تقرير يتحدث عن اتفاق سري لميركل وروته مع تركيا بشأن اللاجئين
١٦ مارس ٢٠١٧
خلص تقرير لصحيفة "دي فيلت" إلى أنّ المستشارة الألمانية ميركل ورئيس الوزراء الهولندي روته قد اتفقا مع تركيا عام 2016 دون إشعار قادة الاتحاد الأوروبي، على كوته تضمنت وعدا بقبول 250 ألف لاجيء سوري سنوياً.
إعلان
حين عقد الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في آذار/ مارس عام 2016 اعتبره بعض الساسة في دول أوروبا الغربية اختراقاً نجح في حل أزمة اللاجئين، فيما انتقده بعض الساسة في دول أوروبا الشرقية، وانتقدته بشدة منظمات حقوق الإنسان.
ورغم أن المقترحات التركية كانت أشبه بمفاجأة في حينها، فقد خلص تقرير نشر يوم الاثنين ( 13 آذار/ مارس 2017) إلى أنّ كثيراً من تفاصيل الاتفاق قد جرى حسمها بين قادة ألمانيا وهولندا وتركيا قبل القمة.
آخر تقرير بهذا الشأن نشرته صحيفة "دي فيلت" الألمانية اليومية وخلص إلى أنّ المستشارة انغيلا ميركل ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته قد التقيا حينها برئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو في السادس من آذار/ مارس 2016 ، في الليلة التي سبقت القمة الأوروبية التركية.
روته الذي كان يرأس بشكل دوري الاتحاد الأوروبي آنذاك، وميركل التزما بتنفيذ كوته خاصة باللاجئين مع تركيا، دون إشعار الأعضاء الآخرين في الاتحاد الأوروبي بالأرقام الحقيقية المنصوص عليها في الكوته. وقد وافق القادة الثلاثة على أن تأتي تفاصيل الاتفاق الذي جرى بينهم كعرض مفاجئ من الوفد التركي في اليوم التالي طبقاً لتقرير الصحيفة الألمانية.
وطبقاً للتقرير فإن ميركل وروته قد اتفقا على استقبال 150 إلى 200 ألف لاجيء سوري من تركيا كل عام. فيما نصت الوثيقة النهائية التي تمخضت عنها قمة الاتحاد الأوروبي وتركيا على أنّ قادة الاتحاد وتركيا قد اتفقوا على "برنامج استقبال طوعي إنساني نافذ مع تركيا".
المعلومات التي أوردها التقرير جاءت من عدة مصادر شاركت في المفاوضات.
وكانت الاتفاقية المعقودة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا قد نصت ببساطة على تبادل يشمل إعادة مهاجر واحد من أوروبا إلى تركيا مقابل استقبال لاجيء سوري واحد قادم من المخيمات التركية إلى أراضي الاتحاد.
في ذلك الوقت، وافقت كل من دول الاتحاد وتركيا على تطبيق كوته إعادة الإسكان التي جرى الاتفاق عليها عام 2015، والتي نصت على توفير 22,500 مكان لاستقبال هذا العدد من اللاجئين القادمين من تركيا إلى أوروبا.
الإعلان النهائي الذي خرجت به القمة ألمح لأطراف الاتفاق بأنه" لا يشكل أي تعهد على الدول الأعضاء بقدر ما يتعلق الأمر بإعادة التوطين والإسكان (للقادمين)".
التقرير الذي نشرته صحيفة "دي فيلت" هو جزء من كتاب الصحفي روبن الكساندر حول سياسات المستشارة ميركل بشأن اللاجئين والمعنونDie Getriebenen - Merkel und die Flüchtlingspolitik.
م.م/ ع.غ DW
لاجئون سوريون تقطعت بهم السبل على ضفتي البوسفور
في إسطنبول يعيش حاليا عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين. جلهم يشعرون بأنهم محاصرين في المدينة التركية الضخمة بين الحرب في وطنهم الأم وبين حلم الوصول إلى أوروبا.
صورة من: DW/C. Roman
يعيش حاليا في مدينة إسطنبول التركية حوالي 400 ألف لاجئ سوري، ويقترب هذا العدد من أعداد اللاجئين السوريين في أوروبا بأكملها. ويتم التعامل معهم من قبل السلطات التركية بصفتهم "مسافرين" أي أنهم ضيوف مؤقتون، وبالتالي فلا حق لهم في اللجوء أو العمل.
