1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تقرير ميليس يثير زوبعة سياسية وسط شكوك حول مصداقية الشاهد الرئيسي

على الرغم من اتهام أجهزتها الأمنية بالوقوف وراء عملية اغتيال الحريري، إلا أن سوريا مستعدة للتعاون مع لجنة التحقيق وسط تحركات أمريكية للضغط عليها وعزلها دولياً وسعد الحريري يطالب بتقديم الجناة إلى محكمة دولية.

ديتليف ميليس أثناء تسليمه تقريره لكوفي عنانصورة من: AP

واصلت الولايات المتحدة حملتها الدبلوماسية لحشد التأييد لتحرك دولي ضد دمشق بعدما أشار تقرير ديتليف ميليس إلى تورط سوري لبناني في الاغتيال. وطالبت واشنطن باجتماع لمجلس الأمن الثلاثاء المقبل رجحت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس أن يعقد على مستوى وزراء الخارجية فيما شدد الرئيس جورج بوش في تصريحات له في كاليفورنيا على أن "العالم يجب أن يرد" باعتبار أن التقرير أشار إلى دوافع سياسية للاغتيال. وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو خلال جولة مع رايس بولاية آلاباما، إن المجلس سيبحث فرض عقوبات اقتصادية على دمشق.

ميليس في مؤتمر صحافيصورة من: dpa

وألقى التقرير أيضا بظلال من الشك على الرئيس اللبناني الحالي اميل لحود الموالي لسوريا، حيث نسب إلى أحد الشهود قوله أن الرئيس تلقى مكالمة على هاتفه المحمول قبيل الانفجار بدقائق معدودات. وهكذا يزداد الموقف تعقدا على كافة الأصعدة، فداخليا تمر العلاقة بين اللبنانيين وممثليهم الرسميين بأزمة ثقة حادة، كما تزداد عمق الفجوة التي تفصل بين معسكري المعارضة والموالاة، مما ينذر بتصاعد المواجهات. وخارجيا تتزايد الضغوط الدولية على سوريا التي في طريقها للعزلة السياسية، حيث يضع التقرير سلاحا ماضيا في يد الإدارة الأمريكية لممارسة المزيد من الضغوط على النظام السوري. وعلى الفور صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس اليوم الجمعة أن تقرير لجنة التحقيق الدولية "مقلق للغاية"، وأشارت إلى أن واشنطن ستجعل من مجلس الأمن الدولي "نقطة محورية" لتحرك أمريكي.

شكوك حول مصداقية زهير الصديق

مكان الجريمةصورة من: AP

وفي غضون ذلك قالت المجلة الالمانية "دير شبيغل" في عددها الصادر بعد غد الاثنين أن الشاهد الأساسي الذي استجوبته اللجنة الدولية المكلفة التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري مشكوك في صدقيته من قبل اوساط في الامم المتحدة. وتنقل المجلة الاسبوعية عن مصادر في الامم المتحدة ان زهير الصديق الذي تحدث عن تورط العديد من المقربين من الرئيس السوري بشار الاسد في اغتيال الحريري حكم عليه في الماضي عدة مرات بتهمة اختلاس اموال واحتيال. كذلك كذب الصديق مرات عدة خلال جلسات الاستماع امام لجنة التحقيق. وتقول المجلة ان الصديق (42 عاما) اكد انه غادر بيروت قبل شهر من عملية الاغتيال ثم عاد واقر في ايلول/سبتمبر بانه شارك في التحضيرات للتفجير الذي اودى بحياة الحريري. واضافت المجلة انه منذ بضعة اسابيع سلمت الحكومة السورية لحكومات غربية مختلفة وثائق من شانها الإثبات أن الشاهد الرئيسي في تحقيق الأمم المتحدة هو كاذب.

سيارة متسيبوشي صغيرة

ووفقا للتقرير فإن الأدلة المادية التي جُمعت والبقايا البشرية التي تعرّف إليها خبير الأدلة الجنائية اللبناني، وشريط مصرف "اتش.اس.بي.سي" والضرر اللاحق بالسيارات التي كانت متوقفة في الشارع، كلها ترجح أن التفجير حدث بواسطة شاحنة متسوبيشي صغيرة كانت محملة بقنبلة مصنوعة محلياً، ففجّرت لدى مرور سيارات موكب الحريري الست. وقد وجد رقم محرك هذه الشاحنة بين الركام في ساحة الجريمة. وأرشد رقم المحرك هذا إلى رقم تسجيل السيارة وسنة صنعها. ولم يُعثر على بقايا من القنبلة المصنوعة محلياً بين الركام، سوى قطع شاحنة متسوبيشي الصغيرة التي وضعت فيها القنبلة المصنوعة محلياً. وكان هذا متوقعاً بسبب قوة الانفجار وحجم المتفجرات المستخدمة. ووُجدت بعض قطع متضررة من دارة كهربائية قد تكون استخدمت في التفجير. لكن لا بد أولا من أن يتفحض خبراء إلكترون بقايا هذه الدارة، التي قد تنم عن وجه استخدامها. وذلك وفقا للترجمة غير الرسمية للتقرير التي أوردتها جريدة المستقبل اللبنانية.

