ذكر تقرير إعلامي أن المستشارة أنغيلا ميركل قررت إقالة رئيس الاستخبارات الداخلية لإدلائه بتصريحات سياسية، وكان الحزب الاشتراكي الديمقراطي قد ناشد بدوره ميركل، الحسم في هذا الملف. فهل باتت أيام ماسن فعلا معدودة ؟
إعلان
نقلت صحيفة دي فيلت الألمانية عن مصدر من الائتلاف الحاكم قوله إن المستشارة أنغيلا ميركل قررت أن رئيس المخابرات الداخلية يجب أن يترك منصبه لاعتقادها بأنه تدخل في العمل السياسي اليومي.
وتعرض هانس-غيورج ماسن، رئيس جهاز المخابرات الداخلية (هيئة حماية الدستور) لانتقادات بعد أن شكك في صحة تسجيل مصور يظهر لقطات لمتظاهرين من اليمين المتطرف يلاحقون مهاجرين بعد قتل رجل ألماني طعنا.
ويريد الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم من وزير الداخلية المحافظ هورست زيهوفر إقالة ماسن بسبب تصريحاته لكنه يرفض ذلك حتى الآن. ومن المقرر أن يجتمع الائتلاف الحاكم غدا الثلاثاء لبحث مستقبل مانس. وقد رفضت الحكومة التعليق على تقرير صحيفة دي فيلت.
من جهته، ناشد نائب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، المستشارة ميركل اتخاذ إجراء في النزاع القائم حاليا داخل الائتلاف حول ماسن. وقال مالو درير لصحيفة "بيلد أم زونتاغ" الأسبوعية في عددها الصادر أمس (الأحد 16 سبتمبر/ أيلول 2018) "ماسن ليس أي موظف بمؤسسة فرعية، إنه رئيس أهم هيئة أمنية ببلادنا". وأضاف الاشتراكي الألماني البارز "لهذا السبب، من الواضح تماما بالنسبة لنا أن ماسن لم يعد الرجل المناسب لهذا المنصب المهم. يتعين على المستشارة التصرف".
يذكر أن ميركل أكدت أول أمس الجمعة أن الائتلاف لن يتصدع "بسبب قضية رئيس هيئة فرعية". جدير بالذكر أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا يتكون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي مع الاتحاد المسيحي بزعامة ميركل المكون من حزبها المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا.
ويصر الاشتراكيون الديمقراطيون في هذا الخلاف على عدم بقاء ماسن في منصبه بسبب تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها الاخير حول أحداث معادية للأجانب في مدينة كمنيتس شرقي ألمانيا، ويشكك الحزب أيضا في ملائمته لمكافحة التوجهات اليمينية المتطرفة في البلاد بعد هذه التصريحات. ومن جانبه، لا يرى وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر، المنتمي لحزب ميركل، سببا لإقالة ماسن. وتعتزم ميركل وزيهوفر، ورئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي أندريا نالس، إجراء مشاورات حول هذا النزاع بعد غد الثلاثاء.
ح.ز/ ه.د (د.ب.أ)
كيمنتس ..كل هذا يحدث في مدينة ألمانية وأمام أعين الشرطة!
بلغ الوضع في كيمنتس الواقعة في ولاية ساكسونيا بشرق ألمانيا، والتي يبدو أن النازيين الجدد واليمين المتطرف يتمتعون بحضور قوي فيها، درجات غير مسبوقة من التوتر بعد مظاهرات نظمت على خلفية وفاة رجل ألماني متأثرا بجراحه.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
بالآلاف خرج مؤيدو اليمين المتطرف والشعبوي ليلة الاثنين/ الثلاثاء (28/27 أغسطس/آب 2018) إلى شوارع كيمنتس (شرق)، للمشاركة في التظاهرة التي دعت إليها مجموعة "من أجل كيمنتس" اليمينية الشعبوية عقب وفاة رجل ألماني متأثرا بجراحه.
صورة من: Reuters/M. Rietschel
كما نظم اليسار مظاهرة مضادة دعت إليها مجموعة "كيمنتس خالية من النازيين" اليسارية المتطرفة. الشرطة تدخلت لعزل المجموعتين عبر استخدام خراطيم المياه وذلك لمنع مؤيدي الطرفين من الاشتباك.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
ومع ذلك ذكرت تقارير إعلامية متطابقة أن ستة أشخاص على الأقل أصيبوا في الاشتباكات بين المجموعتين، كما سجلت إصابات أخرى بعبوات حارقة ومقذوفات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
وامتنعت الشرطة عن الكشف عن عدد الإصابات أو تأكيد الأرقام المعلنة. وعلى ما يبدو فقد فاجأ الحضور المكثف لمؤيدي اليمين المتطرف الجميع، بمن فيهم المسؤولين عن جهاز الأمن الذين أقروا بأن عناصرهم كانت أقل مما يستلزمه الوضع.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
ووفق وسائل إعلامية محلية فإن جماعات من اليمين المتطرف والنازيين الجدد شاركوا في التظاهرات إظافة من ألتراس كيمنيتس، بينما قال منظموا المظاهرة إن المشاركين هم من المواطنيين "القليقين" على مصير البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Seidel
وصباح اليوم الثلاثاء (28 آب/ أغسطس)، وجه اتحاد المدينة انتقادا لاذعا للشرطة واصفا إدارتها للأزمة بـ "رسالة سيئة من دولة القانون القوية".
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
وتظاهرة أمس الاثنين هي الثانية بعد خروج 800 متظاهر إلى الشوارع قبل يومين، وذلك بعد انتشار خبر وفاة رجل قالت عنه الشرطة "إنه ألماني في 35 من العمر" إثر تلقيه عدة طعنات، إضافة إلى إصابة اثنين آخرين. وأصدرت محكمة ابتدائية بالمدينة بعد ذلك مذكرتي اعتقال بحق شابين مشتبه بهما أحدهما سوري والآخر عراقي.
صورة من: Imago/epd/W. Schmidt
ورفع المتظاهرون من اليمين المتطرف شعارات عنصرية تدعو إلى "حماية" ألمانيا وأوروبا من المهاجرين. بينما تحدثت قوات الأمن عن "أكثر من مائة شخص أخفوا وجوههم" وبعضهم أدوا تحية هتلر. في المقابل وصفت مراسلة المحطة الإذاعية "WDR" الشعارات المرفوعة بأنها كانت "تنم عن مستويات غير مسبوقة من العنف".
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Meyer
ومجددا وكما بات الأمر معروفا في مظاهرات اليمين المتطرف، رفعت شعارات تطالب برحيل المستشارة "المسؤولة" حسب المتظاهرين عن "تدفق اللاجئين". ورسميا، كان المتحدث الرسمي باسم المستشارة قد شدد على أن ألمانيا "لن تتسامح مع أي أفعال انتقامية في الشوارع". وذلك عقب انتشار صور تظهر نازيين جدد يلاحقون أشخاصا من أصول أجنبية في شوارع كيمنتس.