صورة من: DW/C. Roman
علي، صبي عمره 13 عاما، يتحدث عن تجربته في القدوم إلى تركيا قائلا: "بلدي سوريا لم يعد موجودا، لأن بشار الأسد دمره، لذلك هربت قبل عامين مع عائلتي من حلب. على الحدود أطلقت الشرطة التركية النار علينا، فانبطحنا على الأرض واختبئنا لحين قدوم المهربين الذين أحضرونا إلى إسطنبول."
صورة من: DW/C. Roman
ويضيف علي "يتحتم أن أساعد عائلتي، والداي وستة إخوة وأخوات." وبدلا من أن يذهب إلى المدرسة، يعمل علي بشكل غير قانوني في سوبر ماركت في إحدى ضواحي مدينة إسطنبول، حيث يحصل على حوالي 47 يورو أسبوعيا ، مقابل ساعات عمل طويلة تصل إلى 14 ساعة يوميا. ويقول الصبي السوري: "أفتقد بيتي وأصدقائي، وأفتقد لعب الكرة معهم."
صورة من: DW/C. Roman
أما غيث، البالغ من العمر 22 عاما، فيقول: "كنت متشوقا دائما لدراسة الهندسة الكهربائية في مسقط رأسي، حمص. لكن بعد اندلاع الأحداث تم زجي في قوات الجيش السوري، وذلك لمقاتلة أبناء شعبي، ما اضطرني للهروب. أحلم أحيانا بعودتي لمدينتي حمص، وأن أجد فيها الحياة والسلام، اللذين عشناهما سابقا، لكن أعتقد أنني سأهرم قبل معايشتي ذلك مرة أخرى."
صورة من: DW/C. Roman
مارس غيث العديد من المهن ليتمكن من العيش، كان منها مهنة بواب في أحد الفنادق، المخصصة للسياح ويقول: " ألتقي هنا بالعديد من الأوروبيين، وأستمع باهتمام لقصصهم وحكاويهم، إلا أنني لا أعتقد أنهم يفهمون قصصي وتجاربي، مصطلحات الحرب والموت يعايشونها في الأفلام فقط."
صورة من: DW/Ch.Roman
ولا يرى الأخوان إبراهيم وغسان أي مستقبل في تركيا، لأنهما لا يملكان أي وضع قانوني كما يقولان. ويقول غسان الذي يعمل مع أخيه في أحد المخابز "هذا الوضع يشعرنا بالقلق. في سوريا كنت أعمل محاسبا، أما هنا فأنا لا شيء."
صورة من: DW/C. Roman
وتقول إليسار (32 عاما): "ما يشغل السوريين هنا، هو الطريق الأفضل للوصول إلى أوروبا، وهل هو بحرا بركوب القارب المطاطي؟ أم عن طريق البر؟" إليسار أنشأت محطة إذاعية في إسطنبول، موجهة للسوريين، الذين لم يهربوا بعد من مناطق إدلب وحماة وحلب، إلا أن إذاعتها أصبحت مصدرا مهما للمعلومات للكثير من اللاجئين في تركيا أيضا.
صورة من: DW/C. Roman
وتقول إليسار: "طفلتي ولدت هنا في تركيا، لكن ما حصلت عليه كغيرها من الأطفال، الذين يولودون هنا، مجرد ورقة إثبات تركية، لا تعني شيئا." وتتابع: "لا نستطيع الحصول أيضا على أية وثيقة سورية هنا، ما يعني أن الطفلة ليست سورية كما أنها ليست تركية."
صورة من: DW/C. Roman
يقول محمد، البالغ 19 عاما: "هربت بمفردي منذ عامين، عائلتي لا زالت تعيش في دمشق." ويتابع الشاب السوري: "أمنيتي كانت أن أكون مصورا محترفا، إلا أنه هنا لا أملك أي فرصة لذلك، ولم أتمكن من الحصول على أي عمل." ويضيف محمد: "أتعلم الآن اللغة التركية، وأعتقد أنه قد يكون من الأفضل أن أهرب إلى أوروبا."
صورة من: DW/C. Roman
قبل ثلاثة أسابيع كان محمد على وشك الانطلاق بقارب مطاطي للوصول إلى الشواطئ اليونانية، حيث طلب منه المهربون مبلغ 1200 دولار أمريكي من أجل ذلك. واضطر محمد إلى بيع آلة التصوير الثمينة، التي كانت بحوزته، من أجل تمويل هذه الرحلة، إلا أن الخوف تملكه في النهاية، ما اضطره إلى تأجيل السفر. "المرة القادمة لابد من أن أنجح"، يقولها محمد وهو لا يجيد حتى السباحة.