قّننت كندا قبل خمس سنوات استخدام القنب الهندي (الحشيش) لأجل تقليل الجريمة وضبط السوق ومنع المنتجات المضرة بالصحة. لكن هل حققت السلطات هدفها من هذا التقنين؟ النتائج متباينة للغاية.
إعلان
عام 2018 قننت كندا استخدام القنب الهندي (الحشيش) لأجل أهداف الصحة العمومية وتقليل الجريمة خصوصاً تجارة المخدرات. الآن بعد خمس سنوات، مجموعة من الدراسات تتحدث عن نتائج متبانية.
ووفقاً لمقالة نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الكندية، فإن النتائج المتعلقة بالصحة، إما إدمان القنب، أو زيارات الطوارئ الصحية المرتبطة بالقنب، أو القيادة تحت تأثير استهلاك القنب، إما زادت أو لا تزال ثابتة.
لكن في الجانب الآخر، كان هناك انخفاض في عدد الاعتقالات الجنائية والتهم المتعلقة بتعاطي القنب الهندي، ما يعني عدم متابعة الكثير من الشباب وخلو بياناتهم الشخصية من أيّ متابعات قضائية.
ووفقاً لهذه النتائج، فهناك تداعيات إيجابية فيما يخصّ مجال العدالة والقضايا القانونية، لكن لا يوجد تأكيد مباشر على الصحة العامة. ويتيح تقنين الحشيشفي البلاد استهلاك ما يصل إلى 30 غراما (1.06 أونصة) من القنب في الأماكن العامة.
ويتيح القانون كذلك ببيع منتجات القنب بالتجزئة سواء في المتاجر أو عبر الإنترنت. كما يمكن للسكان كذلك زراعة وبيع كميات محدودة من القنب المزروع محلياً، لكن تم وضع قيود كبيرة فيما يخصّ القيادة تحت تأثير الحشيش.
وبعد التقنين، زاد استخدام القنب من 22 في المئة إلى 27 في المئة، لكن دون تأثير كبير على معدل الاستهلاك اليومي، خصوصاً بين الشباب.
بيد أنه بينت الأرقام زيادة بنسبة 20 في المئة في معدلات دخول المستهلكين لقسم الطوارئ، وكذلك في رعاية النساء الحوامل، وارتفاعاً بمقدار ثلاثة أضعاف في حالات الطوارئ المتعلقة بالتسمم بالقنب بين الأطفال.
سوشميثا راماكريشنان/ع.ا
المخدرات في الولايات المتحدة ألأمريكية: جيسي وخالتها
شريل البالغة من العمر 71 عاما تبنت ابنة أختها جيسي البالغة من العمر ثلاث سنوات.الصغيرة رأت نور الحياة وهي مصابة بعدوى الإدمان على المخدرات من والدتها. أما الوالدة فقد اختفى كل أثر لها. قصة مصورة من فونيكس بولاية أريزونا.
صورة من: DW/E. Van Nes
بداية اليوم
جيسي تبقى في مقعد الأطفال داخل السيارة في الوقت الذي تسحب فيه شريل عربة الأطفال من الصندوق الخلفي للتوجه مع البنت الصغيرة إلى مركز التسوق. لا تقوم السيدة المتقاعدة شريل في الغالب بهذه الرحلات، لأنها تكون متعبة. فهي تفضل البقاء في البيت مع الطفلة الصغيرة أو تذهب معها إلى ساحة اللعب، أو تقومان بزيارة أخت جيسي التي تسكن عند أقارب.
صورة من: DW/E. Van Nes
تنفس الصعداء في يوم مجهد
تربية بنت تبلغ من العمر ثلاث سنوات أمر يجهد امرأة عمرها 71 سنة. في الولايات المتحدة الأمريكية يزداد عدد الأجداد المرغمين على السهر من أجل تربية الأحفاد، لأن الأبوين مدمنان على المخدرات، لاسيما من خلال استعمال أفيونيات توجد أيضا في أدوية مهدئة. وتفيد دراسات أن 12 في المائة من الأطفال في ولاية أريزونا يعيشون لدى أقارب مثل الخالة شريل، وبينهم تسعة في المائة لدى الأجداد.
