تقرير: مستوى مقلق جديد للحوادث المعادية للمسلمين في ألمانيا
علي المخلافي
١٧ يونيو ٢٠٢٥
حصيلة مقلقة للاعتداءات والتمييز ضد المسلمين بألمانيا في 2024، وثقت أكثر من 3000 اعتداء بمعدل 8 اعتداءات يوميا بين إهانات وتعديات جسدية وتمييز وهجمات على مساجد والأكثر تضررا: النساء المسلمات الظاهرات بهويتهن الدينية.
حوالي 71% من الأفراد المتضررين من الاعتداءات ضد المسلمين في ألمانيا كانوا نساء، وخصوصا النساء المسلمات الظاهرات بهويتهن الدينية.صورة من: Monika Skolimowska/dpa/picture-alliance
إعلان
وصل عدد الحوادث المعادية للمسلمين إلى مستوى جديد مقلق في عام 2024 بألمانيا. فقد تم توثيق 3080 حالة اعتداء وتمييز، ما يمثل زيادة بنسبة 60% مقارنة بالعام السابق له (2023: 1926 حالة). وهذا يعادل في المتوسط أكثر من 8 حالات يوميا (مقارنة بـ5 حالات في عام 2023). وتشمل هذه الحالات أكثر من 70 اعتداء على مؤسسات دينية مثل المساجد، وفق ما نشرت مبادرة "كلايم أليانز" (CLAIM)، في تقرير ميداني حصلت DW عربية على نسخة منه اليوم الثلاثاء (17 يونيو/حزيران 2025).
وتُظهِر الحصيلة السنوية في التقرير المنشور بعنوان: "الصورة المجتمعية لحالة العنصرية المعادية للمسلمين في عام 2024" ويمكن تحميله بنسختيه القصيرة والموسعة من موقع المبادرة- أن العنصرية المعادية للمسلمين ليست ظاهرة هامشية، بل تمتد من الشوارع إلى الصفوف الدراسية، ومن غرف الانتظار إلى قاعات البلديات، وأنها تتغلغل في الإدارات الرسمية وسوق السكن والتعليقات على الإنترنت، وبل قساوتها في ازدياد أيضا.
فقد تم تسجيل عدد أكبر من الاعتداءات الجسدية الخطيرة (حوالي 198 حالة)، بل وجرائم قتل أيضا (عددها: 2)، وأظهر التقرير أن جزءا كبيرا من الحوادث الموثقة يستهدف خصوصا النساء، ويحدث ذلك في الأماكن العامة وضمن المجال التعليمي. وتشير التقديرات إلى وجود عدد كبير من الحالات غير المبلَّغ عنها. وتتوفر المزيد من المعلومات في التقرير.
محجبات بألمانيا نتاج تلاقح مجتمعين غربي ومسلم
07:46
وقالت الناشطة ريما هنانو، المديرة المشاركة لمبادرة كليم أليانتس: "نحن نشهد في ألمانيا مرحلة جديدة من تصعيد العنيف والتمييز والإقصاء ضد المسلمين. لا نرصد فقط تزايدا هائلا في الأعداد، بل أيضا تحولا نوعيا يتمثل في اعتياد [على وقوع الاعتداءات] وتحرر من الضوابط وازدياد في القساوة. نساء محجبات يُبصَق عليهن، وأطفال يتعرضون للسباب في طريقهم إلى المدرسة. ومساجد تُلطَّخ بالصليب المعقوف. أناس يفقدون مساكنهم ووظائفهم وأمانهم وكرامتهم".
