تقرير "حماية الدستور" بألمانيا: روسيا تتخذ أساليب تجسس جديدة
٢١ يونيو ٢٠٢٣
بعد طرد دبلوماسيين روس، سجلت هيئة حماية الدستور الألماني استراتيجية تجسس جديدة للكرملين في ألمانيا، وحذرت من المخاطر. ووزيرة الداخلية الألمانية تصف الغزو الروسي لأوكرانيا بـ "نقطة تحول بالنسبة للأمن الداخلي" لبلادها.
إعلان
قالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر عندما قدمت تقرير هيئة حماية الدستور لعام 2022 في برلين: "إن حرب روسيا ضد أوكرانيا تعني أيضًا نقطة تحول بالنسبة للأمن الداخلي". بجانبها جلس رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور(الاستخبارات الداخلية)، توماس هالدينفانغ. وشدد على أن التهديدات التي تشكلها أنشطة التجسس الروسي زادت مرة أخرى.
بسبب ذلك، طردت ألمانيا 40 دبلوماسيًا روسيًا بعد وقت قصير من بدء الحرب والذين تم إرسالهم كجواسيس مشتبه بهم في سفارة بلادهم في برلين. ومع ذلك، يتوقع رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور أن الكرملين سيزيد من المحاولات للتأثير في المستقبل. وأضاف: "حتى لو كان لمثل هذه الإجراءات تأثير على المدى القصير، فإن روسيا ستعمل على تكييف أساليبها والمضي قدما بطريقة أكثر سرية وعدوانية في المستقبل".
المخابرات الروسية تستخدم كل الوسائل
من بين أمور أخرى، يفكر توماس هالدينفانغ في الهجمات الإلكترونية وضباط المخابرات السرية غير القانونيين الذين قد يسافرون إلى ألمانيا بهوية مزيفة. وبالمقارنة مع الدول الأخرى، وخاصة الصين، فهو يعتبر تصرفات فلاديمير بوتين أكثر خطورة.
بشكل عام، يمكن للمرء أن يقول إن الخدمات السرية الروسية أكثر قوة وأنها تستخدم جميع الوسائل. أحيانًا حتى كما متعارف عليه في الأفلام السينمائية. "وتعمل الخدمات السرية على التخويف لأقصى حد، ولا تخشى قتل الناس".
الدعاية الروسية في ازدياد
كما يشعر مكتب حماية الدستور بالقلق إزاء الدعاية المتزايدة للكرملين في ألمانيا. وتشمل هذه الجماعات الموالية لروسيا التي توافق على الحرب العدوانية غير المشروعة في أوكرانيا. هدفها وهدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: كسب الناس الذين ينحدرون من الاتحاد السوفيتي السابق الذين يعيشون الآن في ألمانيا.
وأوضح توماس هالدينفانغ: "يرى بوتين هذه المجموعة من الناس على أنهم "روس موالين له". وهم الأشخاص الذين يريد التأثير عليهم". ومع ذلك، فإن الشتات الناطق بالروسية في ألمانيا ليسوا عرضة للدعاية الروسية إلى حد كبير، حسب ما تم توثيقه.
الصورة النمطية للعدو عند اليسار المتطرف
تظهر صورة غير متسقة عند النظر إلى الطيف اليساري المتطرف. وفقا لتقرير المخابرات الألمانية، فإن الحرب يتم إدانتها بشدة. "ومع ذلك، فإن أجزاء من المشهد اليساري لا تحمل روسيا وحدها المسؤولية باعتبارها المعتدي، ولكنها تصف الناتو والولايات المتحدة والغرب أو الإمبريالية عمومًا على أنها سبب الحرب"، كما يقول توماس هالدينفانغ عن الطيف اليساري.
في الطيف اليميني المتطرف أيضًا، تسجل هيئة حماية الدستور محاولات الاستفادة من الحرب العدوانية. لكن هؤلاء المحرضين لم ينجحوا في التعبئة على الصعيد الوطني لأعمالهم ". مع ذلك، لا يزال التطرف اليميني يمثل أكبر تهديد للنظام الأساسي الديمقراطي والحر والأمن، كما يؤكد توماس هالدينفانغ ووزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر.
تحت المراقبة أيضاً: الصين، إيران، كوريا الشمالية، تركيا
والمحصلة التي تطرحها وزيرة الداخلية الألمانية ورئيس الهيئة الاتحادية لحماية الدستور هي: اتساع نطاق خطر التجسس والهجمات السيبرانية وحملات التضليل. بشكل رئيسي من قبل روسيا منذ بداية الحرب في أوكرانيا. لكن هناك دول أخرى في بؤرة الاتهام: الصين، وإيران، وكوريا الشمالية، وتركيا.
