تقرير: خلية "ثورة كيمنتس" خططت لإحداث "نقطة تحول" في ألمانيا
٦ أكتوبر ٢٠١٨
أفاد تقرير إعلامي عن أن دردشات جماعة "ثورة كيمنتس" اليمينية المتطرفة على وسائل التواصل الاجتماعي كشفت بأن الجماعة كانت تخطط لإحداث تحول "نقطة تحول في تاريخ ألمانيا" من خلال اختيارها يوم الوحدة الألمانية لتنفيذ هجومها.
إعلان
كشفت صحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية في تقرير (يصدر الأحد السابع من أكتوبر/تشرين الأول) يستند إلى تحليل لخبراء المكتب الفيدرالي لمكافحة الجريمة أن جماعة ما يسمى "بثورة كيمنتس" اليمينية المتطرفة كانت تخطط لإحداث تحول في تاريخ ألمانيا، حيث كانت تعتزم تنفيذ اعتداء إرهابي في يوم الوحدة الألمانية الذي صادف الأربعاء الماضي(الثالث من تشرين أول/أكتوبر).
وقالت الصحيفة، نقلا عن مصادر موثوقة من داخل المكتب الفيدرالي لمكافحة الجريمة إن تقييم المكتب الفيدرالي لجملة من الاتصالات على تطبيق الدردشة التي ضبطتها السلطات الأمنية للجماعة علىصفحات فيسبوك، تشير إلى أن الجماعة اختارت أسلوب ارتكاب جرائم خطيرة باعتباره الأسلوب المناسب من أجل إحداث منعطف في النظام السياسي القائم في البلاد، وفق تقرير أمني وصف بالموثوق.
ووفقا لتحليل المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، فإن الموعد الذي اختاره التنظيم يدل على أن أعضاء التنظيم كان في مخيلتهم أنهم سيُبدون "متميزين" بين الأوساط اليمينية المتطرفة عبر خططهم لتنفيذ جرائم عنف في هذا اليوم. واستنتجت السلطات من حديث أحدث المتهمين عبر تطبيقات الدردشة أن تنظيم "ثورة كمنيتس" كان يعتزم إحداث تصادم بين الأوساط اليسارية مع قوات الأمن عبر أفعال استفزازية موجهة خلال مظاهرات.
وكان الادعاء العام الألماني ذكر في بيان من قبل أن المتهمين كانوا يسعون من منطلق أفكارهم اليمينية المتطرفة إلى القيام بعمل ثوري يستهدف دولة القانون الديمقراطية. وكان سبعة من مجموعة ثمانية أشخاص قد اعتقلوا يوم الاثنين الماضي في ولايتي بفاريا وساكسونيا، فيما كان الثامن يقبع في السجن منذ الرابع عشر من أيلول/سبتمبر المنصرم. ويقبع المتهمون في السجن على ذمة التحقيق.
وبحسب تقرير الصحيفة، فإن تحليل المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية لنصوص محادثات الأعضاء يظهر تدرجا هرميا صارما داخل التنظيم.
ح.ع.ح/ع.ج.م(د.ب.أ)
كيف تحولت مدينة كارل ماركس السابقة إلى مسرح للتطرف اليميني؟
شهدت كيمنتس تحولا كبيرا منذ إعادة توحيد ألمانيا بدءًا بعودة اسمها الأصلي إلا أنها أمست رمزا للخوف على ديمقراطية ألمانيا وانقسام المجتمع بعدما وقعت جريمة قتل لرجل ألماني، يشتبه أن مرتكبيها هما اثنان من طالبي اللجوء العرب.
صورة من: Secunda-Vista/Fotolia.com
ثالث أكبر مدن ساكسونيا
بمساحتها البالغة نحو 220 كيلومترا مربعا وعدد سكانها البالغ نحو ربع مليون نسمة، تعد مدينة كيمنتس بعد مدينتي دريسدن ولايبزيغ الشهيرتين، ثالث أكبر مدن ولاية ساكسونيا بأقصى شرق وسط ألمانيا. وكانت واحدة من أهم مدن الصناعة في ألمانيا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
صورة من: picture-alliance/dpa
تغيير الاسم على طريقة السوفييت
اسمها جاء من نهر كيمنتس الذي يمر بها، وبنهاية الحرب العالمية الثانية تدمر نحو 90 في المائة من قلب المدينة. ومن عام 1953 وحتى 1990 في فترة ما عرف بـ"ألمانيا الشرقية" تحول اسمها لـ"مدينة كارل ماركس"، على غرار ما كان الاتحاد السوفيتي السابق يفعله من إعادة لتسمية المدن مثل ستالينغراد (فولغوغراد حاليا) ولينينغراد (سانت بطرسبرغ).
صورة من: imago/ecomedia/robert fishman
مشاهد من عصر النازية
كان برلمان كيمنتس من أوئل البرلمانات، التي سيطر عليها النازيون خلال حقبتهم، ما غير الوجه الثقافي للمدينة. وجرى اضطهاد اليهود ومصادرة أملاكهم، وحرق معابدهم في "ليلة الكريستال". ومن لم يهرب منهم خارج كيمنتس تم ترحيله أو إرساله إلى مراكز الاعتقال.
صورة من: picture alliance
تأثير سوفيتي كبير
بعد الحرب العالمية الثانية أصبح النفوذ السوفيتي واضحا في كيمنتس سواء من الناحية العسكرية أو المالية أو التعدين أو حتى الثقافة. وفي فترة الستينات كانت هناك حركة عمران كبرى. وفي السبعينات نالت شهرة في المسرح والرياضة مثل التزلج الفني على الجليد ورياضات الدرجات والسباحة ورفع الأثقال.
صورة من: picture-alliance/ ZB
مصاعب ما بعد الوحدة
رغم آلاف الشركات التي أُنشئت في كيمنتس بعد الوحدة الألمانية منذ 1990 إلا أن ذلك لم يخف لسنوات طويلة ما يعانيه السكان من بطالة. غير أن نسبة البطالة بدأت في التحسن فوصلت إلى 13 في المائة عام 2013 لتصبح الآن أقل من 8 في المائة عام 2018.
صورة من: picture-alliance/ZB
جريمة قتل تفسح الطريق لليمين المتطرف
مثل غيرها من مدن ولايات شرق ألمانيا وجد اليمين المتطرف نفسه في كيمنتس، رغم أن أعضاء حزب البديل الشعبوي والحزب القومي (النازيون الجدد) في برلمان المدينة هم أربعة فقط من بين 60 عضوا. غير أنه في ليلة السبت/ على الأحد (26 أغسطس/ آب 2018) ظهر اليمين المتطرف بقوة إثر مقتل رجل ألماني عمره 35 عاما، خلال احتفالات المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Prautzsch
الاحتشاد أمام كارل ماركس
صدر أمر باعتقال اثنين مشتبه بهما في قتله، أحدهما سوري عمره 23 عاما، والآخر عراقي عمره 22 عاما، يفترض أنهما وجها للرجل الألماني عدة طعنات. وبعدما انتشر خبر مقتله وقعت مظاهرات بعد ظهر الإثنين في قلب مدينة كيمنتس، واحتشدت مجموعات من اليمين المتطرف حول تمثال كارل ماركس.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
صراع اليمين واليسار وهجوم على أجانب
بالتزامن مع ذلك تكونت مظاهرة مضادة من قبل الأحزاب اليسارية في نفس المكان، مما حتم تدخل الشرطة لمنع وقوع الصدام. وقام أشخاص من اليمين المتطرف بمهاجمة أجانب في كيمنتس. وفي المساء بدأت المظاهرات تهدأ بعدما أسفرت عن جرح ستة أشخاص، وتقول الشرطة إن عدد المشاركين في المظاهرات جاء أكبر من توقعاتها بكثير.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Seidel
"غير قابل للانقسام"
أظهرت تلك الأحداث مدى المخاطر التي تحدق بالديمقراطية والتعددية في ألمانيا، وتحدث سياسيون ومشاهير عن قلقهم من الانقسام، وأُعلن عن تنظيم مبادرة "غير قابل للانقسام" (unteilbar#)، من أجل التظاهر في برلين في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، ضد الإقصاء وتأييداً لمجتمع ألماني منفتح. وستكون هناك في نفس اليوم مظاهرات في عواصم أوروبية أخرى ضد النزعة القومية. إعداد: صلاح شرارة.