تقرير: بومبيو كان الهدف الثاني لـ"مؤامرة اغتيال إيرانية"
١١ أغسطس ٢٠٢٢
قال تقرير جديد إن وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو كان أيضا هدفاً لـ"مؤامرة اغتيال إيرانية". يأتي ذلك بعد أن كشفت وزارة العدل الأمريكية عن خطة لأحد أعضاء الحرس الثوري لاغتيال جون بولتون، الأمر الذي نفته طهران.
إعلان
كشف مصدر مطلع على التحقيقات أن وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو كان هدفاً لـ"مؤامرة الاغتيال الإيرانية"، وهو ما أكده مصدر مقرب من بومبيو الذي قال إن "الوظيفة الثانية" (بعد جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق لترامب) كانت تشير إلى الوزير السابق بومبيو.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية اليوم الخميس (11 أغسطس/آب 2022) عن المصدر المقرب من بومبيو القول إن وزارة العدل أبلغته مباشرة الأربعاء الماضي بأنه كان الهدف الثاني لـ"مؤامرة اغتيال" تابعة للحرس الثوري الإيراني.
وبحسب مورجان أورتاغوس، الذي شغل منصب المتحدث باسم وزارة الخارجية خلال فترة ولايته، فقد كان وزير الخارجية في عهد ترامب مايك بومبيو هو الهدف الثاني. ولم تعلق وزارة العدل الأمريكية على هذه الأنباء.
وكانت وزارة العدل الأمريكية قد أعلنت الثلاثاء توجيه اتهامات جنائية لعضو في الحرس الثوري الإيراني بدعوى محاولته تدبير اغتيال جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض.
ويقول المدعون إن شهرام بورصافي، وهو مواطن إيراني يبلغ من العمر 45 عاماً وعضو في الحرس الثوري الإيراني، حاول دفع 300 ألف دولار لشخص في الولايات المتحدة لقتل بولتون.
وقالت وزارة العدل الأمريكية إن بورصافي لم يعتقل ولا يزال طليقاً.
وقالت وزارة العدل في بيان إن شهرام بورصافي (45 عاما) المعروف أيضا باسم مهدي رضائي، عرض دفع 300 ألف دولار لأشخاص في الولايات المتحدة لقتل بولتون، انتقاماً على الارجح لاغتيال الولايات المتحدة القيادي الكبير في الحرس قاسم سليماني في كانون الثاني/يناير 2020.
ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني مساء الأربعاء الاتهامات الأمريكية بشأن التخطيط لاغتيال بولتون، وقال إن "فبركة السيناريوهات من قبل السلطات القضائية الأمريكية فيما يتعلق بعناصر مفلسة سياسياً وعديمة القيمة مثل بولتون ونسج الأساطير البالية أصبح نهجاً متكرراً في النظام القضائي الأمريكي".
يأتي ذلك في الوقت الذي تدرس فيه إيران نصاً مقترحاً في محادثات فيينا لإحياء اتفاق 2015 الذي يهدف إلى منع طهران من تطوير أسلحة نووية.
ع.ح./ع.ج.م. (ا ف ب، د ب أ)
قاسم سليماني.. نهاية دموية لجنرال إيران النافذ بالمنطقة العربية
ساعد الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في بسط نفوذ إيران في دول عربية عديدة، لكن نهايته جاءت مفزعة في ضربة جوية أمريكية بالعراق. كان يعتبر ثاني أقوى رجل في إيران، وفتح مقتله الباب لنتائج غير معلومة العواقب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
نهاية مفاجأة
في ساعة مبكرة من صباح الجمعة (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020) أعلنت الولايات المتحدة أنها نفذت ضربة جوية على مطار بغداد الدولي، أدت لمقتل عدد من الأشخاص على رأسهم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، ما يمثل نهاية مفاجأة لشخص كان لاعبا كبيرا في الجزء الشرقي من العالم العربي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Office of the Iranian Supreme Leader
احتراق مركبته مع قادة بالحشد الشعبي
نُفذت الضربة ليلة الجمعة وقتل فيها معه أبومهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي. وكان الحشد قد أعلن فجر الجمعة عن مقتل خمسة من أعضائه بقصف استهدف مطار بغداد، وذكرت مصادر الحشد أن بينهم محمد رضا الجابري مسؤول التشريفات. أما خلية الاعلام الأمني التابعة لرئاسة الوزراء العراقية فقالت: "ثلاثة صواريخ سقطت على مطار بغداد.. قرب صالة الشحن الجوي، ما أدى إلى احتراق مركبتين اثنتين.."