مارسيل فورشتيناو/ ترجمة: زمن البدري
من "نقطة شارلي" إلى "جبل الشيطان".. أوكار الجواسيس في برلين
خلال الحرب الباردة كان يوجد في مدينة برلين المقسمة إلى شرقية وغربية الكثير من الجواسيس من شطري البلاد. وإلى يومنا هذا بإمكاننا تتبع آثارهم، DW زارت ثمانية مواقع تكشف عن تاريخ الجواسيس والتجسس في برلين.
صورة من: picture alliance/Prisma Archivo
نقطة تفتيش شارلي
بين شرق برلين وغربها كان يوجد ثمانية معابر حدودية والأشهر بينها هي نقطة "تفتيش شارلي" (Checkpoint Charlie ) في شارع فريدريش الذي سُجلت فيه محاولات هروب مثيرة. فبعد تشييد الجدار كانت الدبابات الأمريكية تقف أمام نظيراتها السوفياتية ـ والعالم كاد ينزلق نحو حرب عالمية ثالثة. وهنا كان يتم تبادل الجواسيس الذين كُشف أمرهم.
صورة من: Marc Vormerk/picture alliance / SULUPRESS.DE
جسرالجواسيس
فوق جسر غلينيكر، وهو معبر حدودي بين شطري برلين كان يتم تبادل الجواسيس السوفيات والغربيين المعتقلين. وهذا ما جلب للقنطرة أو القنطرة لقب "جسر الجواسيس". الموقع ألهم المخرج ستيفن شبيلبيرغ لعمل فيلم Bridge of Spies عام 2015.
صورة من: Georg Moritz/picture alliance/dpa
متحف ستازي
وزارة أمن الدولة في ألمانيا الشرقية المسماة اختصارا "شتازي" كانت في برلين ليشتنبيرغ في مكاتب وزارة المالية. واليوم ما يزال مركز التجسس السابق مفتوحا في أمام الزوار. وتحفة المتحف الرئيسية تتمثل في مكاتب العمل التابعة لإيريش ميلكه آخر وزير لأمن الدولة في ألمانيا الشرقية والتي توجد بها هذه الهواتف القديمة.
صورة من: Paul Zinken/picture alliance/dpa
ملجأ ماريينفيلد
الكثير من الأشخاص الذين فروا من ألمانيا الشرقية وجدوا ملجأ في مركز اللاجئين ماريينفيلد في برلين الغربية. ومع مر الزمن احتضن المركز نحو 1،3 مليون لاجئ. والقادمون إلى المركز خضعوا لاستجوابات أجهزة الاستخبارات التابعة للحلفاء الذين كانوا يدونون المعلومات عن ألمانيا الشرقية والاتحاد السوفياتي.
صورة من: picture alliance / Bildagentur-online/Schoening
مركز تنصت فوق "جبل الشيطان"
في الخمسينات تم تشييد مركز تنصت فوق جبل الشيطان (Teufelsberg) الذي على ارتفاع 120 مترا على أنقاض الحرب العالمية الثانية من أجل التجسس على الشرق. واليوم لم تبق سوى أطلال تُستخدم كشاشة عرض. وتُنظم جولات وتظاهرات مختلفة وبطاقات دخول الرواق يصل سعرها إلى ثمانية يورو.
صورة من: Ina Hensel/picture alliance/Zoonar
نفق التجسس في متحف الحلفاء
متحف الحلفاء في حي تسيليندورف كان في المنطقة التي تقع تحت سيطرة القوات الأمريكية. ويمكن حاليا الدخول إليه بالمجان وهو يحكي عن زمن الحرب الباردة من وجهة نظر الحلفاء الغربيين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وأحد المواقع المثيرة هو نفق التجسس الذي بناه الأمريكيون والانجليز للتنصت على الاتصالات السوفياتية.
صورة من: picture alliance/Prisma Archivo
متحف الجاسوسية الألماني
متحف الجاسوسية التفاعلي يوجد بالقرب من ساحة بوتسدام حيث كان جدار برلين يقسم المدينة إلى شطرين، وهو يعرض سلسلة من أجهزة التجسس المثيرة التي استخدمت على مر القرون وحتى الماضي القريب.
صورة من: Christian Behring/picture alliance / POP-EYE
مقر جهاز الاستخبارات الألمانية
واليوم أيضا توجد أنشطة تجسس. وفي عام 2019 تم تشييد المركز الرئيسي جهاز الاستخبارات الألمانية (BND) في وسط برلين. وهنا يعمل نحو 3000 موظف يجمعون معلومات اقتصادية وسياسية وعسكرية. وواحد من أولئك الموظفين تم اعتقاله مؤخرا للاشتباه في تجسسه لحساب موسكو. (بنيامين ريستلر/م.م)