كشف تقرير إعلامي تركي أن قوات الأمن والجيش التركيين قتلت في هجوم جديد أكثر من 200 كردياً في جنوب شرق البلاد، أغلبهم في مقاطعة سيزر بمحافظة شرناق، حيث لقي 139 مسلحاً حتفه.
إعلان
ذكر تقرير إخباري اليوم الجمعة (25 كانون الأول/ ديسمبر 2015)، نقلاً عن قوات الأمن التركية، أن هجوماً عسكرياً جديداً للجيش التركي في جنوب شرق البلاد أسفر عن مقتل 205 مسلحين من حزب العمال الكردستاني.
وقالت وكالة أنباء دوغان التركية إن أكبر عدد من القتلى سقطوا في مقاطعة سيزر بمحافظة شرناق، حيث قُتل 139 مسلحاً. ونشرت تركيا دبابات ومروحيات في الوقت الذي كثفت فيه هجومها الذي يركز على الأغلب على أربع محافظات عقب خمسة شهور من العنف بين الدولة والمسلحين الأكراد.
وتم إعلان حظر صارم على مدار الساعة على المناطق المدنية وغالباً ما يسبب استياء بين السكان المحليين ويجبر عشرات الآلاف من الأشخاص على الفرار من منازلهم.
وقوبل الهجوم الذي بدأ الأسبوع الماضي بانتقادات من جماعات حقوق الإنسان التي شجبت الإساءات المزعومة من قبل قوات الأمن. وحث الاتحاد الأوروبي الجانبين على العودة إلى المفاوضات وتنفيذ وقف لإطلاق النار.
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .
صورة من: Reuters/M. Sezer
10 صورة1 | 10
وكان الجيش التركي قد أعلن في بيان له صدر في وقت سابق من اليوم الجمعة أنه قتل ستة من المقاتلين الأكراد في اشتباك في جنوب شرق البلاد المضطرب، بينما توفي أحد ثلاثة جنود أصيبوا في القتال متأثراً بجراحه في المستشفى.
وانهار اتفاق وقف إطلاق النار الذي دام لعامين بين حزب العمال الكردستاني وأنقرة في يوليو/ تموز الماضي، مما أعاد جنوب شرق البلاد الذي تقطنه غالبية كردية إلى النزاع الذي عانت منه المنطقة ثلاثين عاماً وتسبب في مقتل أكثر من 40 ألف شخص.
وتفجر أحدث اشتباك مساء أمس الخميس في بلدة الجزيرة قرب الحدود مع سوريا التي شهدت قتالاً عنيفاً منذ أن فرضت السلطات قبل 12 يوماً حظر تجوال على مدار اليوم هناك وفي بلدة سيلوبي المجاورة التي تقع قرب الحدود مع العراق.