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان، فقد حُرمت أكثر من 690 ألف امرأة وفتاة في فترة الحيض من الحصول على منتجات النظافة الخاصة بالدورة الشهرية.
صورة من: MOHAMMED ABED/AFP
الولادة في ظروف قاسية
آلاف الأطفال ولدوا في ظل ظروف "لا يمكن تصورها" في غزة منذ اندلاع الحرب. وقد روت "تيس إنغرام" مسؤولة التواصل في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بعد عودتها مؤخرا من زيارة إلى غزة مشاهداتها عن أمهات نزفن حتى الموت وممرضة اضطرت لإجراء عمليات ولادة قيصرية لستّ نساء حوامل متوفيات. عطفا على إجراء جراحات ولادة قيصرية بدون بنج مخدر في قطاع غزة في بعض الأحيان بسبب نقص الأدوية المتاحة.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
يوم الصلاة العالمي للمرأة
تحتفل النساء المسيحيات في جميع أنحاء العالم، بـ"يوم الصلاة العالمي للمرأة"، بيد أن الحرب بين إسرائيل وحماس ألقت بظلالها على الفعالية هذا العام. وبالتالي لم تتمكن النساء من القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة من المشاركة فيها، إذ أصبح الوصول إلى الأماكن المقدسة وفرص اللقاء أكثر صعوبة منذ هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الإرهابي.
صورة من: Taina Krämer/DW
عنف جنسي
في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول ظهرت تقارير تتحدث عن عنف موجه بشكل خاص ضد نساء إسرائيليات. من اختطاف ونقل بالقوة إلى غزة، وبعضهن بالكاد يرتدين ملابس، وإصابات واضحة، ونزيف. وتعمل لجنة من حقوقيات إسرائيليات على جمع الأدلة المتعلقة بعنف حماس الجنسي ضد ضحايا الهجوم من النساء كما تحدثت اللجنة عن فظائع تتكشف تباعا ضد نساء ارتكبها مقاتلو حركة حماس التي تصنفها ألمانيا ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
صورة من: Ariel Schalit/AP Photo/picture alliance
أمهات تجمعهن المعاناة
المعاناة هي القاسم المشترك الذي جمع بين نساء فلسطينيات وإسرائيليات خلال لقائهن الأول من نوعه ضمن مؤتمر سلام لأمهات فلسطينيات وإسرائيليات قبل نحو عامين. وسارت مئات الناشطات من مبادرة "نساء الشمس" الفلسطينية وحركة "نساء يصنعن السلام" الإسرائيلية حاملات مظلات بيضاء وملوحات بأغصان الزيتون على ضفاف البحر الميت، متعهدات بمواصلة دعم جهود السلام رغم تعثر المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية.