تقرير: تركيا تعرقل خطط الناتو بسبب الخلاف حول الأكراد
٢٦ نوفمبر ٢٠١٩
حسب تقرير لرويترز يواجه حلف الناتو صعوبة كبيرة في إقرار خطة دفاعية جديدة، فأنقرة ترفض دعم حلفائها إلّا إذا صنفوا وحدات حماية الشعب الكردية في قائمة الإرهاب، ما يهدّد مسار الحلف الذي سيحتفل قريبا بمرور 70 عاما على إنشائه.
إعلان
رفضت أنقرة دعم خطة دفاعية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) تتعلق بدول البلطيق وبولندا، إلا إذ منح الحلف دعماً سياسياً أكبر لأنقرة في قتالها وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، وفق ما نقلته رويتزر عن أربعة مصادر في حلف شمال الأطلسي.
وتطالب تركيا بتصنيف مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في قائمة الإرهاب في البيانات الرسمية للحلف والمنتظم الدولي، واتخذت موقفاً متشددا إبان اجتماعات الحلف الأخيرة للدفع بطلبها.
وقال مصدر دبلوماسي لرويترز "تركيا تأخذ شعوب شرق أوروبا رهائن بعدم موافقتها على هذه الخطة العسكرية إلى أن تحصل على تنازلات"، في حين قال آخر إن تركيا تعرقل مشاريع الحلف الذي تعرّض لانتقادات، منها ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لكونه قد "مات دماغيا".
ويأتي هذا الخلاف قبل أسبوع من انعقاد قمة الحلف في لندن في الذكرى السبعين لإنشائه، ويسعى مبعوثو الحلف للحصول على موافقة رسمية من كل الدول الأعضاء على خطة الحلف العسكرية للدفاع عن بولندا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا في حالة تعرضها لهجوم روسي، غير أنه في حال رفضت تركيا، فسيكون صعبا على الحلف تعزيز دفاعاته في هذه الدول.
ويزيد هذا الخلاف من حدة الانقسامات بين تركيا والولايات المتحدة، ففي الوقت الذي تقول تركيا إن وحدات حماية الشعب على صلة بحزب العمال الكردستاني المصنف على قوائم الإرهاب، إلّا أن واشنطن كانت قد دعمت هذه الوحدات في الحرب ضد "داعش". وقال مصدر آخر إن في حال "استسلمت أنقرة عن الاستمرار في مطالبها، فإن ذلك سيكون على حساب عدم التدخل في استراتيجيتها إزاء سوريا".
ووضع حلف شمال الأطلسي خطة الدفاع عن دول البلطيق وبولندا بناء على طلب من هذه الدول وبعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014. ورغم أن هذه الخطة لا يوجد لها أيّ تأثير مباشر على استراتيجية تركيا في سوريا، إلّا أن تخلّف تركيا عن المساهمة فيها قد يؤثر سلباً على الخطط المستقبلية لحلف شمال الأطلسي.
وقال مصدران دبلوماسيان إن الأمل لايزال يحدو مبعوثي الحلف في الوصول إلى حل وسط، لأن أنقرة تريد أيضا اعتماد خطة عسكرية متطورة منفصلة بشأن كيفية دفاع الحلف عن تركيا في حالة تعرضها لهجوم.
ومن المقرر أن يجتمع ماكرون مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على هامش القمة لبحث عملية تركيا في سوريا.
إ.ع/أ.ح (رويترز)
اجتياح تركيا للشمال السوري – تنديد دولي ونزوح الآلاف وسط تزايد العنف
فيما نددت أغلب دول العالم باجتياح الجيش التركي لمناطق شمال سوريا وسط تزايد العنف ونزوح السكان، أعلن وزير الدفاع القطري تأييده للعملية، كما نقلت وكالة الأنباء التركية.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
أدانت السعودية التدخل التركي العسكري في شمال سوريا في إطار عملية "نبع السلام" قائلة إن المملكة "تدين العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية". وجاء رد أروغان سريعاً باتهامات للسعودية بقتل المدنيين في اليمن.
أما وزارة الخارجية المصرية فشددت على أن العملية العسكرية "تمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة"، محذرة في بيان لها "من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية". لكن رد أروغان كان بوصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ "القاتل".
صورة من: Getty Images/AFP/A.Altan
في هذه الأثناء أعلن برنامج الأغذية العالمي عن نزوح أكثر من 70 ألفا من سكان "رأس العين" و"تل أبيض" حتى الآن وسط تصاعد العنف في سوريا، وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن العملية العسكرية التركية أدت إلى إغلاق بعض المستشفيات الرئيسية هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP
أعلن وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية عن دعم بلاده لعملية "نبع السلام" وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول التي تحدثت عن اتصال هاتفي بين العطية ونظيره التركي خلوصي أكار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
أما الرئيس الأمريكي ترامب المتهم بالتخلي عن حلفائه الأكراد في سوريا فقد كلف دبلوماسيّين أميركيّين التوسّط في "وقفٍ لإطلاق النّار" بين أنقرة والأكراد. كما أعلن عشرات من النواب الجمهوريين عن طرحهم قراراً لفرض عقوبات على تركيا رداً على هجومها العسكري على القوات الكردية في سوريا.
صورة من: Reuters/T. Zenkovich
نددت وزارة الخارجية الإماراتية بالهجوم التركي قائلة: "هذا العدوان يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فعبَّر عن تضامنه مع الأكراد في تغريدة، وكتب: "تدين إسرائيل بشدة التوغل التركي في المناطق الكردية في سوريا وتحذر من تطهير عرقي ضد الأكراد من تركيا ووكلائها... إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الكردي الشجاع".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو عن تحفظ برلين تجاه العملية العسكرية التي تشنها أنقرة ضد المليشيات الكردية، وعبّر ماس عن مخاوف بلاده والاتحاد الأوروبي من "العواقب السلبية لهذا الهجوم، والتي قد تصل إلى تعاظم نفوذ تنظيم "داعش" في سوريا مرة أخرى" وذلك "رغم تفهم المصالح الأمنية التركية".
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من التوصل إلى أي خطوات بشأن العملية العسكرية في الاجتماع الذي انعقد أمس الخميس، بيدْ أن التوقعات برسم خارطة طريق دولية كانت منخفضة قبل الاجتماع نظراً لانقسام المجلس منذ عدة سنوات، لا سيما حول قضايا الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Xinhua/L. Muzi
أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "قلقه البالغ" إزاء استمرار الهجوم التركي، مضيفاً في مؤتمر صحافي في كوبنهاغن: "في الوقت الراهن، ما علينا القيام به هو التأكد من نزع فتيل التصعيد. أي حل للنزاع يجب أن يحترم سيادة الأرض ووحدة سوريا". ج.أ