قبل أيام لوح الرئيس ترامب في خطاب علني بنشر قوات الجيش لوقف الاحتجاجات، بيد أنه تراجع بعد معارضة البنتاغون علنا للخطوة. وكالة رويترز نشرت تقريرا نقلا عن "مسؤول أمريكي" أن ترامب كان يريد فعلا نشر 10 آلاف جندي في واشنطن.
إعلان
البنتاغون يخالف ترامب.. تصدع داخل الإدارة الأمريكية؟
وتبين هذه الرواية لمطلب ترامب خلال حوار ساخن في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض يوم الاثنين الماضي، إلى أي مدى أوشك الرئيس الأمريكي على تنفيذ تهديده بنشر قوات الجيش النظامية رغم معارضة قيادات وزارة الدفاع.وقال المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن وزير الدفاع مارك إسبر والجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، ووزير العدل وليام بار أوصوا في ذلك الاجتماع بعدم نشر القوات.
وأضاف المسؤول أن الاجتماع شهد خلافات في الرأي. ولم يرد البيت الأبيض بعد على طلب للتعليق.
وبدا من المهم لترامب خطوة إسبر بتحريك وليس نشر جنود نظاميين من الفرقة 82 المحمولة جوا ووحدات أخرى في منطقة واشنطن العاصمة. وغادرت تلك القوات مواقعها منذ ذلك الحين. وقال المسؤول إن "وجود قوات عاملة دون أن يكون لها وجود في المدينة كان كافيا بالنسبة للرئيس في الوقت الحالي".
بدوره قال وزير العدل بار لشبكة (سي.بي.إس) التلفزيونية اليوم الأحد إنه لم يجر نشر قوات عاملة في واشنطن لكنه أشار إلى نشر أفراد من الشرطة العسكرية في مواقع قريبة. وأضاف "كانوا في وضع تأهب في حالة الحاجة إليهم".
وكان تلويح ترامب باستخدام الجيش ردا على الاحتجاجات أثار تنديدا واسع النطاق غير مألوف من المسؤولين العسكريين السابقين بمن فيهم جيم ماتيس أول وزير للدفاع في رئاسة ترامب وجنرالات متقاعدين عادة ما يحاولون تجنب الخوض في السياسة.
وتعكس هذه التصريحات حالة القلق داخل وزارة الدفاع وخارجها إزاء استعداد ترامب للزج بالجيش الأمريكي في أزمة علاقات عرقية داخلية بعد وفاة جورج فلويد (46 عاما) عقب قيام شرطي بالضغط بركبته على رقبته في مدينة منيابوليس يوم 25 مايو/ أيار الأمر الذي فجر موجة من الاحتجاجات المناوئة للعنصرية بأنحاء الولايات المتحدة ومدن أخرى حول العالم.
وكان إسبر أصدر مذكرة يوم الثلاثاء لتذكير أفراد وزارة الدفاع "أننا ملتزمون بحماية حق الشعب الأمريكي في حرية التعبير وحرية التجمع السلمي". وأصدر الجنرال ميلي بيانا مماثلا ذكر فيه الجنود باليمين الذي أقسموا به لصيانة الدستور الذي يحمي الحق في الاحتجاجات السلمية.
وجاءت تصريحات ميلي وإسبر بعد انتقادات شديدة لهما لاستخدام مصطلحات التخطيط العسكري مثل "ساحة المعركة" في وصف مواقع الاحتجاجات الأمريكية خلال مؤتمر مع حكام الولايات استضافه ترامب عبر الهاتف يوم الاثنين وسُربت وقائعه.
كما واجه الاثنان انتقادات لمرافقتهما ترامب لالتقاط صور أمام كنيسة قرب البيت الأبيض يوم الاثنين بعد أن أخلت الشرطة المنطقة بإطلاق الغاز السيل للدموع وهاجمت محتجين سلميين.
