تقرير: تفاقم العنف الأسري والجنسي ضد النساء في ألمانيا
عادل الشروعات د ب أ
٢١ نوفمبر ٢٠٢٥
شهدت ألمانيا العام الماضي مقتل 308 نساء وفتيات، معظمهن على يد شركاء حياة أو أفراد عائلة. ورغم تراجع القتل مقارنة بعام 2023، ارتفعت جرائم العنف الأخرى ضد النساء، بما فيها العنف الأسري والجنسي والرقمي.
سجلت ألمانيا العام الماضي مقتل 308 نساء وفتيات، معظمهن على يد شركاء أو أفراد عائلة، مع ارتفاع باقي جرائم العنف. صورة من: Frank Hoermann/SVEN SIMON/imago images
إعلان
قتل في ألمانيا العام الماضي 308 من النساء والفتيات، من بينهن 191 امرأة وفتاة لقين حتفهن على يد شركاء حياة حاليين أو سابقين أو أفراد من العائلة. وقد عرض وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت، ووزيرة الأسرة كارين برين، ورئيس المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية هولغر مونش هذه الأرقام اليوم الجمعة (21 نوفمبر/ تشرين الثاني) استنادا إلى الإحصاءات الجنائية للشرطة. وبحسب البيانات، تراجع عدد النساء والفتيات اللاتي قتلن في جرائم عنف بواقع 32 امرأة مقارنة بعام 2023 (340 حالة).
العنف الرقمي والأسري يواصل الارتفاع
وإجمالا بلغ عدد ضحايا محاولات القتل والقتل المكتمل 859 امرأة وفتاة، مقابل 938 عام 2023. وأوضحت الإحصاءات أن 68% من الضحايا (587 حالة) كان الجناة من شركاء حياة أو أفراد عائلة أو أصدقاء أو أشخاص معروفين لهن. وكان قد جرى الإعلان سابقا أن عدد النساء اللواتي قتلن في 2023 بلغ 360، لكن التقرير الجديد حدد العدد بـ340 بسبب اعتماد طريقة جديدة في التوثيق.
وعلى الرغم من تراجع جرائم القتل، سجل تقرير "الجرائم القائمة على النوع الموجهة ضد النساء 2024" ارتفاعا في معظم الجرائم الأخرى ضد النساء. فقد بلغ عدد ضحايا الجرائم الجنسية 53 ألفا و451 امرأة بزيادة قدرها 2.1 في المئة، وكانت نحو نصف الضحايا دون سن 18 عاما. كما ارتفع عدد ضحايا العنف الأسري إلى 187 ألفا و128 امرأة (3.5+ في المئة). وفي مجال العنف الرقمي، مثل التهديد أو المطاردة، سجلت 18 ألفا و224 حالة (6+%).
العنف الأسري والجنسي يواصل تهديد النساء
أما الاتجار بالبشر بغرض الاستغلال الجنسي، فقد طال 593 امرأة (0.3+ في المئة). كما ارتفع عدد المشتبه بهم في جميع هذه الفئات. وأشار التقرير إلى أن هذه الأرقام تعكس فقط الحالات المبلغ عنها، بينما يتوقع وجود حالات عديدة غير مبلغ عنها خاصة في العنف الأسري والرقمي.
وأوضح التقرير أن زيادة الأرقام قد تعود أيضا إلى ارتفاع معدلات الإبلاغ، وليس بالضرورة إلى زيادة فعلية في عدد الجرائم. وأشار التقرير إلى أن نسبة كبيرة من المشتبه بهم في جميع الفئات كانت من شركاء حياة حاليين أو سابقين، وأن العنف ضد النساء يواصل الارتفاع بشكل أوضح من الجرائم العنيفة عموما.
كما عرض دوبرينت وبرين ومونش تقييما خاصا حول العنف الأسري، الذي يشمل العنف ضد الشركاء أو أفراد العائلة. ووفق التقرير، بلغ عدد الضحايا الذين لقوا حتفهم جراء عنف أسري عام 2024 نحو 286 شخصا، بينهم 95 رجلا و191 امرأة. ومن بين هؤلاء، قتلت 132 امرأة و24 رجلا على يد شركائهم الحاليين أو السابقين.
الهروب من الضغوط: ملاذ آمن للنساء في قلب الصين
في مقاطعة تشجيانغ بشرق الصين تجتمع النساء في مساحات معيشية مشتركة ريفية هربا من الضغوط الاجتماعية وتقييم الرجال لهن. هناك يجدن مكانا للتبادل والحوار وملاذا آمنًا.