صورة من: DW/E. Van Nes
متاعب بيروقراطية وعدم مساواة
بداية يوليو/ تموز الفائت 2018 دخل حيز التنفيذ في الولايات المتحدة الأمريكية قانون يُراد منه مساعدة الأجداد الذين يسهرون على تربية أحفادهم. ومن بين الأشياء التي ينص عليها القانون تقديم معلومات حول حق التبني، والخدمات الاجتماعية ودعم التطبيب النفسي. لكن القانون لا يحل مشكلة تتمثل في أن أعضاء العائلة الذين يربون طفلا لا يحصلون على نفس الدعم المالي مثل الآباء بالتبني.
صورة من: DW/E. Van Nes
قسط من المتعة
جيسي كانت تخاف قبل جلوسها لأول مرة فوق أرجوحة على شكل خيل. عندما اشترت شريل التذاكر، سأل الرجل خلف الشباك عن جيسي. "إنها ابنتي"، أجابت شريل. وهي تعتقد أن والدة البنت ماتزال على قيد الحياة، لكنها لا تعرف أين وهل تخضع لإعادة تأهيل من المخدرات. والمرة الأخيرة تمت رؤيتها في الخريف الماضي.
صورة من: DW/E. Van Nes
السهر على أن تستمر الحياة
شريل تعلم أنه بسبب سنها لن تشهد جيسي وهي في سن الرشد. فهي تعاني من مشاكل صحية والحياة مع جيسي ترهقها ـ لكن ذلك يجلب لها أيضا الكثير من الفرح. شريل تعتقد أنه من المهم بالنسبة إلى البنت أن تكبر في حضن العائلة بدلا من أن تكبر عند غرباء. وإذا توفيت شريل، فإن ابنها، عم جيسي سيعتني بالصغيرة.
صورة من: DW/E. Van Nes
أفراح الأحد
يوم الأحد تذهب شريل وجيسي إلى الكنيسة. وجيسي صغيرة للمشاركة في القداس، لكنها تذهب إلى قداس الأطفال. بعدها تلتقيان مع أسر أخرى في قاعة البلدية. والكنسية تدعم شريل التي فقدت ثلاثة أزواج وابنا بسبب الإدمان على المخدرات. وجيسي هي أملها الأخير، تعتقد شريل.
صورة من: DW/E. Van Nes
دفع ماما إلى الأمام
شريل تعاني من آلام ظهر مستمرة والتهاب المفاصل في اليدين وآلام النسا في الرجلين. وهي تضع حزاما لدعم الظهر من شأنه التقليل من الآلام، وتحتاج إلى أدوية مهدئة. ولا خيار آخر أمامها، لاسيما إن أرادت طفلة صغيرة اللعب معها ومشاكستها.
صورة من: DW/E. Van Nes
عيد ميلاد سعيد
جيسي تحتفل بعيد الميلاد ـ أضحى عمرها ثلاث سنوات. وشريل استدعت فقط عددا قليلا من الضيوف، لكي لا تشعر البنت الصغيرة بالإجهاد. جيسي لها أخت وأخ: أختها الأكبر تعيش عند أخ شريل وزوجته اللذين لم يتمكنا من تربية طفلين. أما أخ جيسي الصغير فتبنته عائلة غريبة.
صورة من: DW/E. Van Nes
مشاكل صحية
قبيل شعور والدة جيسي بآلام الوضع كانت لا تزال تأخذ الميثامفيتامين. وعندما رأت جيسي نور الحياة كانت تصرخ وتبكي وترتعش ـ وهي أعراض تقليدية أثناء التخلص من المخدرات. منذ تلك اللحظة وجيسي تقاوم جملة من المشاكل الصحية، وهي تخضع للمراقبة الطبية لتفادي أضرار إضافية.