يعتبر الرئيس اللبناني لحود من أقرب الموالين لسورياصورة من: AP

أما المدعو أحمد أبو عدس، والذي ظهر على شريط فيديو تم بثه على قناة الجزيرة بعد الجريمة بساعات قليلة يعلن فيها عن مسؤوليته عن الاغتيال، فقد وصل التقرير إلى استنتاج مفاده أن ليس هناك دليل على أن أبو عدس ينتمي إلى جماعة "النصرة والجهاد في بلاد الشام" كما ادعى شريط "الجزيرة"، ولا حتى أن جماعة كهذه موجودة الآن. لا مؤشرات (غير الشريط) على انه قاد شاحنة مليئة بالمتفجرات قتلت الحريري. التقرير يظهر أن من المرجح أن أبو عدس غادر منزله في 16 كانون الثاني 2005، وأُخذ، طوعا أو كرها، إلى سوريا، حيث اختفى منذ ذلك التاريخ. كما أورد التقرير أدلة على أن صهر الرئيس السوري بشار الأسد اللواء آصف شوكت قد يكون شارك في إجبار أحمد أبو عدس على تصوير فيلم الفيديو قبل أسبوعين من تنفيذها.

مطالب بالتعاون الكامل

في غضون ذلك دعت المفوضية الأوروبية اليوم سوريا للتعاون "بشكل كامل" في التحقيق حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وألا فأنها "ستسيء لمصالحها". وصرحت ايما اودوين الناطقة باسم المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بنيتا فيفيرو فالدنر غداة نشر تقرير اللجنة المستقلة للتحقيق التابع للأمم المتحدة "إن سوريا ستسيء لمصالحها الخاصة إذا لم تبد تعاونا كاملا مع التحقيق". وتابعت اودوين "إن اللجنة الأوروبية منشغلة بنتائج تقرير ميليس و لا تزال قلقة بشان التعاون المحدود الذي قدمته السلطات السورية". وأضافت "إن الأهم هو أن نتوصل إلى توضيح هذه القضية بصورة تامة"، وشجعت "كافة الأطراف على التعاون" مع التحقيق.

اندلعت مظاهرات مناوئة للوجود السوري في لبنان بعد اغتيال الحريريصورة من: AP

من ناحية أخرى دعت فرنسا اليوم سوريا إلى مزيد من التعاون في التحقيق بعد نشر تقرير لجنة التحقيق الدولية الذي يشير بالاتهام إلى مسئولين سوريين ولبنانيين في القضية. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتاي إن "التقرير يشير إلى تعاون السلطات السورية غير الكافي في مجرى التحقيق"، مضيفا "من الأكيد أن على سوريا أن تتعاون". وقال "علينا الآن أن ننظر في كل نتائج هذا التحقيق (..) وسنواصل مشاوراتنا مع شركائنا في مجلس الأمن (الدولي) بشأن الخطوات التي ينبغي أن تليه". وتابع انه "بعد تحليل أولي، فان هذا التقرير يخلص إلى أنها جريمة ذات دوافع سياسية نفذت في إطار تنظيم معقد جدا وما كان من الممكن تنفيذها بدون مشاركة هيئات رسمية وشبه رسمية". وعلق على معلومات مفادها ان باريس وواشنطن تستعدان لتقديم مشروع عقوبات ضد سوريا إلى مجلس الأمن، فقال إن فرنسا "تعتزم مواصلة تعاونها الوثيق مع الولايات المتحدة" حول الملف السوري اللبناني، مشيرا إلى أنها "ليست مسألة فرنسية أمريكية حصرا (..) ولدينا شركاء آخرون".

الطرف الثالث

أشار تقرير ميليس إلى طرف ثالث مشتبه في ضلوعه في جريمة الاغتيال، إذ نسب التقرير إلى أحد الشهود قوله إن اللواء جميل السيد نسق مع العميد رستم غزالة الرئيس السابق لجهاز الأمن والاستطلاع السوري في لبنان ومع آخرين من ضمنهم "أشخاص من مجموعة أحمد جبريل" (الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة). حيث تم تقديم الدعم اللوجيستي لعملية الاغتيال من هواتف محمولة وسيارات وأسلحة ... الخ. وهو اتهام أن صدق فإنه يعيد إلى الأذهان الفصول المريرة للحرب الأهلية اللبنانية والتي دخلت فيها الحركات الفلسطينية طرفا في الصراع.

جنود لبنانيون خلال التحقيق قي حيثيات إغتيال الحريريصورة من: AP

غير أن الزعيم الفلسطيني أحمد جبريل رفض اتهامات لجنة التحقيق الدولية بتورط جماعته المؤيدة لسوريا ولعب دور في مقتل رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري. وقال احمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة التي تتخذ من دمشق مقرا لها "نحن ننفي بشدة توريط أي من منظماتنا الأربع في هذه القضية"وأضاف لقناة العربية التلفزيونية الفضائية "نحن فوجئنا بهذا...التقرير الذي حاول أن يورط بعض منظماتنا بالقول إنهم قدموا بعض المساندة لقادة أمنيين لبنانيين "وقال في تصريح آخر لقناة الجزيرة الفضائية القطرية "إن هذا الاتهام استند إلى كلام لشاهد غامض قد يكون عميلا للموساد" مشيرا إلى المخابرات الإسرائيلية.

دويتشه فيله + وكالات

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW