فرار أكثر من مليون شخص من النزاع في جنوب السودان
٢٩ مارس ٢٠١٤ أجبر أكثر من مليون شخص على الفرار من منازلهم في جنوب السودان خلال النزاع المستمر منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بحسب ما أفادت الأمم المتحدة، التي حذرت من تفاقم تدهور الوضع. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في تقرير أصدره في وقت متأخر أمس الجمعة، إنه "خلال المئة يوم منذ بداية النزاع في جنوب السودان، فر أكثر من مليون شخص من منازلهم".
وقال التقرير إن أكثر من 800 ألف شخص نزحوا إلى مناطق داخل جنوب السودان، بينما فر نحو 255 ألف شخص ولجأوا إلى الدول المجاورة، مثل إثيوبيا وكينيا وأوغندا والسودان. واندلع العنف في جنوب السودان في الخامس عشر من ديسمبر/ كانون الأول بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير والمقاتلين الموالين لنائب الرئيس السابق رياك مشار.
وفشل وقف إطلاق النار الذي جرى توقيعه بين الطرفين في يناير/ كانون الثاني. وجاء في التقرير أن "القتال بين الحكومة وقوات المعارضة استمر خاصة في ولايات جونقلي والوحدة وأعالي النيل، حيث شهدت البلدات والمناطق الريفية في تلك المناطق أعمال عنف". كما تسبب النزاع في "تدهور خطير في وضع الأمن الغذائي"، إذ يتعرض نحو 7,3 ملايين شخص لمخاطر جسيمة بسبب نقص الغذاء.
تعثر محادات السلام واستمرار النزاع
ولم تحرز محادثات السلام التي تجري في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا تقدماً كبيراً، إذ يمضي الطرفان وقتهما في الجدال حول من سيشارك في المفاوضات. وتقدر الأمم المتحدة أن خمسة ملايين شخص يحتاجون إلى المساعدات، مع صعوبة الوصول إلى مساحات شاسعة من المناطق الريفية براً بسبب الأمطار الموسمية الغزيرة.
كما نهبت مخازن ضخمة من المساعدات الغذائية التي تم تخزينها قبل القتال تحسباً لموسم الأمطار. ولذلك، بدأ برنامج الغذاء العالمي في توزيع الإمدادات الغذائية والطبية عن طريق إسقاطها من الجو وهي طريقة مكلفة. وحذر مدير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في جنوب السودان، جوناثان فيتش، الجمعة من "مؤشرات مقلقة على سوء التغذية وانتشار الأمراض"، داعياً إلى بذل كافة الجهود "للحيلولة دون حدوث كارثة إنسانية".
على الصعيد الميداني، أكد القائد غبريال تانج، التابع لنائب رئيس دولة الجنوب السابق رياك مشار، سيطرة قواته على مدينة ملكال بأعالي النيل. وقال تانج في تصريحات لصحيفة "الانتباهة" السودانية الصادرة السبت (29 مارس/ آذار 2014) إن قواته دخلت في معارك اليومين الماضيين مع قوات الجيش الشعبي واستطاعت السيطرة على ملكال، مشيراً إلى أن حكومة جوبا لم تلتزم بالهدنة الموقّعة بين أطراف التفاوض في أديس أبابا.
ي.أ/ ع.ج (د ب أ، أ ف ب)