صورة من: Jade Gao/AFP
التبادل والدعم بين النساء
”Keke’s Imaginative Space“ وهو مساحة معيشية مشتركة مخصصة للنساء فقط، في إحدى ضواحي مدينة هانغتشو بمقاطعة تشجيانغ. هنا، تجتمع النساء لدعم بعضهن البعض و"التحدث بحرية عن الأمور الحميمة"، كما يصفن ذلك. وفي الوقت نفسه، يخبزن معًا الكعك المطهو على البخار في مطبخ يطل على الجبال، وتدفع المشاركات ما يقرب من أربعة يورو لليلة الواحدة.
صورة من: Jade Gao/AFP
الهدوء والراحة بجانب الجدول المتدفق
واجهت تشن ياني، المعروفة باسم "كيكي"، مضايقات من رجال بدرجات متفاوتة، مما أثر على قدرتها على العمل بشكل طبيعي في كثير من الأحيان، وفقًا لوكالة فرانس برس. هذه التجربة كانت الدافع وراء إنشاء "فضاء كيكي "، حيث تقول: "كان يجب أن يكون مكانًا لا أشعر فيه بالخوف".
صورة من: Jade Gao/AFP
الشوق إلى مكان آمن
قامت تشن بتجديد منزل في لينآن، على بعد حوالي 200 كيلومتر من شنغهاي، اعتقادًا منها بأن الكثير من النساء يشاركنها الرغبة في إيجاد مكان يشعرن فيه بالراحة. نظمت إقامة خلال عيد رأس السنة الصينية، حيث حضرت اثنتا عشرة امرأة للبحث عن الهدوء والمجتمع والتحرر من التوقعات الاجتماعية.
صورة من: Jade Gao/AFP
اتصال واعٍ بالطبيعة
”تُضطر النساء في كثير من الأحيان إلى رعاية الأجداد والأطفال والمنزل، بالإضافة إلى التزاماتهن المهنية“، تقول تشن ياني. ”إنهن بحاجة إلى مكان لا يتعين عليهن فيه لعب أي دور ويمكنهن أن يكن على طبيعتهن“. من الجوانب المهمة الأخرى لهذه الإقامة هو التواصل الواعي مع الطبيعة، الذي تكتشفه العديد من المشاركات من جديد.
صورة من: Jade Gao/AFP
شبكة متنامية من النساء
يُعرف هذا السكن المشترك باسم ”ملاذها“، ويهدف إلى توفير ملاذ روحي لكل امرأة تحتاج إليه. بأثاثه الريفي والكتابات على جدرانه، يشبه المكان فندقًا صغيرًا فاخرًا. وقد دفعت 120 امرأة بالفعل رسوم عضوية تبلغ 3980 يوانًا (حوالي 475 يورو) للانضمام إلى المجموعة التي تتوسع باستمرار.
صورة من: Jade Gao/AFP
مجالات النساء في ازدياد
تسود أجواء من البهجة أثناء لعب الألعاب اللوحية وشرب القهوة. بعض النساء يبحثن عن التواصل، بينما تسعى أخريات للحماية من التحرش. يتزايد الطلب على الأماكن المخصصة لجنس واحد، مثل الحانات وصالات اللياقة البدنية ومساحات العمل المشترك.
صورة من: Jade Gao/AFP
الأصوات المنتقدة
يرى بعض المنتقدين في المجتمعات النسائية انقسامًا بين الجنسين، على الرغم من أهمية تبادل الآراء حول المشاكل. لكن تشن ياني تعارض هذا الرأي وتشدد على حق النساء في الحصول على مساحات خاصة بهن، قائلة: ”تشكل النساء مجموعة اجتماعية ذات مسارات حياة ومشاكل مشتركة، وغالباً ما يكون من الأسهل عليهن فهم بعضهن البعض وإظهار التعاطف“.
صورة من: Jade Gao/AFP
ليس مجرد حانة: مكان آمن للنساء فقط
بالإضافة إلى المشروع القريب من هانغتشو، هناك مبادرات مماثلة في مدن أخرى مثل بكين، حيث أسست ليليث جيانغ المساحة الثقافية ”Half the Sky“، وهي مساحة آمنة أخرى مخصصة للنساء فقط. على المدى الطويل، يمكن أن تكون هذه النماذج غير التقليدية للحياة بديلاً للنساء غير المتزوجات اللواتي يشعرن بالقلق بشأن حياتهن في سن الشيخوخة. تحرير: يوسف بوفيجلين