تقرير قانوني: ليس هناك مانع لحظر الحجاب في المدارس الألمانية
٢٩ أغسطس ٢٠١٩
منذ مايو/ أيار الماضي والحجاب في النمسا محظور في المدارس الابتدائية. إجراء تابعه الجيران باهتمام، ومنذ ذلك الحين تفكر بعض الدول في تطبيقه. وفي ألمانيا ظهر أول تقرير خبرة لا يرى أي مانع قانوني لذلك.
إعلان
حظر الحجاب في المدارس الابتدائية كما هو الأمر في النمسا، أمر يمكن تطبيقه في ألمانيا، وفق ما جاء في تقرير خبرة أعده مارتين نيتسهام، رجل القانون المختص في القانون الدستوري لصالح منظمة "أرض للنساء" (Terre des Femmes) التي تعنى بحقوق المرأة. وفي تقرير من 42 صفحة يعرض اليوم الخميس (29 أغسطس/آب)، يعلل هذا الخبير قانونية حظر "الحجاب" بالنسبة للأطفال في المدارس لغاية 14 عاما.
وحسب تقييمه، لا يرى رجل القانون أيّ تعارض بين الحظر كقانون محتمل وبين حرية المعتقد الذي يضمنه الدستور، بما يشمله من حق الأهل في تربية الأبناء وفق معتقداتهم الخاصة بهم.
واعتمد الخبير في تعليله على البنذ السابع من الدستور الألماني، الذي يضع منظومة التدريس تحت مراقبة الدولة. ويرى أن هذا البند يمنح الدولة حق حظر الحجاب للفتيات دون 14 عاما، وبالتالي "سيكون إجراء قانونيا" سليما. وتابع "الحجاب لباس ظاهر ومؤشر دائم على الانتماء الديني. ولباس كهذا يؤدي إلى الانقسام والتجزئة". كما أنه يؤدي وفق المصدر إلى "التهميش الاجتماعي والتمييز" بحق الفتيات اللواتي يلبس الحجاب.
ومن المتوقع أن يعيد هذا التقرير الجدل حول الحجاب. ففي استطلاع حديث للرأي أجراه معهد "يوغوف" لاستطلاعات الرأي، عبّر نحو 57 بالمائة من الألمان عن تأييدهم لفكرة حظر الحجاب في المدارس الابتدائية.
من جهتها، تطالب منظمة "أرض للنساء" الحكومة الألمانية باعتماد قانون الحظر هذا، معللة موقفها بأن "حجاب الفتيات ليس غطاء دينيا عاديا للرأس"، وإنما هو "أداة نمطية لإحداث التفرقة بين الجنسين، وأداة تكيّف بحيث لا يمكن للفتيات التخلي فيما بعد على الحجاب".
وكانت مفوضة الاندماج في الحكومة الألمانية، أنيت فيدمان ماوز، قد تعهدت قبل أشهر بطلب تقرير خبرة حول هذا الموضوع، وهو ما قام به أيضا عدد من النواب الألمان ومن المنتظر أن تصدر هذه التقارير في الخريف القادم.
في المقابل هناك عدد من الأصوات المنتقدة للحظر، من الحزبين الاشتراكي والمسيحي المحافظ، ما يظهر انقسامات داخل الحزبين الحاكمين بهذا الخصوص. بينما ترى الجمعيات الإسلامية أن النقاش برمته يسعى إلى "تشويه" صورة الإسلام، بدليل أن الفتيات المعنيات بالأمر لا يصلن إلى معدل "واحد بالمائة".
و.ب/ع.ج (د ب أ)
الحجاب .. رمز وفن عبر التاريخ!
يهتم معرض خاص داخل المتحف العالمي في فيينا بالحجاب من خلال عرض مجموعة من الصور التاريخية ورسوم الخياطة الراقية والفيديوهات والرسوم للكشف عن معانيه المختلفة في التاريخ والدين والجغرافيا.
تغطية الرأس تجلب الحرية
في كثير من أنحاء العالم الغربي يتم ربط كلمة الحجاب تلقائيا بالتدين. إلا أن فكرة تغطية الرأس بقماش تتجاوز الحدود الدينية والثقافية والجغرافية. معرض " مغطى ومكشوف" في المتحف العالمي بفيينا يكشف الأوجه المتعددة للحجاب.
