قال خبراء في مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي المنعقد حاليا في بون إنه يجب وضع قيم اقتصادية عن خسائر التنوع البيولوجي بهدف إنشاء أسواق ملائمة وتحسين الكفاءة. وحدد خبير التنمية بافان سوخديف بأن الخسائر السنوية للاقتصاد العالمي تصل إلى 3.1 تريليون يورو في شكل خسائر رأس المال في النصف الأول من هذا القرن.

وقال أثناء حديثه عن الكائنات الحية في الغابات ­ التي تم جمع بيانات ضخمة عنها ­ إنه في حال استمرار العمل بالسياسات الحالية فإن الخسائر العالمية بحلول عام 2050 سوف تصل إلى 6 بالمائة من الناتج الإجمالي المحلي. وقال الخبير الاقتصادي الذي أعد دراسة مشابهة في وقت سابق للحكومة الهندية إن "هذا فقط بالنسبة لقيم الانتفاع المباشر وغير المباشر من حيث تدبير الأغذية والمياه وإجراءات مواجهة الفيضانات وغيرهما وهو لا يشمل قيمة غير مرتبطة بالاستخدام مثل القيم ذات المردود الاقتصادي الأقل".

حماية التنوع البيولوجي بحاجة إلى تدابير طارئة

وقدم سوخديف تقريرا مؤقتا يحمل عنوان "اقتصاديات النظم البيئية والتنوع البيولوجي" إلى المؤتمر الذي يحضره 6 آلاف وفد من 200 دولة. وقال التقرير ­ الذي تم إعداده بناء على تكليف من المفوض الأوروبي للبيئة، شترافروس ديماس، ووزير البيئة الألماني سيجمار جابرييل إنه من الضروري إيجاد وسائل جديدة "لتحديد قيمة للموارد الطبيعة" من أجل توفير قاعدة اقتصادية لإجراءات حماية النظم البيئية.

ومن ناحيته أشار جابرييل إلى التقدم الطفيف الذي تم إنجازه بشأن ميثاق الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي وأرجع ذلك جزئيا إلى نقص وجود آلية اقتصادية لتحديد قيمة ما تمت خسارته. وقال إننا "في حاجة إلى تحديد قيمة للتنوع البيولوجي لضمان الاستخدام الأمثل". وكشف تقرير سوخديف وجود صلة وثيقة بين الفقر وخسائر النظم البيئية وحذر من أن طريقة "قطاع الأعمال كالمعتاد" سوف تعني فقدان مناطق طبيعية ضخمة وأنواع كثيرة من الكائنات الحية فيها.

التنوع البيولوجي في خطر!

هذا وأشار التقرير إلى أن الاستمرار في تطبيق السياسة الزراعية الحالية سوف يعني أنه بحلول عام 2050 فإن 11 بالمائة من المناطق الطبيعية التي كانت موجودة عام 2000 سوف يتم فقدانها لاستخدامها في الزراعة أو كنتيجة للتغير المناخي. كما أن 40 بالمائة من الأراضي التي جرت عليها أعمال زراعية ضعيفة عام 2000 سوف تتحول إلى مناطق كثيفة الزراعة مع حدوث خسائر في التنوع البيولوجي نتيجة لذلك. وأضاف التقرير أن العالم منذ عام 1900خسر 50 بالمائة من أراضيه ذات الرطوبة العالية في الوقت الذي حدثت تلك الخسائر في الدول الواقعة شرق الكرة الأرضية في النصف الأول من القرن العشرين في حين تشهد المناطق الاستوائية والمستنقعات شبه الاستوائية حاليا ضغوطا مشابهة.