من جانبها قالت ناتالي بافليك، وزيرة الدولة والمفوضة الحكومية للهجرة واللاجئين والاندماج، وكذلك مفوضة الحكومة الاتحادية الألمانية لمكافحة العنصرية إن "العنف والإقصاء والإهانات ضد المسلمات والمسلمين جزء من الحياة اليومية في ألمانيا. لا يجوز لنا أن نقبل بذلك. علينا أن نذكر بكل وضوح حجم العنصرية المعادية للمسلمين وأن نتصدى لها بحزم"، مشددة على أهمية التقرير الميداني الذي تساهم فيه مبادرة "كليم أليانز" في هذا الإطار، ومضيفة: "فقط عندما تصبح هذه العنصرية مرئية للجميع، يمكننا التصدي لها بشكل هادف على كل المستويات. وهذا يتطلب أيضا دور كل فرد في مجتمعنا: أن يعترض، ويتدخل، ويُظهر التضامن عند وقوع الحوادث".
ويشار إلى أن الحوادث الموثقة في التقرير تتنوع بين الإهانات والاعتداءات الجسدية والتمييز وصولا إلى الهجمات على المساجد، وأن حوالي 71% من الأفراد المتضررين كانوا نساء، وخصوصا النساء المسلمات الظاهرات بهويتهن الدينية هنّ أكثر عرضة بشكل خاص للعنف ذي الدوافع العنصرية والجنسية، وحتى الأطفال تعرضوا للاعتداء لفظيا وجسديا. وترى ريما هنانو أنه "لا تزال هناك فجوات كبيرة" في مكافحة العنصرية المعادية للمسلمين، وتشدد على أنه يجب تحسين رصد هذه الحوادث من قبل الشرطة من جهة ومن قبل المجتمع المدني من جهة أخرى.
تحرير: صلاح شرارة
ملف صور: المسلمون في أوروبا.. الانتشار والأعداد
ينتشر المسلمون في القارة الأوروبية دون استثناء أي بلد منها. غير أن بعض تجمعاتهم تستقر في دول بعينها نتيجة أسباب سياسية أو تاريخية أو بحثاً عن سبل العيش. المزيد في ملف الصور التالي:
صورة من: Getty Images/S. Gallup
فرنسا
تعد فرنسا البلد الذي يوجد فيه أكبر عدد من المسلمين في أوروبا، إذ يقدر عددهم بحوالي 5 مليون مسلم. أغلب هؤلاء المسلمين ينتمون إلى دول المغرب العربي وشمال أفريقيا. عرفت أعداد المسلمين في فرنسا تزايداً ملحوظاً بعد الحرب العالمية الأولى، إذ كان البلد في حاجة إلى الأيدي العاملة.
صورة من: AP
ألمانيا
تعتبر ألمانيا من بين أهم الدول التي قصدها مسلمون منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ويقدر عدد المسلمين في ألمانيا بحوالي 5 مليون شخص. وتتجاوز نسبة الأتراك الثلثين. كما أن عدد المسلمين بهذا البلد عرف تزايداً، خصوصاً ما بين عامي 2010 و2016، حيث قصدها حوالي مليون لاجئ. وحسب الدراسات فإن 86 بالمائة من اللاجئين الذين قصدوا ألمانيا مسلمون. ويضم البلد مئات المساجد وعشرات المراكز الدينية.
صورة من: Getty Images/M. Hitij
بريطانيا
يتمركز أغلب المسلمين في بريطانيا في العاصمة لندن. وتنقسم أصولهم بين قادمين من الهند، الشرق الأوسط وأفريقيا. أحدث دراسة في الموضوع أشارت إلى أن المملكة المتحدة لم يدخلها لاجئون مسلمون كثر بين 2010 و2016، إذ قدر عددهم بـ 60 ألف. وبشكل عام، فعدد المسلمين الذين وصلوا إلى المملكة منذ 2010 يناهز 43 بالمائة من المهاجرين لبريطانيا.
صورة من: Getty Images/D. Kitwood
إسبانيا
عاش جزء من إسبانيا تحت الحكم الإسلامي لفترة طويلة، وما تزال تحتفظ في بعض مدنها بآثار ذلك. حسب إحصاءات 2012، فإن أكثر من مليون و900 ألف شخص يعتنقون الدين الإسلامي في البلد. ينحدر أكثرية المسلمين هناك من الأصول الأمازيغية، خاصة من شمال المغرب وبعض البلدان الإفريقية. ويتوزع المسلمين على مدن عديدة أهمها: مدريد وكتالونيا والأندلس وفالنسيا ومورثيا وكانارياس..