الحجاب في المسيحية
في المسيحية يعرف الحجاب كرمز للعزوبية والتواضع. لوحة مادونا غواديلوبي، القديسة الشفيعة للمكسيك تُظهر العذراء مريم في لباسها الأزرق. والإنجيل يحث النساء على تغطية الشعر في الصلاة. والصورة على اليمين تظهر صورة مسيحية أخذت في 1886 في تركيا.
أقمشة خاصة بالنساء والرجال
معرض المتحف العالمي يُظهر أشخاصا يلبسون الحجاب إضافة إلى أقمشة مختلفة من جميع أنحاء العالم ـ ليس فقط للنساء. وفي اليسار يمكن رؤية حجاب عروس تونسية من منتصف القرن العشرين، والحجاب بنموذج النسر المزدوج على الجانب الأيمن يلبسه الأعضاء الذكور لقبيلة في غواتيمالا.
وجوه مغطاة في الصحراء
هذه الصورة للمصور لودفيش غوستاف ألويس تسورير من فيينا تُظهر رجلا من الطوارق يلبس لثام الوجه التقليدي للرعاة الرحل من شمال إفريقيا. وهذا اللثام في الغالب بألوان موحدة من شأنه التصدي للأرواح الشريرة. ولباس اللثام يُعد تقليدا انتقاليا هاما إلى مرحلة الرجولة. والنساء في المقابل لا تغطين وجوههن.
صورة من: KHM-Museumsverband
كشف شخصي للحجاب
في الغالب ما يُنظر إلى حجاب نساء مسلمات بأعين منتقدة. نيلبار غوريس تثير الموضوع في إخراجها بالفيديو الذي يستمر ست دقائق. هناك تفكك طبقات من الحجاب منحتها إياها نساء تنادي بأسمائهن. هذا العمل يؤكد كيف أن النساء المسلمات، "محجبات أم لا" يعكسن الذات الشخصية.
صورة من: Courtesy Galerie Martin Janda, Wien
عروض تجريدية
ويشمل المعرض أيضا أدوات تتفاعل بصفة تجريدية مع غطاء الرأس. هذا الابتكار الفضي من الجيلاتين للمصورة النمساوية تينا ليشنير يُذَكر بظهر امرأة مكسو بقماش معلق. التصوير لفن النحت الذي تقوم به ليشنر يفحص تضاريس ثقافية للأنوثة بطريقة سريالية.
صورة من: Courtesy Galerie Hubert Winter, Wien
حجاب سوزانه يونغمانس
انطلاقا من النظرة الأولى يمكن تخيل صورة يونغمانس "الروح فوق المادة ـ جولي" أنها التحفة الهولندية "صورة امرأة" للرسام روجي فان دير فايدن. إلا أن الحجاب يتكون من مواد تلفيف، والخاتم هو غطاء علبة، والجزء الأعلى للباس يتم شده بإبرة
صورة من: Courtesy Galerie Wilms
من التيار المحافظ إلى التحرر
في النمسا قبل الحرب العالمية الثانية كانت المرأة التي تلبس الحجاب والثوب التقليدي للنساء تُعد متجذرة وبراغماتية ووطنية. وفي الخمسينات تحول الحجاب إلى مادة كمالية من الحرير تعكس في الغالب الأناقة النسوية والتحرر. هذا الرسم التخطيطي احتل في 1964 أثناء مسابقة في الموضة بفيينا المركز الأول.
صورة من: Modeschule der Stadt Wien im Schloss Hetzendorf
الخياطة الراقية
منذ 2003 ومصممة الأزياء النمساوية سوزانه بيزوفسكي معروفة بفضل مجموعاتها الأنيقة: ابتكارات وردية تتغذى من روح الموضة النمساوية التقليدية. ومجموعتها 2018 تم ابتكارها خصيصا لمعرض المتحف العالمي. "مغطى ومكشوف" يستمر حتى الـ 26 فبراير 2019. كريستينا بوراك/م.أ.م