أ.ح/م.أ.م (رويترز)
في صور: الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد تشعل أمريكا
أدت الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد وضد سوء المعاملة الممنهج تجاه السود في الولايات المتحدة على أيدي الشرطة إلى مواجهات عنيفة. من جهته أكد الرئيس دونالد ترامب أن الجيش "جاهز ومستعد وقادر" على التدخل.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Cortez
"لا أستطيع التنفس"
الاحتجاجات الغاضبة من وحشية الشرطة ضد السود لعقود من الزمن، انتشرت بسرعة من مينيابوليس إلى مدن أخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة. بدأت الاحتجاجات وسط الغرب في وقت سابق من هذا الأسبوع، بعد أن قام ضابط شرطة بتكبيل جورج فلويد والضغط على رقبته بركبته. وواصل الأمر رغم صراخ فلويد وهو رجل أسود يبلغ من العمر 46 عاما، بأنه لا يستطيع التنفس، إلى أن فارق الحياة.
صورة من: picture-alliance/newscom/C. Sipkin
"العملاق اللطيف"
نشأ فلويد في مدينة هيوستن بولاية تكساس، وانتقل إلى مينيابوليس بولاية مينيسوتا في عام 2014 للعمل. وقبل وفاته، كان يبحث عن عمل بعد تسريحه من عمله كحارس مطعم للوجبات السريعة بسبب إجراءات الإغلاق على خلفية تفشي فيروس كورونا. وصفه أصدقاؤه بالعملاق اللطيف نظرا لقامته التي كانت تبلغ المترين.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/O. Messinger
من السلمية إلى العنف
اتسمت غالبية الاحتجاجات السبت الماضي بالسلمية، غير أن عددا منها أصبح عنيفا مع حلول الليل. في العاصمة واشنطن تم نشر الحرس الجمهوري أمام البيت الأبيض. وفي وسط مدينة إنديانابوليس بولاية إنديانا، قتل شخص على الأقل في إطلاق للنار قالت الشرطة إنها لم تكن ضالعة فيه. وفي فيلادلفيا بولاية بنسيلفانيا أصيب عدد من عناصر الشرطة بجروح، في حين صدمت سيارتان تابعتان للشرطة حشدا من الناس في مدينة نيويورك.
صورة من: picture-alliance/ZUMA/J. Mallin
متاجر مخربة ومنهوبة
في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا واجه المتظاهرون عناصر الشرطة هاتفين "حياة السود مهمة!"، قبل أن تنهال عليهم الشرطة بالعصي وتطلق عليهم الرصاص المطاطي. وفي بعض المدن، بما فيها لوس أنجلوس وأتلانتا ونيويورك وشيكاغو ومينيابوليس، تحولت الاحتجاجات إلى أعمال شغب، قام فيها البعض بنهب المتاجر وتخريبها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Pizello
"عندما يبدأ النهب ..."
هدد الرئيس دونالد ترامب بإرسال الجيش لقمع الاحتجاجات، قائلاً إن "إدارته ستوقف العنف الغوغائي بشكل نهائي". ازدادت حدة التوتر في كافة أنحاء البلاد إثر تهديد ترامب، الذي ألقى باللائمة على الجماعات التي زعم أنها من أقصى اليسار. لكن حاكم ولاية مينيسوتا "تيم وولز" قال للصحفيين إنه سمع عدة تقارير غير مؤكدة تفيد بقيام مجموعات التي تنادي بتفوق البيض العنصرية بتأجيج العنف.
صورة من: picture-alliance/ZUMA/K. Birmingham
وسائل الإعلام في مرمى النيران
استهدفت قوات الأمن العديد من الصحفيين الذين كانوا يغطون الاحتجاجات. من بينهم مراسل CNN عمر خيمينيز وطاقمه الذين تعرضوا الجمعة الماضية للاعتقال أثناء تغطيتهم لأحداث مينيابوليس. وأصيب العديد من الصحفيين بقذائف أو احتجزوا أثناء بثهم على الهواء. كمت أطلقت الشرطة النار على مراسل DW ستيفن سايمنس أثناء تغطيته للاضطرابات في عطلة نهاية الأسبوع.