صورة من: AFP/Iraqi Military
عقود في خدمة التمدد الإيراني بالمنطقة
عين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي الجنرال سليماني قائدا لفيلق القدس في عام 1998، وهو منصب ظل فيه خلف الكواليس لسنوات بينما كان يعزز روابط إيران بحزب الله في لبنان وحكومة الأسد والفصائل الشيعية في العراق.
وبفضل نجاحات فيلق القدس، أصبح سليماني شخصية محورية في التمدد المطرد لنفوذ إيران في الشرق الأوسط، وهو ما صعّب على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة كبح جماحه.
صورة من: FARS
محاربة الثوار في سوريا وداعش في العراق
مسؤول عراقي كبير سابق طلب عدم نشر اسمه قال في مقابلة عام 2014 "سليماني لم يكن رجلا يجلس على مكتب. كان يذهب إلى الجبهات لتفقد الجنود ويشهد المعارك". وحشد فيلق القدس الدعم للرئيس السوري الأسد عندما بدا على وشك الهزيمة في الحرب الأهلية المستعرة منذ عام 2011 كما ساعد الفصائل المسلحة على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وفي الصورة هنا سلمياني يتحدث إلى جنود سوريين في شمال سوريا، في خريف 2015.
صورة من: khabaronline.ir
الجنرال ذو الشعر المصفف واللحية المشذبة
كان سليماني يخلط استراتيجيات الحرب بالسياسة، وكان حاضراً في نشاط إيران "الثوري" بالمنطقة، وخاصة العراق وسوريا ولبنان. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، زادت شهرته في الوقت الذي كان المقاتلون والقياديون في العراق وسوريا ينشرون صورا له في الميدان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها دوما بلحية مشذبة وشعر مصفف بعناية.
صورة من: Mehrnews
خامنئي- "انتقام عنيف ينتظر من قتلوه" !
قلّده خامنئي وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكري في إيران. وكانت هذه المرة الأولى التي يحصل فيها قائد عسكري على هذا الوسام منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979. وفي بيان بعد مقتل سليماني، قال خامنئي إن انتقاما عنيفا ينتظر "المجرمين" الذين قتلوه. وأضاف أنه رغم أن مقتل سليماني "يشعرنا بالمرارة" فإنه سيضاعف الحافز لمقاومة الولايات المتحدة وإسرائيل.
صورة من: Khamenei.ir
الرجل الثاني بعد المرشد ويتحدى ترامب
وقال المسؤول العراقي المذكور إنه "لا يسبقه في تسلسل القيادة سوى الزعيم الأعلى. عندما كان يحتاج الأموال كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج الذخيرة كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج العتاد كان يحصل عليه".
وتحدى سليماني الرئيس الأمريكي علنا. وقال في مقطع فيديو نشر بالإنترنت "أقول لك يا سيد ترامب المقامر... اعلم أننا قريبون منك في مكان لا يخطر لك أننا فيه". وأضاف "ستبدأ أنت الحرب لكن نحن من سينهيها".
صورة من: Fararu
"عواقب لا يمكن التكهن بها"
عبّر نواب جمهوريون عن دعمهم لترامب الذي أمر بتنفيذ العملية، فيما حذّر آخرون من تداعياتها. وقال النائب الجمهوري البارز كيفن ماكارثي: "ضربنا قائد هؤلاء الذين يهاجمون أراضينا الأميركية ذات السيادة". في إشارة على ما يبدو لإحراق السفارة الأمريكية في بغداد. لكن الديمقراطي إليوت إنغل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب قال إنها "تشكل "تصعيدا خطيرا لنزاعنا مع إيران مع عواقب لا يمكن التكهن بها".