يعاني الأجانب والألمان من أصول مهاجرة بشكل عام والعرب والأتراك بشكل خاص من التمييز أثناء البحث عن السكن. كما كشف تقرير صحفي حديث أن الاسم والجنس يلعبان دوراً كبيراً في قبول الطلبات أو رفضها.
إعلان
أظهرت بيانات جمعتها صحيفة "دير شبيغل" الألمانية ,ومؤسسة "بايرشه روندفونك" الإعلامية الرسمية، أن حظوظ المهاجرين في الحصول على سكن في كبريات المدن الألمانية أقل بكثير من المواطنين الألمان الذين يحملون أسماء ألمانية.
وخلص الصحفيون المشرفون على تلك البيانات إلى أن الأجانب أو الألمان من أصول مهاجرة الذين يحملون أسماء تركية أو عربية يتعرضون بشكل خاص لدرجة كبيرة من التمييز أثناء تقدمهم للحصول على سكن، نقلاً عن موقع "شبيغل أونلاين".
وكلف الصحفيون المشرفون على جمع تلك البيانات عدداً من الأشخاص للبحث عبر الإنترنيت عن شقق للسكن أو محلات لأغراض تجارية. بعدها تابعوا سير العملية على مدى عدة أسابيع لمعرفة مختلف ردود الفعل تجاههم.
وأرسل المشاركون في التجربة حوالي عشرين ألف طلباً عبر الإنترنت، وحصلوا على ثمانية آلاف رد.ورغم أن عدد الطلبات المرسلة كثيرة إلا أنها لنفس الأشخاص بأسماء مختلفة وتشير إلى أن الباحث عن السكن من ألمانيا، أو بولندا، أو إيطاليا، أو تركيا أو العالم العربي.
وأظهر تقييم البيانات أن درجة التهميش أكبر بكثير في مدينتي ميونيخ وفرانكفورت. كما أن درجة التمييز ضد الأجانب أكبر في الشقق السكنية مقارنة بالمحلات الخاصة للاستخدام التجاري. وفيما يخص الجنس فالتمييز يطال الرجال العرب والأتراك أكثر من النساء، يضيف موقع "شبيغل أونلاين" الألماني.
ع.ع/ ع.خ
مدينة أشباح على مشارف برلين
كانت مدينة فونسدورف الواقعة قرب برلين مدينة عسكرية خاصة بالجيش الأحمر السوفييتي. لكن بعد توحيد الألمانيتين وانسحاب الجيش من المدينة، صارت هذه المدينة مهملة ولم يعد يسكن فيها أي شخص، وأصبحت مدينة أشباح.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
أصبح مسبح مدينة فونسدورف قرب برلين رمزاً لـ"مدينة الأشباح". التقطت هذه الصورة في أواخر شهر كانون الثاني/ يناير 2017، وتظهر حطام المسبح الذي كان عامراً يوماً ما بالرواد من هذه المدينة.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
تبعد فونسدورف نحو 40 كيلومتراً فقط عن العاصمة برلين وتقع في ولاية براندنبورغ. كانت فونسدورف تضم أكبر معسكر للجيش الأحمر السوفيتيي في ألمانيا خلال الحرب الباردة. ويضم المعسكر خمس مناطق عسكرية وبنايات متعددة الطوابق وصالات رياضة ومدارس وحمامات سباحة ودار سينما. وغادر آخر جندي سوفييتي المدينة في أيلول/ سبتمبر عام 1994.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
على الرغم من أن فونسدورف تقع في وسط ألمانيا الديمقراطية (الشرقية) سابقاً، إلا أنه لم يكن مسموحاً لأحد من الألمان الشرقيين بدخول المدينة، وكانت محاطة بأسوار وسميت بـ"المدينة الممنوعة".
صورة من: Getty Images/S. Gallup
أسدل الستار على مسرح المدينة، بالضبط كما أسدل الستار على المدينة بأسرها، التي انتهت الحياة بها فعلياً سنة 1994. وكانت فونسدورف عبارة عن قرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 3000 نسمة، قبل تحويلها إلى معسكر للجيش الأحمر.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
البروباغاندا الشيوعية السوفييتية ما زالت حاضرة في مدينة الأشباح، والتي تشير إلى "الانتصارات" الباهرة للاتحاد السوفييتي السابق. على الجدار كتبت جملة للشاعر الروسي الشهير ألكسندر بوشكين يقول فيها: "يا صديقي، دعنا نمنح بلدنا بأنفسنا سعادة الروح القصوى".
صورة من: Getty Images/S. Gallup
بقي تمثال لينين، رمز الثورة البلشفية في روسيا، شاهداً على حقبة انتهت كانت خلالها المدينة إحدى رموزها. في الثاني عشر من أيلول/ سبتمبر 1990 تم توقيع اتفاق انسحاب القوات السوفييتية من ألمانيا، بين ألمانيا الغربية والشرقية والاتحاد السوفييتي وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، وبموجبه انسحب الجيش الأحمر من الأراضي الألمانية بالكامل.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
كان انسحاب الجيش الأحمر من ألمانيا أكبر انسحاب للجيوش أثناء فترات السلام، إذ عاد نحو 330 ألف جندي و208 ألف من أقارب الجنود، بالإضافة إلى 4116 دبابة و8000 سيارة مدرعة إلى الاتحاد السوفييتي خلال أربع سنوات فقط.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
دأب لصوص الحديد ومحبو التذكارات على سرقة وقلع كل ما يمكن اقتلاعه من المعسكر، فيما بقيت في المدينة بعض المعدات السوفييتية التقنية التي لم تجد من يحملها بعد.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
بانسحاب القوات السوفييتية من ألمانيا انتهت حقبة سميت بـ"الحرب الباردة" وانتهت معها الهيمنة السوفييتية على أجزاء واسعة من شرق أوروبا. الخارطة القديمة وبدلة الضابط ومقتنياته ما زالت باقية كما هي في غرفة أحد الضباط بفونسدورف، وربما ما يزال شبح الضابط مواظباً على زيارة حجرته القديمة!
الكاتب: دانييل هاينريش / زمن البدري