صورة من: Getty Images/S. Olson
الغضب يتجاوز الولايات المتحدة
احتجاجات عالمية في كندا المتاخمة للولايات المتحدة الأمريكية من الشمال حيث نزل الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع في فانكوفر وتورنتو. وفي العاصمة الألمانية برلين، تجمع المغتربون الأمريكيون ومتظاهرون آخرون خارج السفارة الأمريكية. وفي عاصمة بريطاينا لندن، ركع المتظاهرون في ساحة ترافالغار قبل أن يسيروا أمام البرلمان ويتوقفوا أمام السفارة الأمريكية.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Soeder
عند باب ترامب الأمامي
احتدمت الاحتجاجات في العاصمة الأمريكية واشنطن بعد أن بدء سريان حظر التجول في الساعة 11 ليلا. تجمع أكثر من 1000 متظاهر في حديقة لافاييت قبالة البيت الأبيض، وأضرمت بعض النيران خارج مقر إقامة الرئيس. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المخابرات نقلت ترامب إلى مخبأ محصن كإجراء احترازي.
صورة من: Reuters/J. Ernst
حظر التجول في المدن الأمريكية الكبرى
مددت نيويورك ولوس أنجلوس وشيكاغو وميامي وديترويت وواشنطن العاصمة ومدن أمريكية أخرى حظر التجول مع دخول الاحتجاجات الليلة السادسة. ولاية أريزونا في غرب البلاد فرضت حظرًا للتجوال على مستوى الولاية على مدار أسبوع بعد اشتباك المتظاهرين مع الشرطة. كما تم نشر حوالي 5000 جندي من الحرس الجمهوري في 15 ولاية أمريكية.
صورة من: Reuters/P.T. Fallon
ترمب والكتاب المقدس
في مواجهة تجدد الاحتجاجات يوم الأحد، هدد ترامب بنشر الجيش إذا فشلت الولايات في "الدفاع عن سكانها". ثم سار ترامب من مقر إقامته إلى كنيسة في الحديقة، حيث كان يحمل إنجيلًا عالياً خلال فرصة لالتقاط الصور. هذا التصرف أثار استياء الأسقف ماريان إدغار بودي بعد أن زار ترمب كنسيتها دون إذن مسبق ودون الصلاة في الكنيسة.
صورة من: Reuters/T. Brenner
مظاهرات سلمية
رغم انتشار العنف بقيت عدة احتجاجات في الولايات المتحدة محافظة على سلميتها. في ساحة تايمز سكوير في مانهاتن في نيويورك، استلقى المتظاهرون على الأرض وأيديهم خلف ظهورهم، محاكين الوضعية التي كان فيها فلويد عندما قتل. وعلى الرغم من لجوء بعض المتظاهرين إلى العنف، أشاد العديد من رؤساء البلديات والحكام الأمريكيين بمستوى الاحتجاجات.
صورة من: Getty Images/AFP/T.A. Clary
ركوع ضباط من الشرطة أمام المتظاهرين
لكن رغم تصاعد حدة العنف، فهناك مواقف أظهر فيها المتظاهرون وضباط الشرطة في الولايات المتحدة نوعاً من التضامن. إذ أظهرت فيديوهات منتشرة على التواصل الاجتماعي ضباط شرطة يركعون للتضامن مع المتظاهرين. يشير الركوع إلى لاعب كرة القدم السابق في اتحاد كرة القدم الأميركي كولين كايبرنيك، الذي احتج على بهذه الوضعية خلال النشيد الأمريكي ضد العنصرية وعنف الشرطة ضد السود في الولايات المتحدة. كرستيان كوبلر/س.أ