صورة من: Fotolia/Mariusz Prusaczyk
إيطاليا
حسب إحصائية تعود لـ2016، فإن المغاربة المسلمين يقدرون بحوالي نصف مليون مسلم، ضمن أكثر من مليون و700 ألف شخص يعتنق الإسلام. المسلمون في إيطاليا يتركزون في الجهات الصناعية في شمال البلد، كما تضم العاصمة لوحدها أزيد من 100 ألف مسلم. وبالنسبة لدور العبادة، فتضم روما واحداً من أكبر المساجد في أوروبا فضلاً عن مساجد أخرى تنتشر في المدن والحواضر.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Lo Scalzo
هولندا
في العقود الأخيرة من القرن الماضي، استقطبت هولندا اليد العاملة من "بلدان مسلمة" كتركيا والمغرب. وتشير بيانات إلى أن عدد المسلمين في هولندا تجاوز 850 ألف مسلم في 2006. كما أشارت صحيفة AD الهولندية مؤخراً إلى أن الإسلام يعرف انتشاراً واسعاً داخل البلد، وعززت ذلك بأرقام تفيد تنامي الإسلام بامستردام على غرار الديانات الأخرى.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Johnson
بلجيكا
يقصد الكثير من المسلمين بلجيكا، ويتجاوز عددهم هنالك 700 ألف مسلم من أصول مغربية بالدرجة الأولى. يحتل الإسلام الرتبة الثانية ضمن الديانات المعتنقة في البلد. وحسب تقرير لجريدة الإيكومنست البلجيكية، في وقت سابق، فإن نصف أطفال المدارس الحكومية في بروكسيل من عائلات مسلمة. كما يوجد في العاصمة أكثر من 300 مسجد. تعترف بلجيكا بالدين الإسلامي وتخصص ميزانية لتدريس التربية الإسلامية، ودفع رواتب بعض الأئمة.
صورة من: DW/K. Hameed
الدانمارك
وصل الإسلام حديثاً إلى الدنمارك وذلك مع هجرة العمال المسلمين بدءاً من منتصف القرن العشرين. ويقدر عدد المسلمين حوالي 300 ألف مسلم، أي 5 بالمائة تقريباً من سكان الدنمارك. وينحدر أغلبهم من تركيا ودول عربية. كما يوجد من بين المسلمين ألبان وباكستانيون ودنماركيون
صورة من: picture-alliance/Scanpix Denmark/S. Bidstrup
اليونان
تقدر نسبة المسلمين في اليونان بحوالي 3 بالمائة من إجمالي السكان. وتعتبر اليونان من بين الدول الأولى التي عرفت الإسلام، إذ قدمت جيوش المسلمين إلى جزيرة "رودوس" أول مرة عام 654 ميلادي. يوجد خمس مجموعات سكانية مسلمة في البلد، تنقسم إلى: أتراك وبوماك وألبان وغيرهم إضافة إلى المهاجرين. يوجود الكثير من المساجد في البلد، ويرجع الكثير منها للعهد العثماني.
صورة من: Getty Images/M. Bicanski
بولندا
تعود بدايات المسلمين في بولندا إلى القرن الرابع عشر ميلادي. ويعتبر حالياً عدد المسلمين هناك قليلاً مقارنة بالبلدان الأوروبية الأخرى. توجد بعض الإشارات التي تقول أن عدد هؤلاء يصل إلى 31 ألف مسلم فقط، أي ما يقارب 1 بالمائة من مجموع عدد السكان. ويوجد أكبر تجمع إسلامي في مدينة بياوتسنوك. تشير بعض الإحصائيات إلى أن عدد المسلمين، عام 2050، سيصير ضعف العدد الذي يوجد عليه الآن. إعداد: مريم مرغيش